الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
فإن الحياء خلق الاسلام والمسلمين وهو من أجمع شعب الايمان فإذا اتصف الانسان بالحياء من الله الذي
يراه ويسمعه ويعلم ما يكنه ضميره فعل جميع الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات
وإذا استحيا من الناس لم يواجههم بما يكرهون مما يخل بالدين والادب والشرف والمروءة ,واذا
استحيا من نفسه حاسبهافيما يصدر منها من الأقوال ولآفعال وهل هي موافقة لشرع الله أو مخالفة له
فالحياء أنقباض النفس عن القبائح وهو من خضائص الانسان وقد جعله الله في الانسان ليرتدع به عما تنزع
إليه الشهوة من القبائح فلايكون كالبهيمة ولذلك لايكون المستحي فاسقا ولا الفاسق مستحييا.
قال النبي صلى الله عليه وسلام:الحياء من الايمان والايمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار)
وقال بعض الحكماء:من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه.
وقال بعض البلغاء:حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغرس بمائه ,وليس لمن سلب الحياء صاد عن قبيح ولا زاخر عن
محظور فهو يقدم على ما يشاء ويأتي ما يهوى كما قال النبي صلى الله عليه وسلام(إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
قال الشاعر اذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا
وتستحي مخلوقا فما شئت فاصنع.
والحياء في الانسان قد يكون من ثلاثة أوجه:
حياؤه من الله تعالى,
2-حياؤه من الناس.
3- حياؤه من نفسه.
ومن استحا من الناس ولم يستحي من نفسه فنفسه أخس عنده من غيره, ومن استحيا منها ولم يستح من الله عزوجل فلعدم معرفته به وأيمانه با طلاعه عليه فإن الانسان لايستحي ممن يعظمه ويعلم أنه يراه
ويسمع نجواه ومن لايعرف الله فكيف يعظمه ويعلم أنه مطلع عليه,
وفي قوله تعالى(ألم يعلم بأن الله يرى)تنبيه على العبد اذا علم أن ربه يراه استحيا من ارتكاب الذنب,والحياء من الله تعالى يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.وروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلام
قال((استحو من الله حق الحياء)قالوا إنانستحي من الله والحمدلله قال(ليس ذلك ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلاء ومن أراد الاخرة ترك الدنيا فمن فعل
ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)
وهذا الحديث من أبلغ الوصايا وفي الرأس اللسان,والسمع,والبصر,والشم,والذوق,ومن علامات الحياء حفظها عن المحرمات.
نسأل الله لنا ولكم الهداية.بارك الله في الجميع.
الروابط المفضلة