كانت جلسة عائلية تضم خالتي العزيزة وأولادها..وبين الكلمات والضحكات انبرى موضوع "النقاب"، الذي أصبح حديث الفضائيات والجرائد، وجدت خالتي بنبرة حادة تقول "نقاب إيه بس أسوأ بنات هما المنقبات، لابسين النقاب وبيعملوا بلاوي"!..وأخذت تسرد قصص عن فتاة ترتدي النقاب وقامت بسرقة امرأة استغلت ثقة المرأة فيها لارتدائها النقاب، وفتاة أخرى كانت سيئة السلوك وكانت ترتدي النقاب، و...، لكن قاطعتها والدتي هذه المرة مدافعة عن المنقبات، فهي ترى أن المنقبات فتيات ملتزمات فهن يرتدين النقاب في الصيف رغم الحر الشديد، ودائما وأبدا يحافظن على الصلاة ولا يخرجن من البيت إلا لضرورة ..هن "أنضف بنات في البلد"..
ما رأيكم نترك وجهتي نظر والدتي وخالتي المتعارضتين، ونفسح المجال للمنقبات حتى يتحدثن عن أنفسهن..
فينا وفينا
تقول سحر -22 سنة- إن مجتمع المنقبات مثل كل المجتمعات الأخرى، فيه الصالح وفيه الطالح، فهناك منقبات ارتدين النقاب عن اقتناع تام بشرعيته وإتباع لأمهات المؤمنين حتى يحشروا معهن، وهناك فتيات أجبرن على النقاب بلا دافع حقيقي داخلي فسلوكهن لا يعبرن عن مظهرهن..
وحكت لنا سحر عن قصة ارتدائها النقاب فتقول: كنت ارتدي الحجاب ومنذ ثلاث سنوات رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وكان صامتا لم يتحدث وكانت زميلة لي تقف بجواره، فقالت لي إن النقاب هو الحق ومنذ ذاك اليوم وأنا ارتدي النقاب والحمد لله.
وتوضح نسمة - 21سنة – أن الإعلام رسم صورة سيئة للمنقبات، فدائما يضعهم في صف الإرهاب، وإن تخفف قليلا فلا يراهم إلا رجعيين ومتخلفين حتى في أمور الفتيات الخاصة، لكننا غير ذلك تماما فأنا متفوقة في الكلية وأمارس رياضة المشي وأحب الجمال في كل شيء.
أما آية -20سنة- رفضت الحديث عن النقاب بشكل خاص وأكدت أن الأهم الحديث حول الأخلاق والاهتمام بها، فالجوهر أهم من المظهر والدين المعاملة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطالبت أن نركز جميعا على التحلي بالأخلاق الإسلامية الصحيحة، فهي الطريق إلى مظهر إسلامي حقيقي يكون واجهة طيبة للملتزمات .
نستمتع بالحياة
تؤكد سارة -25 سنة – أنها مستمتعة بحياتها رغم ارتدائها النقاب، فهي ترى أن كثير من الناس يرى المنقبة بصورة غير صحيحة، فهي مكتئبة وجادة ولا تعرف المرح..، أما الواقع غير ذلك فهي تخرج وتذهب للنادي وتمارس الجيم للحفاظ على وزنها وشكلها، ورغم أن النقاب حرمها من نزول حمام السباحة في النادي، إلا أن والدها من فترة لأخرى يأخذ العائلة إلى مكان خاص وبه حمام سباحة خاص مما يشعرها بالسعادة.
أما إيمان – 21 سنة – فتقول: نحن نضحك ونلهو ونستمتع بحياتنا مثل جميع الناس، فدائما نتفق كزميلات على يوم نذهب فيه إلى حديقة معينة، فنجري ونلعب سويا لكن بالطبع في غير أوقات الصلاة.
ممنوع الدخول
المنقبات في أحيان كثيرة يتعرضون لمشكلات بسبب النقاب، فهناك بعض النوادي والفنادق التي تمنع دخول المنقبات بحجة الإجراءات الأمنية، فربما يتخفى رجل في النقاب ليدخل النادي أو الفندق ويقوم بعمل إرهابي به أو عمل آخر مخالف للآداب..!!
وهناك فنادق على مستوى معين ترفض دخول المنقبات حفاظا على المظهر العام..!!
وترفض نوادي أخرى دخول المنقبات أو الملتحين لحية طويلة، لكن صاحب اللحية "الكول" ممكن يدخل!..
مشكلات أخرى قد تتعرض لها المنقبات، خاصة الجامعيات، عندما يستوقفهن أمن الجامعة..
تكلمنا مع المنقبات وشعورهن عندما يمنعن من دخول هذه الأماكن..
رضا – 21سنة- تضايقت كثيرا عندما ذهبت مع أهلها للنادي الذي يذهبون إليه كل فترة، لكن هذه المرة كانت الأولى لها وهي منقبة، فإذا برجل الأمن يمنعها من الدخول ويقول لهم هذه هي اللوائح، وتضطر الأسرة أن تعود جميعا وينقلب اليوم من يوم مرح وسرور إلى يوم ضيق وضجر...
وتضيف أ.ص – 19 سنة – أن أكثر موقف صعب عليها كمنقبة عندما تذهب إلى الكلية في صباح كل يوم ليوقفها ضابط الأمن ويأخذها إلى حجرة الأمن حتى تراها موظفة الأمن فتشعر بالضيق من هذا الموقف، تقول : أليس من حقنا أن نتعامل بطريقة أفضل من هذا..لماذا يتعاملون معنا وكأننا مواطنون درجة ثالثة..مع بداية العام يطلبوا منا أن نكتب أسمائنا عند دخولنا المدينة الجامعية، وفي كل مرة ندخل المدينة أو الجامعة يوقفنا موظف الأمن حتى يتأكد من شخصيتنا، وقد يطول الوقوف لأن الموظفة غير موجودة أو ليست على مكتبها كالعادة.
أما أسماء – 22 سنة – فقد وجدت حلا لهذه المشكلة ألا وهو عدم الذهاب للكلية إلا للضرورة، وهذا يقلل عدد مرات الوقوف والبهدلة على حد تعبيرها، مما يجعلها تظل متضايقة طيلة اليوم.
وتتذكر يوم امتحان آخر العام عندما أوقفوها أكثر من نصف ساعة حتى تحضر الموظفة لتتأكد من شخصيتها مما أصابها بحالة توتر كادت أن ترسب في هذه المادة..
لكن هذا الأمر لم يجعل آية – 20 سنة – تنظر للمتبرجات بنظرة ضيق أو ضجر لأنهن يدخلن سريعا إلى الكلية أو المدينة الجامعية حتى في بعض الأوقات لا يحملن الكارينة
وتقول " لا أتضايق منهن فليس لهن ذنب، أما الضيق الحقيقي من التعامل المتعسف من قبل الأمن الذي دائما وأبدا يقول أنا عبد المأمور..أليس من حقنا أن نشعر بالمساواة في كل شيء طالما أننا أبناء وطن واحد .
النقاب والزواج
تحكي مي – 25 سنة – عن مخاوف جدتها يوم أن قررت أن ترتدي النقاب من عدم الزواج وأنها تخشى أن يفوتها قطار الزواج، فكيف سيقبل عليها شاب دون أن يرى وجهها على الأقل، لكن مي تمسكت بحقها في ارتداء النقاب..تخبرنا: بعد أن ارتديت النقاب بسنة تقدم لخطبتي شاب هو زوجي الآن، كان زميل لأخي في العمل ويعرف أبي وأمي ويعرفني، وجلسنا سويا جلسة تعارف في وجود الأهل وحدث استلطاف والحمد لله، تزوجنا ونحيا حاليا حياة سعيدة بفضل الله.
أما إيمان – 29 سنة – لا ترى في النقاب عائق للزواج بل بالعكس من ذلك فتقول "كثير من الشباب يقبلن في هذه الأيام على الارتباط بالمنقبات لحسن سلوكهن ولطلباتهن البسيطة، فبالنسبة لي كان أهم شيء أن يكون سلوكه طيبا وان يحترمني وفي المقابل أنا مؤمنة بأن حق الزوج فرض علّي، فلابد أن أرعى حقوقه مما يجعل حياتنا سعيدة ونعيش كاسرة متماسكة وسعيدة .
وأنت..هل ترى أن المنقبات مهضومة حقوقهن أم لا ؟
أدلي برأيك أيتها المنقبة و أنت كذلك أختي المحجبة
للأمانة منقول
المقتفي
الروابط المفضلة