أكد سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، اليوم، أن الاقتتال الداخلي بين أبناء شعبنا، يمثل أم النكبات، لأنه لا يوجد رابح من هذا الاقتتال بين أبناء شعبنا، ولا يوجد منتصر.

وشدد سماحته في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك، على أن الجميع خاسر وأكبر الخاسرين هذه الأرض المنكوبة بالاحتلال والاستيطان وجدران العزل العنصري وهذه المقدسات، الذي يحتاج الحفاظ عليها لكل جهد من أبناء شعبنا، لا بل كل جهود المخلصين من أبناء أمتنا، الذين ينتسبون إلى هذا الدين العظيم ويرتبطون بهذه الأرض ومقدساتها، ارتباطاً عقدياً وتعبدياً بشد الرحال إلى مسجدها.

وقال: "إننا نبرأ إلى الله من كل دم أُريق فوق هذه الأرض الطاهرة في هذه الفتنة العمياء باقتتال الإخوة من أبناء شعبنا الصابر على البلاء، والمرابط في أرض القدس والمقدسات، الذائد عن كرامة الأمة بأسرها برباطه وسدانته لمسجدها الأقصى المبارك".

وأضاف: "عن أي نكبة نتحدث في الذكرى التاسعة والخمسين لنكبة فلسطين؟، عن نكبة الأرض وما أصابها من اغتصاب واحتلال وتشريد أهلها لاجئين في مخيمات اللجوء، ينتظرون العودة إلى ديارهم ومدنهم وقراهم، وما زالوا يحملون هم الوطن والحنين إليه ويحتفظون بمفاتيح بيوتهم وشهادات تسجيل أملاكهم، يحدوهم الأمل ليوم ينصفون فيه ويصحو ضمير العالم، الذي أعان على نكبتنا ونكبتهم بتطبيق حق العودة لأبناء فلسطين إلى ديارهم، هذا الحق الشرعي، الذي لا يسقط بالتقادم، وهو من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".

وأكد سماحته أن تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم مستمر مع الزمان والمكان كحرمة يوم النحر وشهره وكحرمة البلد الحرام، الذي جعله الله حرما آمنا يتخطف الناس من حوله، بل إن دم المسلم أعظم حرمة من البيت العتيق الذي جعله الله حرما آمناً.

وأضاف: "إن هذا التشبيه لحرمة دم المسلم وماله وعرضه بالمحددات المحسوسة باليوم والشهر والبلد ليرسخ في ذهن كل مسلم محل الحرمة، التي يتمتع بها المسلم في صون دمه وعرضه وماله".

ولفت سماحته إلى أن مجتمعنا، الذي تسوده الفوضى والاقتتال وانتهاك القيم والأخلاق لا يمكنه أن يواجه مخططات الاحتلال الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس، التي تُنفق آلاف الملايين من الدولارات، لطمس هويتها وتغيير معالمها الإسلامية والحضارية وإقامة المزيد من المستعمرات لتطويقها، بالإضافة إلى عزلها بجدار الفصل العنصري عن محيطها الفلسطيني.

وقال: "كما يتعرض مسجدها الأقصى للاعتداء عليه بالحفريات من خلال الأنفاق أو الهدم كما يجري في طريق بوابة المغاربة، بل لقد وصل الآمر إلى درجة من الخطورة بدعوة الحاخامات اليهود لأتباعهم بالدخول زرافات ووحدانا إلى باحاته تحت حراسة شرطة الاحتلال وتحت سمع وبصر العالم.

وتساءل: "هل أدرك شعبنا وفصائلنا وامتنا مدى الأخطار، التي تحدق بالقدس والمقدسات وبفلسطين وشعبها وأرضها فنهضوا بواجبهم إبراءً للذمة أمام الله تعالى.


دعواتكم لنا بالوحدة واالثبات