أظهرت وثيقة منسوبة لـ"المنظمات السرية الإسلامية" (شيعية) أن موجة العنف الواسعة التي تعرض لها السنة في العراق واستهداف مساجدهم بالحرق والتدمير في أعقاب تفجير مرقد سامراء في فبراير من العام الماضي لم يكن عملاً عشوائيًا كما تردد وقتذاك, وإنما جاء في إطار مخطط تحريضي من قبل منظمات شيعية.
عندما قامت ثورة الخميني في إيران استبشر عدد من المسلمين خيرًا وأيدوها طمعًا في إقامة دولة إسلامية
حقيقية تزيل عن المسلمين بعض الظلم الواقع عليهم خصوصًا وأن نظام الشاه كان معروفًا بعمالته للغرب وكان مقطوع الصلة عن اتباع النهج الإسلامي, لكن يومًا وراء يوم تكشف للجميع بما فيهم بعض الجماعات الإسلامية التي ذهبت وباركت عند قيام الثورة الخومينية, أنها ثورة طائفية مقيتة تريد نشر مذهبها القائم على الغلو في أئمتها ورفعهم إلى مراتب الأنبياء, والعداوة الصريحة لصحابة رسول الله وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.
وبدأ النظام الإيراني الطائفي حربًا شعواء على أهل السنة في إيران وقام بالتضييق عليهم وإغلاق عدد كبير من مساجدهم ومدارسهم واعتقال الكثير من دعاتهم واغتيالهم, وتعرض السنة في إيران لحملة من الاضطهاد ما زالت مستمرة حتى الآن لم يتعرضوا لمثلها في أيام الشاه, وما زالت أحكام الإعدام تتوالى على السنة في إقليم الأحواز وسط تنديد مستمر من المنظمات الحقوقية.
ولم يكتف النظام الإيراني باضطهاده لسنة البلاد ولكنه قرر تصدير ثورته الطائفية إلى بقية الدول المجاورة وبقية الدول الإسلامية, عن طريق الأقليات الشيعية الموجودة فيها وعن طريق الطرق الصوفية المنتشرة في أنحاء العالم الإسلامي تحت شعار "محبة آل البيت", وركز نشاطه في الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية وقام بترجمة عقائده الطائفية إلى لغاتهم محرفًا معاني القرآن لخدمة أغراضه ومستغلاً جهل هذه الشعوب بالعربية, كما قام بتوزيع المنح الدراسية على بعض أبناء هذه الدول ليصبحوا فيما بعد دعاة لمذهبه.
من جهة أخرى قام النظام الإيراني بتقوية جيشه لكي يسيطر على منطقة الخليج وهنا اصطدم بالعراق ونظام الرئيس صدام والذي كان يرى في نظام الخوميني تهديدًا للمنطقة وتقوية للطائفية التي استطاع صدام – رغم أخطائه في هذا الوقت- من القضاء عليها في العراق رغم وجود عدد كبير من الشيعة, ودخلت إيران في حرب الخليج الأولى مع النظام العراقي وكانت تتلقى دعمًا واضحًا من قوى غربية تكشّف فيما بعد من خلال فضيحة " إيران جيت" والتي أظهرت العلاقات السرية للنظام الإيراني بأمريكا - التي كان وما زال يسميها "الشيطان الأكبر" لخداع بسطاء المسلمين- بل وعلاقته أيضا بـ "إسرائيل" والتي صرح الرئيس الإيراني الحالي أحمدي نجاد أنه "لا يحمل عداوة تجاهها" أما تصريحاته الأخرى التي تدعو لإزالتها فيبدو أنها للاستهلاك الإعلامي ولتعارض المصالح وهو الأمر الذي أصبح واقعًا الآن, فللنظام الإيراني الآن مصالح متعارضة مع المخططات الأمريكية والصهيونية في المنطقة فكلاهما يريد السيطرة على طريقته ولكن هذا لا ينفي أنه يمكن الاتفاق على تقسيم المصالح أحيانًا مثلما يحدث في العراق.
وهنا نأتي لهذه الوثيقة والتي تم الكشف عنها بعد أيام قلائل من إعدام الرئيس العراقي صدام حسين والتي أكدت على مخططات الصفويين الطائفية بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة, حيث يسعون لاقتلاع أهل السنة من مناطقهم بل من العراق كلها حتى يتسنى لهم السيطرة على البلاد دون معارضة, وتبقى المقاومة تقف حائلاً لأهدافهم الخبيثة؛ لذلك يتحالفون مع الاحتلال ضدها وإذا لا قدر الله تمكنوا من السيطرة على العراق لن يتوقفوا فالطريق مازال أمامهم؛ رغبة في إحياء إمبراطورية الفرس القديمة التي قضى عليها المسلمون وعندئذ لا يلومن العالم العربي إلا نفسه إذا تخلى عن سنة العراق وتركهم فريسة في أيدي الصفويين وحلفائهم.
منقوووول
الروابط المفضلة