الفتيات و فراغ العطله و بعض الاقتراحات
قبل أن تبدأ فترة الاختبارات نسمع عبارات الخوف والقلق من صعوبة المرحلة وتمني انتهائها بسرعة للتنعم بالراحة في العطلة
وما إن تأتي العطلة حتى نسمع كلمات التبرم من الملل والسأم والفراغ الطويل !!
ولو نظرنا إلى الواقع لوجدنا أن جذور هذا السأم والملل متأصلة في نفوس الكثيرات – والكثيرين- منا … وتطفو تلك الحالة على السطح بمجرد انتهاء الدراسة – أو الدوام الرسمي عموماً – فكأن الدراسة أو الدوام هو ما ينظم الوقت وبدونه تصبح الحياة فوضى وتنقلب أمورنا رأساً على عقب .
ولعل سبب كل هذا يعود إلى ( اللاهدفية )… فكثير منا يعيش دون أن يحدد له هدفا يسير من أجله وغاية يسعى إليها , أبسط مثال لتحديد الهدف والسعي إليه هو ما يبذله الطالب طوال سنته للوصول إلى معدل جيد يؤهله لدخول الجامعة , فإذا كانت ( شهادة ) تتطلب منا تفكيراً وجهداً , فكيف يضيع وجودنا في هذه الحياة هكذا عبثاً دون تخطيط ؟!!!
اذن فتحديد الهدف هي أول خطوة ( فكرية ) علينا القيام بها - هذا إن لم نكن فعلنا ذلك - , ثم نسعى ( عملياً) لتحقيق الهدف
وذلك السعي لا ينتهي إلا بانتهاء حياة الإنسان..
أما ما هو الهدف ؟ وكيف نسعى إليه ؟ فالجواب على ذلك يخرجنا عن مسار الموضوع – ولعلي أطرحه في وقت لاحق- لذا فسأكتفي بذكر قوله تعالى * وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ( مع ملاحظة العبادة بمفهومها الشامل الذي لا يقتصر على الطقوس الحركية )
أعود لصلب الموضوع … لأقدم مقترحات لاستغلال الوقت في العطلة بما ينفع , ولأجل ترتيب الموضوع فإننا سنطرح المقترحات مقسمة إلى ثلاثة أصعدة :1- الصعيد الفردي 2- االصعيد الأسري 3- االصعيد الاجتماعي
1- على االصعيد الفردي :
· إعادة النظر في العلاقة بالله سبحانه وتقييمها والسعي إلى تعميقها وجعل القرب من الله وتحصيل رضاه هو الهدف الأسمى والغاية الكبرى من جميع التحركات والنشاطات .
· تنمية الجانب الثقافي في المجال الديني والعقائدي وفي المجالات العامة عموماً.
2- على الصعيد الأسري :
ينطلق التحرك في نطاق الأسرة من باب ( كلكم راع وكلكم مسؤؤل ) ويمكن أن تكون الحركة بعدة صور:
· تنظيم مسابقات ثقافية يشترك فيها أفراد العائلة في جلساتهم المعتادة .
· التنافس بين الإخوة والأخوات وحتى الوالدين في حفظ سورة من سور القرآن أو خطبة من خطب نهج البلاغة أو قصيدة من روائع الأدب العربي وخصوصاً أدب الطف أو ما شاكل ذلك .
· الجلوس على شاشة الكمبيوتر بصورة جماعية للتعرف على المواقع المفيدة .
· تنظيم رحلة مع الإخوة – الصغار خصوصا- للذهاب إلى المكتبة لانتقاء كتب نافعة في مجال الثقافة والفنون وغيرها وتشجيعهم على الانتفاع من الكتاب كوسيلة للمعرفة .
· تنظيم زيارات دوريه للعائلة – بشكلها الموسع – من باب صلة الرحم وتقوية الروابط الأسرية .
3- على الصعيد الاجتماعي :
يمكن تطبيق أغلب المقترحات في مجال الأسرة على الجانب الاجتماعي أي على مستوى الصديقات ( أو الشلة كما يحلو للبعض أن يسميها) .. ولكنها قد تكون مع الصديقات أكثر تشويقاً ومتعة وإضافة لما سبق نطرح الآتي :
· تحويل التجمعات ( للشلة ) إلى تجمعات مفيدة , كالتجمع لتعلم بعض الأعمال اليدوية أو التعاون في صنع تحفة أو لوحة بشكل جماعي أو فردي , أو طرح موضوع للنقاش يتم الاتفاق عليه مسبقا والتحضير لبحثه ومناقشته بصورة جماعية ثم تلخيص نتيجة البحث والاحتفاظ بها , بل يمكن نشرها للفائدة حتى على هذا المنتدى من باب ( زكاة العلم تعليمه لأهله ) – بمضمون الرواية -
· التعاون لعمل مطويات أو نشرات في المناسبات الدينية وتوزيعها في المجالس بل حتى في حدود الأسرة والمعارف .
هذا أخواتي ولنجعل أمام أعيننا هذه القاعدة : ( لنكن فاعلات وليس متفاعلات فقط ) وليكن لنا دور في أي مكان وعلى أي مستوى نستطيع التحرك من خلاله ... ولا نجعل للسأم والملل مكان في حياتنا , وأخيراً أخواتي – وإخوتي- أرجو أن سطوري لم تكن ثقيلة عليكم وأنا أنتظر منكم المزيد من المقترحات ....
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة