انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 13

الموضوع: شاب طائش...يجرح عائلة دون ضماد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    2,146
    الجنس

    شاب طائش...يجرح عائلة دون ضماد

    والله لقد تأثرت جداً بهذه القصة وأسأل الله ان يجعلها عبرة لنا جميعاً وان يخلف على هذه المسكينة من عنده .. ويعوضها خيراً ..
    " خريف لا ربيع بعده ….

    كنت و زوجي وأطفالنا الأربعة نعيش في سعادة وسرور , فقد كنا نسافر ونتنزّه ونروح ونجيء في سيارتنا ونسكن في بيت جميل ولا ينقصنا من سعادة الدنيا شيء , وفي ذات صباح خرج زوجي لإيصال الأبناء لمدارسهم وانتظرته ليعود على عادته لتناول طعام الإفطار بعد إيصال الأطفال للمدرسة وكان هذا الوقت من أسعد اللحظات في عمري فقد ضحيت بعملي ووضيفتي من أجل أسرتي وتربية أطفالي والعناية بهم ومن ثم اكتشفت أن ا لجلوس مع زوجي وقت الإفطار سعادة لا تقارنها سعادة حيث يخلو البيت من ضجيج الأطفال ولا أنشغل بهم عنه فنجد وقتاً لمناقشة أمور العائلة وتداول الخواطر والآراء وبث الهموم ... حتى يأتي وقت عمله فيذهب أعود إلى عمل البيت استعدادا لعودتهم للغداء وهي لحظات انتظار سعيدة طالما تذوقت طعمها وسعدت بها.

    تأخر زوجي عن العودة الإفطار ... فراحت الهواجس تذهب بي يمنة ويسرة وتوقعت أنه ذهب مباشرة للعمل لأنه يريد التبكير كما يفعل بعض الأيام وخصوصاً إذا كان لديه اجتماع أو عمل مهم.


    في التاسعة والنصف صباحاً كنت ألاعب رضيعي وفجأة رن جهاز الهاتف فرددت عليه فإذا المتحدث رجلاً أجش الصوت يسألني عن زوجي وأسمه ومن أكون ومن هم إخوانه الأقربون او أقاربه وما هي أرقام هواتفهم … أسئلة عاديه ولكنها ليست في الوقت المناسب , أجبته على تساؤلاته وأنا مرتبكة وأتسائل ما الخبر وماذا يريد ومن هو و ..و.. . أجابني باقتضاب وتمتمة وتمويه لم أفهم منه شيئاً ثم أغلق السماعة . !! تناورت الشكوك في مخيلتي !! ما لذي حصل لزوجي ؟؟

    اتصلت على مكتبه في عمله فلم يرد حاولت رقماً آخر فرد أحد زملائه … لم نره اليوم !!!!! لم يحضر حتى الآن !!! .

    وقعت سماعة الهاتف من يدي ..!! يا إلهي ما لذي حدث له ؟؟ الأفكار تتناوش والتساؤلات تزداد ! اتصلت على أخيه في عمله ومنزله ولم يرد هو الآخر , اتصلت على والده فلم أجد جواباً ..

    ماذا أفعل ؟؟ مرت عليّ دقائق خيل إلي أنها ساعات !! يارب أحفظ لي زوجي أبا سامي ولا تحرمني منه …. رحت أجوب البيت ذهاباً وإياباً وأهملت رضيعي وهو يبكي بكاءً شديداً فلم انتبه له فالأمر أشد وقعاً من بكاء طفلي . ساعات خيّل إلىّ انها شهوراً ...

    جاء وقت خروج الأبناء من المدرسة وتأخروا عن المعتاد فاتصلت بأخي ليأتيني ويشاركني ما أنا فيه من هم وغم وحيرة , فجاء وكان واجماً لا يتكلم وذهبت معه لإحضار الأبناء من مدارسهم وأنا أرقب الطريق لعلي أرى أبو سامي وعند عودتنا كان الأطفال يلعبون داخل سيارة أخي فرحين ويتساءلون هل سنذب لأخوالي اليوم ؟؟ ويتسائلون عن أبيهم فلم أدري ما أقوال لهم ..

    وصلنا إلى البيت فوجدت والدتي عند الباب ومعها أختي الكبيرة ووالدة زوجي وبعض اخوته .. فصعقت وانفجرت باكية اسألهم ما لأمر ؟؟

    ماذا حصل لأبي سامي ؟؟

    لم ينطق منهم أحد بكيت وانهارت قواي فأخذ أحدهم المفاتيح من حقيبتي وفتح الباب فدخلوا جميعاً يحملونني ولم أستوعب الموقف ولم أعرف ما لذي يحدث حولي بل إنني ازددت معاناة عندما رأيت أبنائي يبكون ويحاولون الوصول إلي وأمي تمنعهم ووالدة زوجي تحاول كفكفت دموعها ..

    إختلط البكاء بالنحيب والعويل وصرخت فيهم ما لذي حصل لأبي سامي ؟؟ أخبروني ؟؟

    رد أحدهم بصوت خافت كئيب حزين … لقد حصل له حادث سيارة بسبب شاب متهوّر ... وهو .... !!! توقف ثم تمتم وقال ... لله ما أعطى ولله ما أخذ !!!! صرخت .... هل مات ؟؟

    قال نعم

    انطلقت تلك الرصاصة من فمه فأصابتني بمقتل .. ففغرت فاهي ولم أعد أدري ما حولي وأحسست بـأنني قد دخلت في غيبوبة وأصوات البكاء من حولي تبدو وكأنها صرير مطحنة قديمة أنهكها الصدأ والقدم , وتماوجت تلك الأصوات وخيل لي أنها صوت النعي والتأبين وعندها فقدت الوعي …

    أفقت بعد عدة ساعات والأقارب يملئون البيت والرجال يذهبون ويعودون وحولي نساء كثير لم افرّق بينهن من شدة الحزن وجلست واجمة لا أكاد اعرف نفسي …

    مرت ساعات بل ليلة كاملة وانا في ذهول تام .. لا أدري مالذي يجري حولي ولكنني أسمع من وقت لآخر (( أحسن الله عزاؤك وجبر الله مصيبتك وغفر الله لميتك )) وجوه كثيرة وألوان كئيبة حزينة … السواد يلف كل شيء ..

    ألمح طفلي الرضيع من آن لآخر في حجر أحد النساء , الجميع يبكون … أطفالي يدخلون الغرفة فينظرون إليّ ويخرجون ,

    ابنتي الصغيرة تشتكي من شيء أو تسأل عن شيء ما فلم أدرك ما تقوله فانفجرت أختي باكية بجواري وسحبت ابنتي الصغيرة بيدها وخرجت بها إلى خارج ا لغرفة فعلمت فيما بعد أنها كانت تسألني عن أبيها …..

    ابني الآخر دخل يسألني عن أبيه ويشتكي من أحد الأطفال بأنه أخذ لعبته ويريد أن يخبر والده ( والله إني سأخبر والدي )) عن ذلك فزاد همي وغمي ..

    وتفجّر بركان الحزن مرات ومرات في ذلك اليوم الكئيب … نعم يا صغيري … لن ترى أبيك بعد الآن ولن يدافع عنك ولن يرد لك لعبتك !!! . إنها لحظات كئيبة حزينة لا يدركها إلا من عاشها ….لم أذق طعم الأكل ولا النوم ولا الشرب من هول ما أنا فيه. ولو لم أكن اذكر الله كثيراً واتصبّر واصلي لأصبت بالجنون

    جلس معنا بعض الأقارب عدة أيام ولكن البيت قد تغيّر ولم يعد ذلك البيت السعيد المتلألئ بل أصبح كابوساً لا يمكن لي العيش فيه ( لا الدار دارٌ .. ولا الجيران جيراناً ),

    كلما سقط نظري على أحد أشياء أبو سامي إنفجرت باكية … ( ملابسه ... دولابه ... كتبه .... ) لم أعد أطيق البقاء داخل غرفة نومه ولا مكتبه و لا النظر إلى الأشياء التي يحبها. رميت بنفسي في قفص الحزن وتكفكفت على نفسي عدة أيام. ..

    وعندما يذهب الأطفال للمدارس أتذكر خروج أبو سامي بهم وعودتهم جميعاً … الإفطار ... وساعة الغداء … واجتماع الأسرة على مائدة الغداء والإفطار .. وأتذكّ ر خروجنا للنزهة مع أبا سامي… وسفرنا .. وسعادتنا التي لا يمكن أن تعود .. … تذكّرت هناءنا والأيام الجميلة التي كنا نقضيها معاً .. وتذكرت أطفالي وهم ينتظرون بابا لدى الباب وعندما يدخل ينفجرون ترحيباً وصراخاً وفرحة لا يضاهيها فرحة !!

    آه .. حسبي الله على من قتل تلك الفرحة في حياتنا.

    وبعد تلك الأيام الحزينة لم أعد أطيق تساؤلات أبنائي عن أبيهم وبقائنا في نفس البيت … إن بقاءنا هنا يثير الشجون والأحزان صباح مساء ويعيد الذكريات الأليمة المرة تلو المرة …

    فخرجت للسكنى مع أخي وعانيت وأطفالي الأمرين من زوجة آخى و معاملتها لنا ومن الحزن الذي يلفني كلما تذكرت أبا سامي … بل إنه وكلما نادى أبناء أخي أبيهم بكلمة بابا …بابا … تتفجر ينابيع الحزن في داخلي مرات ومرات …

    وأكثر ما يشجيني ويبكيني هو ما أراه من أطفالي حينما يبكون بحسرة لأنهم يريدون أبيهم لكي يخرج بهم ويذهب بهم للأسواق ومطعم الوجبات السريعة …….. ويدللهم .. ويلاعبهم … ويسليهم ..ويستذكر لهم دروسهم …. ويدافع عنهم ويربيهم !!… !!

    نعم لن يجدوا بديلاً للأب ولن يأتي من يعوضهم عن أبيهم …

    إنهم أيتام الآن ولا حول لهم ولا قوة .. ولا ذنب لهم ..

    كل ذلك بإرادة الله ثم تهوّر ذلك الشاب الذي اصطدم بسيارة زوجي …. وإن كان ذلك الشاب المتهور قد قتل زوجي مرة واحدة … فإنه يقتلني وأبنائي عشرات المرات في اليوم والليلة بما نحمله من هم وحزن وشقاء ومعاناة …

    فحسبي الله ونعم الوكيل .. … وهكذا يغيّر الله الأحوال ..

    والأيام حبلى بالمفاجآت وعجلة الزمان تدور تارة لنا وتارة علينا …

    واعتبروا يا أولي الأبصار. إنها رسالة لكل من كان له قلب بأن لا يتهور في القيادة … ولكل أب بأن لا يعطي إبنه سيارة يقتل بها الناس …

    وإعتبرو بخاتمة هذه الدنيا وانها ليست دار سعادة دائمة ... ولن تبقى على حال مهما بلغنا بها من السعادة الوهمية

    أسأل الله ان يجعلنا من أهل الجنة التي فيها نعيم دائم مقيم ...

    وان يجمعني بزوجي في جنات النعيم ..

    وسأعمل لذلك ما حييت .. سأعمل الأعمال الصالحة التي تقربني من الله وتجعلني من الذين يرحمهم الله فيدخلني برحمته ومنه وكرمه الجنة لأسعد سعادة لا شقاء بعدها ,,, فسعادة الدنيا مليئة بالشقاء





    منقول من عالم حواء

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2001
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    540
    الجنس
    اولا جزاك الله خير على نقل الموضوع

    بصراحه القصه مؤثره جدا جداجدا

    ولاكن لا نقول الا لله ما أعطى ولله ما أخذ

    والله يصبرها على فراقه
    واتمنا من كل الشباب اخذ العبره من الموضوع

    ونقله الى المنتديات الاخرى


    وجزاكم الله خيرا


    اخوكم همس المشاعر

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    ღ♥ღ .. وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَار ღ♥ღ
    الردود
    34,635
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    10
    قصة مبكية...
    انا لله وانا اليه راجعون..
    اللهم اجمعها بزوجها في جنات النعيم..
    الرجاء الرد من الأخوات فقط

    قريباً .... تجربتي مع الـ ديرم إميلان Dermamelan Mask بـ..الصور

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الموقع
    بلاد الحرمين
    الردود
    898
    الجنس
    أنثى
    انا لله وانا اليه راجعون ..
    قصة مؤثرة جدا جدا ...
    جزاك الله خير يالعبير ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الموقع
    الرياض
    الردود
    137
    الجنس
    جزاك الله خيراً واجارها الله في مصيبتها

    المتهورين كثير


    لكن ضحاياهم اكثر

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الردود
    4,145
    الجنس
    أنثى
    مؤثره جدا

    فهل من متعظ ؟؟

    بارك الله فيك العبير


    ^^يسلمووووو غاليتي غزوله ^^

    شعارنا
    ** نلتقي لنرتقي **


    معك هدية .. وتحيرتي .. في كلمات الإهداء .. معنا =====> تجدين مايسرك

    لاتنسونااااااا من دعااااااائكم


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الردود
    2,660
    الجنس
    قصة فعلا فعلا مؤثرة
    اسألك يا رب ان ترزق اختنا الصبر والسلوان
    وان تهون عليها مصيبتها وان تعظم لها الاجر والمثوبة....آمين

    وجزاك الله خير اختي العبير على الموضوع

    لنصرة الحبيب عليه الصلاة والسلام .. نفعل ونفعل
    ما شرح الله صدر عبد بالدعاء إلا أعطاه مسألته
    حتى قال بعض السلف: إني لأعرف متى يجيب الله دعائي، إذا شرح صدري لدعائه.


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الردود
    9
    الجنس
    اشكرك اختي العبير على هذه القصة المعبرة

    ورزق صاحبتها الصبر والثبات والاجر العظيم

    وارجو ان تكون عظة وعبرة لكل شاب طائش ( هداهم الله )

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    2,146
    الجنس
    حياكن الله اخواتي
    القصة مبكية جدا جدا
    واسال الله لكل شاب الهداية والصلاح فهم امل الامة بعد الله تعالى
    وهم سبب فسادها

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2002
    الموقع
    JORDAN
    الردود
    2,403
    الجنس
    امرأة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والله يا أختي انها قصة مؤثرة جدا
    وقد نزلت دموعي عندما قرأتها
    الله يصبر تلك الأخت فالواحدة منا لا يمكن
    ان تنسى زوجها خصوصا إذا كان بهذه
    الصفات الجميلة والله يجزيك الف خير
    ولا تنسينا من هذه القصص الجميلة
    ففيها العبرة والعضة وشكرا



    7

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 2
    اخر موضوع: 15-03-2008, 12:12 AM
  2. طاوس بن كيسان (( الجزء الثاني ))
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 25-11-2007, 03:26 PM
  3. طاوس بن كيسان (( الجزء الاول))
    بواسطة حقائق إيمانية في روضة السعداء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 23-11-2007, 04:05 PM
  4. شباب طائش
    بواسطة مرفوته في نافذة إجتماعية
    الردود: 4
    اخر موضوع: 16-04-2007, 06:24 PM
  5. شاب طائش يقلب عيد عائله إلى مأساه .....
    بواسطة اورفي في نافذة إجتماعية
    الردود: 8
    اخر موضوع: 02-11-2005, 02:33 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ