بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ومن سار على نهجهم متبعا لا مبتدعا إلى يوم الدين.
الله أكبر..الله أكبر..الله أكبر..
زلزال يضرب مدينة جده..
إنه زلزال للدين..زلزال للعقيدة..زلزال للأخلاق..زلزال للقيم..زلزال للأمة الإسلامية بأجمعها..الله أكبر..الله أكبر..الله اكبر..
جريدة وردية اللون..تعلن على صفحاتها المتوشحة بالسواد..وفاة الأمير أحمد بن سلمان بن عبدالعزيز - غفر الله له - وفي داخلها..تعلن وعلى رؤوس الأشهاد..أن (جده غير)..ولماذا هي غير..لأن الفساد أصبح غير..ولأن القيم أصبحت غير..ولأن الدين والعقيدة أصبحا غير..إضطربت الرؤية عندي بقراءة الخبر الكارثة..إرتجف فؤادي..وارتعشت أركاني..
الموت يحدق بالناس والدعاة إلى الله يجهدون ويجاهدون لإستنقاذ الأمة من غضب الجبار..وهؤلاء المتنفذون السفلة..الجبناء..دواب إبليس..لا يزالون يظاهرون الله بالحرب..ويتحدونه عز وجل..ويبارزونه بأعظم المعاصي..وأكبر الآثام..والذي يطغيهم ويزيدهم تجبرا هو إمهال الله لهم..وحلمه عليهم.
الجريدة الوردية..وفي الصفحة (11) في يوم الأربعاء..بتاريخ 14 / 5 / 1423 للهجرة الموافق 24 / يوليو / 2003 للميلاد..وفي نفس الصفحة التي تنعى بها الأمير..تضع عنوانا سافلا..سافرا..خبيثا..(الصراع الحار على حلبة النار)..(المصارعة هنا ..غير)..وقد إستقدموا أحد عشر مصارعا..أمريكيا..وربما غير أمريكي..!!!
يالله..قد إنزلقنا والله في الأوحال كغيرنا..قد نمنا والله حتى رأينا هؤلاء العراة يدبون فوق أرض تبعد مسيرة يوم عن قبلة الأمة..وليس ببعيد عنها..يتململ الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف..وصاحبيه أبي بكر وعمر..وبقية سلفنا الصالح..إنكارا..وغضبا..وحزنا..على أرض طهروها من الأوثان..والأرجاس ..والأنجاس..ليأتي بعدهم قوم..ويخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات..حتى ملئت بطونهم وقلوبهم وأفواههم وعقولهم غيا..
قد وصل الأمر منتهاه والله يا أيها الأحبه..ولقد شكت الأرض التي أقلت سعد بن معاذ..وعبادة بن الصامت..وخالد بن الوليد..وعمرو بن العاص..ومصعب بن عمير..والمثنى بن حارثه..ومعاذ بن جبل..وأبو مسلم الخولاني..وغيرهم من سلفنا الصالح..شكت إلى الله أن هذا التراب الذي طهرته أقدام هؤلاء الساده..قد دنسته أقدام النصارى..وغيرهم من الكفرة والملاحدة..وهم يفاخرون بعريهم..وتفسخهم الماجن..الساقط..أمام أمة محمد صلى الله عليه وسلم..وفي معقل الأمة الأخير..وقبلتها المقدسة..بحجة تنشيط السياحة..وتنمية مصادر الدخل (الوطني)..!!!!!!!
لا بارك الله في أمة ما كان الإسلام لها دستورا ودليلا ومنهاجا..وقاتل الله كل ذنب ساقط ولي في هذه الأمة أمرا فخانها..وما نصر الإسلام من موقعه أيا كان..وقاتل الله كل عالم سلطاني ملأ فاه وقلبه وجوفه من قذر الدنيا..فما صرخ صرخة موحد ولا انكر بجنانه وأركانه..ولا جاهد بما له من علم..لنصرة هذا الدين وهذه الأمة..وما أمر بالمعروف ولا نهى عن المنكر..وقاتل الله كل من لم ينكر ولم يجاهد السلاطين الخونة..وأذناب السلاطين الجبناء.
إني لأتألم..وأتوجع..وأستغرب من هذه العقيدة التي يزعم أكثر من مليار وربع المليار إنتمائهم إليها..فلما سبت الرسول صلى الله عليه وسلم وحطت من قدره مغنية ساقطة..وكاتبة ملحدة..لم تتحرك فيها وسيلة إعلامية واحدة للذب عنه صلى الله عليه وسلم ولو من باب ذر الرماد في العيون..وكأن هذا الرسول الكريم لا يؤمن به أحد أبدا..!!!
وإني لأعجب..أي عقيدة هذه التي يؤمن بها هذا العدد المهول..من البشر..فتدنس أشرف..وأعظم مقدساتهم..بإستقدام عراة النصارى واليهود والملاحدة إليها..فلا يظهر صوت واحد..ولا مسئول واحد..ولا شخص واحد..يوحد ربه..فيقول كلمة حق في هذا البحر من المنكرات..!!!
أي عقيدة هذه ؟؟؟!!!..أي دين هذا ؟؟؟!!!..
بربكم..يا معاشر المسلمين..هل هذه عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح ؟؟؟!!!
هل أصبحنا كلنا مرجئه..؟؟؟!!!
ما هذه الحياة التي غرقنا فيها بالمعاصي حتى ألجمت أفواهنا عن كلمة الحق والصدع بها..؟؟؟!!!
ما هذا الخذلان..والخور..والهزيمة..والذلة التي نعيشها..وأعظم مقدساتنا يدنس بأقدام كلاب الكفرة..وهم يظاهرون الله بكفرهم..ويظاهرون أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعريهم..بمباركة..أذناب سافلة..منحطة..لا دين..ولا عقيدة..ولا شرف..ولا غيرة..ولا منهج لديهم..شرذمة حقيرة تولت زمام الأمور فكانت حزبا من أحزاب الشيطان سلطه الله على رقابنا يوم أن خشينا الناس ولم نخش الله..يوم أن إرتعدت فرائصنا وخنعت وخشعت قلوبنا لطغيان الجبابرة المجرمين..وانتظرنا نصر الله ونحن إلى الأرض مخلدون..!!!
إنني أنعى إليكم..أمتكم..وأنعى إليكم..دينكم..وأنعى إليكم..أخلاقكم..
رسالة إلى مفتي الديار السعودية..رسالة إلى هيئة كبار العلماء..رسالة إلى كل عالم..رسالة إلى كل طالب علم..رسالة إلى كل إمام مسجد..رسالة إلى كل خطيب منبر في مساجد البلاد..بلاد المسلمين..رسالة إلى كل متنفذ صالح..رسالة إلى كل فرد في أمة محمد صلى الله عليه وسلم..((( لا أحلكم الله ولا رحمكم ولا رضي عنكم ولا عفا عنكم..إن خذلتم الله..وخذلتم الأمة..وخنتم أماناتكم وأنتم تعلمون )))
اللهم إن هذا منكر لا ترضاه ولا نرضاه..اللهم لا خير إلا خيرك..ولا طير إلا طيرك..ولا إله غيرك..اللهم لا تعاملنا بما فعل السفهاء منا..ولا تعاملنا بما نحن أهله..وعاملنا بما أنت أهله..أنت أهل التقوى والمغفرة..اللهم قيض لهذه الأمة الجريحة..بل الذبيحة..أمر رشد..يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف..وينهى فيه عن المنكر..يقودها إمام رباني..يسمع كلامك ويسمعنا..وينقاد إليك ويقودنا..اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة..وهذا الجهد وعليك التكلان..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه وأملاه / أبو عبدالله
ليلة الخميس - 14 / 5 / 1423 للهجرة
الروابط المفضلة