السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
.....و لم يلبث الاتفاق أن دخل حيز التنفيذ قبل أوانه بكثير, عندما أمر ابو عبد الله بفتح ابواب المدينة في مطلع العام (2كانون الثاني1492), ممهدا الدخول لحاكمها الإسباني الجديد " الكونت تنديلا " الذي تسلم مفاتيح المدينة , حيث سار في أعقابه الملكين الظافرين , و ارتفعت أعلامهما و الصلبان على ابراج الحمراء , بينما غادر ابو عبد الله مع أسرته و حاشيته إلى حيث اختار المقام في البشرات , حتى إذا بلغ تلة مشرفة على قصره السابق , تلفت إلى الوراء و قد اعتصر قلبه الأسى قبل أن يجهش بالبكاء .
و لم تكن والدته عائشة التي قدر لها مواكبة تلك الأحداث الصعاب في غرناطة , أقل حزنا و حسرة منه , حين التفتت اليه بانكسار , لتقول له عبارتها الشهيرة : « ابك مثل النساء ملكا لم تحافظ عليه مثل الرجال »
منقول من كتاب
الدولة العربية في إسبانيا
من الفتح حتى سقوط الخلافة
92/422هـ / 711/1031م
صفحة 398/399
دار النهضة العربية للطباعة و النشر , بيروت
هذه صور لأجمل ما بقي في الأندلس
قصر الحمراء , غرناطة
الروابط المفضلة