ذعر وكمائن في كل مكان والأمن يؤكد أنها شائعات:
ويجري البحث عن سفاح المعادي المجهول!
لم ينجح النفي الرسمي حتي الآن في تهدئة حالة الذعر التي يعيشها سكان المعادي الجديدة والتي تزايدت خلال الأيام الماضية، فبعد أن نشرت الصحف خلال الأسبوع الماضي عدة موضوعات عن سفاح المعادي الجديدة سارعت وزارة الداخلية بالتأكيد علي أن الأمر مجرد شائعات انتشرت في مناخ غير صحي معبأ بالخوف بعدما نشر عن مجازر التوربيني وغيرها.
وخلال الأسبوع الماضي توالت الاتصالات علي 'الأسبوع' من سكان المعادي الجديدة تنقل حالة الذعر الهائلة التي يعيشونها للدرجة التي دفعت أسر كثيرة لمنع بناتها من مغادرة المنزل.
تبدأ الحكاية منذ عدة أسابيع بعد قيام مجهول بإصابة أكثر من فتاة من الخلف مستخدما سكينا يتعمد كما قيل كسر يده وترك النصل مغروسا في الجسم، ونشرت الصحف أسماء ثلاثة من الفتيات اللواتي أصبن، بالاضافة لتأكيد مدير مستشفي جراحات اليوم الواحد بالمعادي استقبال المستشفي لهذه الحالات، بل ووفاة فتاة منهن متأثرة بالاصابة.
عدد غير قليل من السكان أكدوا ل 'الأسبوع' أن عدد الضحايا قد وصل إلي 14 فتاة، وأنه لا توجد علاقة تجمع بين الضحايا عدا انهن فتيات ربما ترتدي بعضهن ملابس ضيقة، وهذا ما دفع السكان في مناخ مناسب جدا لانتشار الشائعات إلي البحث عن تفسيرات للحوادث الغامضة، ومنهم من تبرع وقال إن المتهم مجرد مجنون جديد أو موتور يشبه مجنون شارع الهرم أو مجنون المترو الذي كان يلقي بماء النار علي وجه الفتيات ويفر مسرعا.
وقبل مثول الجريدة للطبع أكد عدد من الأهالي ل 'الأسبوع' أن فتاة لقيت مصرعها بعد أن قام بذبحها، وهي جريمة قد تصدق حدوثها وقد تكذبه، لكن الأكثر وضوحا ولا يحتمل التكذيب هو أن الرعب يملأ شوارع المعادي الجديدة، وأن رجال الشرطة السريين والعلنيين يملأون أيضا الشوارع.
ويروي أحد السكان ل 'الأسبوع' أنه لاحظ اختفاء فتاة تعمل في سوبر ماركت اعتاد المرور عليه يوميا، ولما سأل عنها علم بما جري وأسرع لزيارتها، كانت الفتاة مصابة في رأسها اصابة شديدة اثر قيام مجهول (!!) بضربها علي رأسها مستخدما شنيور (!!) واختفي المجهول ولم يعثر عليه حتي هذه اللحظة.
ولم يجد السكان أي اجابة تهدئ من روعهم خاصة مع انتشار الأكمنة في كل مكان، والقبض علي عشرات من المشتبه فيهم وأغلبهم من عمال البناء والباعة المتجولين وغيرهم.
البداية أم مصطفي وهي تعمل كحارسة مع زوجها في أحد العقارات بثكنات المعادي قالت: في ليلة الثلاثاء الماضية وأثناء جلوسي وأطفالي أمام العقار مر عليها أحد الأشخاص وطالبها بأن تدخل وأطفالها إلي داخل المنزل حتي لا يأتي السفاح ويقتلها وقالت: إن هذا الشخص أبلغها أن السفاح يسير بسيارته وهو يقف الآن في شارع الرفاعي ويهدد المارة ثم قالت: عندما سمعت هذا الكلام أسرعت داخل المنزل وحرصت علي ألا يخرج أحد من الأطفال إلي الشارع والآن إنا خائفة وأشعر بالرعب.
أما أسامة محمد كهربائي فقال إن زوجته كانت في شارع 9 الحرية بالمعادي وحذرها الأهالي من أنه يوجد سفاح في المنطقة يقوم بطعن السيدات والفتيات اللاتي يرتدين ملابس ضيقة وخليعة وأنه أصاب العديد من الفتيات بمطواة قرن غزال وأنه من الممكن أن يظهر لها ويطعنها أو يقتلها وقال أسامة إن زوجته سمعت أيضا أن معظم فتيات المعادي يرفضن الخروج في المساء خشية أن يقابلهن السفاح. أثناء تجولنا في المعادي قابلنا إحدي الفتيات وسألناها عن السفاح فقالت إنني سمعت عنه ولكن لم أره بعيني وأعتقد أن ما يتردد الآن في المعادي هو مجرد شائعات.
صاحب محل ملابس في شارع 9 بالمعادي قال إن رجال الشرطة منتشرون في كل مكان في المعادي يراقبون كل شيء وذلك من أجل القبض علي هذا السفاح وقال إن رجال الشرطة حضروا إلينا في المحل وطلبوا منا في حالة مشاهدتنا لأي شخص يمشي بمطواة أو يشعرون أنه خطر لابد أن نتصل بهم فورا وقال إن رجال الشرطة ذهبوا إلي معظم أصحاب المحلات والعاملين فيها وأبلغوهم بهذا.
علي شلبي موظف قال لنا إنني أثناء استقلالي الميكروباص في المعادي كان حديث الناس كله عن هذا السفاح الذي يقوم بضرب الفتيات في مؤخراتهن وأنه ينتقي ضحيته وهي التي ترتدي ملابس الجينز والتي تسير في أوضاع غير طبيعية وقال إن أحد الركاب قال لنا إن هذا السفاح يرفض الاعتداء علي المحجبات أو المنتقبات، ثم قال أيضا إن أحد الركاب أخبرهم أنه منذ أن سمع بموضوع السفاح وهو يرفض أن تخرج بناته إلي الشارع في المساء وأنه هو الذي يقوم بقضاء احتياجاتهم.
المواطن علي حسان قال إنني سمعت أن هذا السفاح طعن ابنة موظف كبير في شارع 213 ولكنه لم يعرف إذا كان هذا صحيحا أم غير صحيح.
مصطفي القاضي بائع ملابس قال إنني سمعت عن هذا الشخص من رجال الشرطة عندما طلبوا مني إذا شاهدت أي شخص يسير بالشارع بصورة مريبة أن اتصل بهم وأضاف أنه بعد سماع هذا الخبر وهو يقوم بإغلاق محله مبكرا وقال إن كل ما نسمعه عن هذا السفاح هو أنه يقوم بطعن الفتيات من الخلف وأضاف أن رجال الشرطة يبذلون جهودا مكثفة للقبض عليه لأنهم منتشرون في شوارع المعادي.
صاحب محل رفض ذكر اسمه قال لابد أن يكون هذا الشخص لديه مشاكل نفسية كبيرة مثل الشاب الذي كان يلقي ماء النار علي ملابس السيدات من قبل وتم القبض عليه.
مصدر أمني أكد ل 'الأسبوع' من جديد عدم وجود 'سفاح' يصيب الفتيات في المعادي، وأكد أيضا أن الحالات التي أصيبت لا تزيد علي فتاة واحدة فقط ويجري فحص الحالة وملابسات الجريمة للوصول للمتهم، وجمع تحريات عن الأسرة واحتمالات وجود خلافات في إطار الأسرة أو ما شابه ويجري البحث عن الشخص المجهول. عندما سألنا المصدر الأمني عن الحالات التي دخلت المستشفي وعولجت أو لقيت حتفها نفي ذلك تماما وقال إن مدير المستشفي الذي قال هذا أحيل للتحقيق لادلائه بمعلومات خاطئة للصحف (!!).
وأضاف أن كل ما ذكر حالات قديمة تم ضبط مرتكبيها وهي جرائم عادية، ولا توجد سوي حالة واحدة فقط يجري ضبطها.
انتهي كلام المصدر الأمني الذي نثق فيه كما نثق في حرصه علي تهدئة الرأي العام وتقليل حدة الفزع في نفوس سكان المنطقة، لكن هذا الفزع لم ينته، والتساؤلات علي لسان السكان لا تجد اجابات فتطير وتكبر وتكبر حتي تتحول إلي حكايات تشبه الحقائق، من كثرة ترديدها، وتصديقها، أخطر ما فيها. (رغم كونها مجرد حكايات وإذا صدق ذلك) أن الناس لم تعد تأمن علي بناتها في الشارع أي أن الشارع لم يعد آمنا وهي نتيجة نشك أن تكون أجهزة الأمن تسعي إليها أو تسعد بها.. فللاسف العكس هو الذي حدث تماما والنفي (في وجود حالة من عدم الثقة بعد بني مزار وخلافه) صار تأكيدا وليس العكس!!
الروابط المفضلة