في إحدى جلسات الحوار مع زوجتي .. طلبت منها أن نتناقش في موضوع يهم أغلب الأسر ، وخاصة من يقطن وسط المدن الحضارية ..
( الموضة والماركات ) .
حاولت خلال حواري أن أقنع زوجتي أننا أسرة يجب أن نثبت استقلاليتنا .. فما الذي يدعونا أن نساير الموضة .. ونرضى ونتعقب الماركات !! ونساير أجناس البشر وأفعالهم !! ألسنا عقلاء .. ألسنا فاهمين .. وهل ستضرنا انتقادات الساخرين !! لماذا لا نكون قدوة ونكتسب زمام المبادرة ..
إحدى الأسر القريبة لنا أسرة فقيرة جداً ، وتستحق الزكاة ، وتأخذها أيضاً ، مظهرهم الخارجي يوحي لمن لا يعرفهم أنهم أسرة غنية ومترفة !! ملابس كلها ماركات عالمية !! رأيت بأم عيني أحد أطفالهم وهو في العاشرة من عمره يقتني هاتف محمول وجهاز آخر موديل !!
قبل أيام طلبت مني زوجتي أن نذهب إلى أحد الأسواق الكبيرة والمعروفة من أجل شراء حذاء انتشر بين أوساط النساء .. وجدنا الحذاء المطلوب ودفعت المبلغ الكبير على مضض !! وحينما حاولت أن أبين وجهة نظري حول الموضوع ، قالت : تلك الأسرة يلبسون تلك الأحذية وهم فقراء !! فمالنا نحن !!
قلت المسألة ليست في المادة .. فالمادة متوفرة ولله الحمد .. مع أن الاسراف أمر غير محمود .. فكيف تضعي تحت قدمك ما يساوي مرتب خادمة تعمل لمدة شهر كامل ليل نهار !!
وما الذي أوصل المجتمع إلى أن الملابس لا بد أن تكون من الماركات العالمية !! وأن تتباهى النساء بقيمة الملابس !! ومن أماكن شرائها !!
وما الذي أوصل حال رب الأسرة بأن لا يستطيع أن يسير على منهج سليم في التعامل مع أسرته ، حتى أنني تفاجأت بأخوتي الصغار يمتلكون أجهزة جوال وهم في سن العاشرة !! وتعلل من وفر لهم بــ ( المجتمع ) !!!
وعلى هذا الحال يجب أن أن يوفر الأب لابنته هاتف جوال بمجرد أن تخالط بعض صديقاتها !! وإلا أصبحت شاذة !! وكم من المخاطر التي ستترتب على ذلك !!
هل نلغي خططنا وأساليبنا .. وننظر إلى الآخرين !!
الروابط المفضلة