[center]اختلاف الذوق في مقياس الجمال
الذوق المعاصر في الجمال:
العصر الحاضر عصر الخفة والآلة السريعة والقصد في الوصول إلى الغاية يميل إلى التخفيف من جسم المرأة ويبالغ فيه, وتؤدي به المبالغة أحيانا إلى الخطأ والعجلة ونسيان الفروق الطبيعية في سبيل المظاهر الصناعية. فيكاد أن يسوى بين قوام المرأة والرجل وهي تسوية يقرب به من التشويه إهمال النظر إلى وظائف الأعضاء….. ويكاد أن يحصر الجمال النسائي كله في قالب واحد يشبه القوالب الثابتة التي جمد عليها فن الفراعنة في أطوار الركود والإضمحلال.
والعرب أصح ذوقا من المجملين المحترفين في العصر الحاضر لأنهم يصفون المرأة الجميلة كما ينبغي أن تكون. فكعب بن زهير أصح من معاهد الجمال العصرية حين يقول في وصف مثال الحسناء عنده وهي " سعادة":
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يشكي قصر منها ولا طول
ومثله عمر بن أبي ربيعة حين يقول:
إني رأيتك غادة خمصانة
ريا الروادف عذبة مبشارا
محطوطة المتنين أكمل خلقها
مثل السبيكة بضة معطارا
أو حين يقول:
أبت الروادف والثدى لقمصها
مس البطون وأن تمس ظهورا
الذوق العربي في الجمال:
الذوق العربي أصح من ذوق الآلة السريعة في العصر الحاضر كانوا يستحسنون من جمال المرأة الوضاحة والهيف والرشاقة والخفر ويشيدو بهذه الشمائل في كل ماروى عنهم من غزل البداوة , وكان يحبون مع الهيف والرشاقة أن تكون المرأة بارزة النهود والروادف , وهو ذوق لا يخرج بهم عن الفطرة سواء الفطرة كما يثبته لنا حب الجمال وعلم وظائف الأعضاء . فهم في ذلك أصح ذوقا من أساتذة التجميل المعاصرين الذين أوشكوا أن يسووا بين قامة المرأة الجميلة وقامة الرجل الجميل في استواء الأعضاء . فمما يعيب المرأة عضويا أو فزيولوجيا أن تكون رسحاء ضئيلة الردفين , لأنها خلقت بحوض عريض ملحوظ فيه تكوين الجنين . فإذا كانت صحيحة البنية سوية الخلق وجب أن تكتسي فخذيها وعجيزتها وأن يمتلئ فيها هذا الجانب من جسمها , وإلا أشار هزالة إلى آفة في تكوين الجسم لا توافق حاسة الجمال.
وكذلك يستحسن الخصر الدقيق في المرأة لأن ضخامة المعدة قد تؤذي الجنين وتضغط عليه في الرحم وتشير إلى التزيد في الطعام فوق ما تستدعيه وظائف الحياة في جسم الإنسان.
الروابط المفضلة