قصتي
هذه ليست على سبيل التفاخر لا والله فانا اعلم بتقصيري وأن هناك من هم أفضل وأتقى وأعلم مني لكنها
لكنها قصة تحمل بين سطورها رسائل إلى أحبتي من إخوة وأخوات ...
كنت من أيام الدراسة وأنا أحب الإلقاء وأشارك دوما في الإذاعة المدرسية .. كنت من المرحلة الابتدائية وإلى
الثانوية طالبة مشاغبة مشاكسة تحب المرح ولا يشفع لي عند المعلمات والمديرة إلا تفوقي في بعض المواد
وأنني معروفة بالأخلاق الطيبة وعدم التطاول على المعلمات أو إساءة الأدب ...كانت المعلمات يأخذنني
للإذاعة لافرغ ما عندي من طاقات فيها بدلا من التجول في ممرات المدرسة واللعب وكنت أفرح كثيراً
لامارس هوايتي عبر الإذاعة كنت القي القصائد وأقرأ القران وأُلقي الدعاء وكنت الحمد لله أحظى بالإعجاب
والقبول من المديرة والمعلمات فكان ذلك يجعلهن يتغاظين عن تجولاتي ومشاغباتي ...
ولما وصلت إلى المرحلة المتوسطة والى الثانوية كنت متاثرة جدا بمعلمتي جزاها الله خير الجزاء فكان لها
كبير الأثر في التأثير على شخصيتي بطيب معاملتها وأخلاقها فبالإضافة إلى البيت والأسرة كانت هي أيضا
لها الدور وباقي المعلمات ... لقد نشأت وتربيت في بيت أب نشا في طاعة الله ولم يترك المسجد ولا صلاة
الجماعة كنت مدللة طلباتي مجابة ولكن ليس على حساب الدين أو الصلاة ... وكان هو الذي حببني في الدين
والطاعات لم يضربني يوما ولم يقسو علي بل كان دوما ينصحني ويبين لي فضل الحفاظ على الصلاة وكان
يشجعني على هواياتي في الكتابة والإلقاء ... أما في المدرسة فبعد أن انتهيت من المرحلة المتوسطة
وانتقلت إلى الثانوية كنت أحرص على أن لا تفوتني محاضرة لمعلمتي التي أحببتها ومازلت إلى هذا اليوم
أحبها في الله ..وتمر الأيام تلو الأيام ولم أكن أعلم أنني على موعد مع أمر يغير مجرى حياتي ...
كنت ذات يوم في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مسجده كانت انطلاقتي التي والله تخطر في
بالي نعم صحيح أنني كنت أتمنى أن أصبح داعية مثل معلمتي لكن لم يكن لدي ذلك الاهتمام أو الحرص حتى
كانت تلك الإنطلاقة ....كنت في صلاة المغرب وبعد انتهاء الصلاة نظرت حولي وبدأت اقلب نظري في
النساء وهن يذكرن الله عز وجل في تسبيح واستغفار وتهليل وتحميد وفجأة خطرت لي فكرة وقلت بنفسي
لماذا لا القي كلمة عليهن لعل الله ينفع بها .... وكانت أول كلمة في عمري القيها لم أجهز لها لكني تذكرت
آيات كنت أُرتلها في الإذاعة المدرسة تبكيني وتبكي من يسمعها هي قول الله جل وعلا {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53 هذه الآيات هي موضوع كلمتي رتلتها وإذا بالنساء حتى الأعجميات منهن يقتربن مني ظنت الواحدة منهن أنني أعطي درس قران .. وفتح الله علي وكنت أتكلم من قلبي وبكل بساطة وبعد أن انتهيت رأيت النساء يدعون لي
وأحسست وكأنني في حلم معقول ؟؟ كيف تجرأت ؟؟ وكيف تكلمت وأين ؟؟ في مسجد رسول الله عليه
الصلاة والسلام ؟؟؟ لكنها إرادة ربي جل وعلا ... ولما رجعت من المدينة وأنا في داخلي الحماس في إلقاء
الكلمات على بنات جنسي كان هدفي الأول منها أنها تذكير لي .. نعم كأنني أخاطب نفسي بدأت في
السوق نعم وفي مصلى النساء صليت بهن المغرب وخطرت لي فكرة ان القي كلمة إلى أن تفتح المحلات
التجارية ومن هنا أصبحت كل خميس من كل أسبوع انزل إلى هذا السوق وسخر الله لي المرآة التي تعمل
في المصلى فكانت تنبه الأخوات أن هناك كلمة بعد الصلاة وفتح الله علي في مجال طلب العلم لكن قد
تعجبون وتتفاجئون لو أخبرتكم أنني لم أكن اعرف الشيخ العثيمين رحمه الله وعمري لم أكن اسمع له .. ولم
اعرفه إلا في رؤياي بل وفي نفس السنة التي توفى فيها رحمه الله الرؤيا باختصار كان فيها رجل شيخ
فيه من الهيبة والشدة إلى جانب طيبة القلب والحنان رايته بكامل التفاصيل بل حتى نعاله أكرمكم الله ويوم
أن استيقظت بقيت صورته في ذهني وكلماته لي وابتسامته الحانية ... وبقيت يا ترى من يكون هذا الرجل ؟؟
لم أكن أتوقع يوما أن ارتبط به وتتكرر رؤياي فيه بل وتتحقق كل تعبيراتها مع أنني لست ممن يتعلق
بالرؤى لكنها تبقى مبشرات كما قال عنها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ...
وجاء اليوم الذي أتعرف عليه من خلال التلفاز وكان عندما قدم للسلام على خادم الحرمين الشريفين والذي
كان وليا للعهد آنذاك ... رايته سبحان الله الوجه الابتسامة حتى لون العباءة ( البشت ) حتى النعال أكرمكم الله
كم كانت دهشتي معقول تتحقق رؤياي بهذا الشكل ... وبعدها توالت الرؤى وأصبحت أراه كثيرا وفي كل
الرؤى أو معظمها كانت تتحقق تعبيراتها والله أعلم حيث كانت فيما يخص الدعوة وطلب العلم ... واستمرت
الرؤى حتى بعد وفاته رحمه الله كنت ومازلت كلما سمعته ابكي بحرقة وفرح في آن واحد فالأولى لأنني
لم أكن اعرفه وحرمت منه ومن علمه والثانية فرحتي لأنني سأتتلمذ على كتبه وأشرطته لأخدم ديني وانشر
علمه وفتاويه ... بدأت أُقبل على طلب العلم الشرعي فبدونه لا يمكن أن ندعو إلى الله على بصيرة .. كنت في
كنت أرى شيخي العثيمين في المنام كلما فترت عن طلب العلم أو تكاسلت أراه في منامي يعاتبني أو
يشجعني بتلك الابتسامة والضحك لا أذكر أني رايته عابساً إلا مرة واحدة في رؤيا كان ينظر إلي بحنان
عجيب وابتسامة وكانت عيناه تذرف بالدمع لأجلي يوم أن مررت بكرب شديد ...كنت في داخلي أتحسر وأحزن
لأنني ليست لدي شهادة جامعية تؤهلني لإلقاء المحاضرات في المدارس وكم كنت ابكي لكن كنت أواسي
نفسي بان الله عز وجل يجعل القبول للعبد ... قررت أن اسخر هوايتي في الكتابة وحبي لها في خدمة ديني
واكتب عن كل ما يلامس المجتمع ....كان لي هد ف واحد من الكتابة وكذلك الكلمات هو أن يقبضني ربي وأنا
داعية لدينه ويجعل لي القبول لكتاباتي ويهدي بي وكنت ومازلت أدعو ربي بذلك ...
أحبتي في الله علمت وتيقنت أن إخلاص النية هو الأساس ... وان الدعوة إلى الله ليست بالتعالي والتفاخر
وإنما بالتواضع والصبر والحلم ... لقد وجدت أن دعوة طيبة من عجوز أو امرأة أو فتاة تساوي الدنيا وما فيها
كثيرا ما كان يأتيني الشيطان ليحزنني ويوسوس لي ( من أنتي لتلقي الكلمات وهناك من هن أكثر منك
علما .. وكتاباتك من سيهتم بها أو يقراها أو يتأثر بها هي مجرد شخبطات ) كنت أتألم لكن في نفس الوقت
هذا أهون من العجب أو الغرور والعياذ بالله ..أحبتي في الله يوم أن تقرؤون بعضا من قصتي ليعلم كل واحد
منكم أنني مقصرة جدا في ديني وخدمته وان ديننا يحتاج إلى أناس يبذلون له كل غالي ونفيس ويدافعون
نحن تلهينا ظروف الحياة ومشاغلها ومشاكلها ومنا من يقول للدين أهله وللدعوة أناسها وهذا خطا
كلنا دعاة وكلنا نخدم هذا الدين بشريط أو مطوية أو كلمة طيبة أوحتى ابتسامة ...ختاما أحبتي السماح منكم
على الإطالة لكنها قصة تجربة خضتها ومازلت أخوضها وأسال الله الإخلاص والثبات ... وان يجزيكم خير
الجزاء ولا تتركوني من صالح دعائكم \\\ أختكم سميرة أمين
الروابط المفضلة