هذا حوار سطره أحدهم في منتدى (........) قبل عدة أشهر وهو حوار كما سترونه بين زيد ( العلماني )
وبين عبيد ( الإسلامي ) .
أتمنى ألا يفسر نقلي للحواربطريقة خطأ .. فأنا أرى أن ليس معنا ولا بيننا من يحمل فكر زيـــــــــــــد ..
إلى الحوار ..
زيد : إلى متى نبقى مغموسين في الوحل العجيني المتشكل في كل التابوهات المعتمة اللاشكل لها..؟؟ كيف نستطيع البدء بتحريك العيون في المحاجر لنتطلّع إلى حقائقنا من زاوية أخرى أكثر نضارة و نظافة و نورا" ..؟؟ إلى متى سنبقى نعبّ من أنهار جنّة لن تأتِ يوما" و ننسى عقولنا و أدمغتنا المعششة عناكبا" و غبارا" ...؟؟ إلى متى سنبقى نقيس مساحة قصورنا و عدد الحوريات اللاتي ينتظرننا على أسرّة الذهب و الياقوت و الزبرجد ..؟؟ إلى متى تبقى الخرافة تسكن جماجمنا التي تعبت و هي تحصي عمر نوح و مال قارون و سني رقود أهل الكهف ..؟؟
ألم يحن الوقت لنستيقظ ..؟؟ أم أن النوم طاب ..؟؟
(تصفيق حاد ) ...
عبيد : يا سيد زيد .. لا أدري ما حكمة هذا الربط بين الخرافة و الإيمان ( رغم أن خرافات كثيرة قد تسللت إلى بعض القصص الديني ) إلا أن الإيمان بقدسية النص يشكل المحور العام الذي ينتظم علاقة الإنسان بربه الذي يعتقد به أولا" عن سابق دراسة و تفكير , فهل تعتبر أن المقولات التي وردت في النص القرآني الكريم و التي أتيت بها كأمثلة على ( سخف ) الفكرة الدينية , هي محض خرافة ..؟؟
زيد : نعم يا سيد عبيد , هي محض خرافة .. فهي غيرعقلانية ..
عبيد : حسن , أنت حرّ في رأيك هذا بالطبع , لكن دعني أذكرك بأمر هام هو أن العقلانية هنا تفترض أن تضع الحصان أمام العربة لا خلفها , أن تعمل عقلك في مصدر النص و منبعه الأصلي , فإن آمنت أن هذا النص من مصدر إلهي صادق عليك هنا أن تلتزم بمقولاته بصرف النظر عن مدى انسجامها مع السياق العلمي أو المعرفي السائد , فالمصدر هنا لا يحتمل المناقشة , أما إن لم تؤمن بأن هذا النص وراءه قوة عاقلة مطلقة عالمة فهنا عليك أن تتوقف عن نقد النص أو تأمل مقولاته فأنت لن تخرج منه بأي نتيجة ..
زيد : كأنك تكفّرني يا هذا ..
عبيد : لا يا سيدي .. هي مقولاتك التي أناقشك إياها ..
زيد : لا .. لا .. أنت تكفرني .. تقول أني غير مؤمن ..
عبيد : يا عزيزي لا يهمني على الإطلاق إيمانك من عدمه , أنا أحاورك في ما ذكرت من علاقة بين النص و الخرافة ..
زيد: ألمح فيك ملامح الشلة إياها ( المكفراتية ) ... وافولتيراه .. واروسواه .. واسارتراه ..
عبيد : حسبي الله و نعم الوكيل .. يا أخي لماذا تندب و تلطم .. ؟؟ طرحت موضوعا" للنقاش و أتينا نناقشك , فأين المشكلة ..؟؟
زيد : ها نحن من جديد نتعرض للإرهاب الفكري و عصا الخليفة و سيف مسرور و محرقة ابراهيم .. ها هم يقتلون الفرح في عيوننا و الحب في جفوننا و ضفائر الصبايا و أقمار الليالي الموحشة ..
عبيد : لا حول و لا قوة إلا بالله .. يا رجل ماذا أصابك ..؟؟
زيد : تكفّرني و تسأل ماذا أصابني .. أي صفاقة ..؟؟
عبيد : يا ابن الحلال .. ماذا تريد بالضبط ..؟؟ تأتي إلى النص القرآني و تنسفه و تقول عنه خرافة ثم تطالب أن تبقى مؤمنا" به .. يا رجل رفقا" بنا ..
زيد : ها ها .. قفشتك .. تكفّرني ثانية .. يا آلهة السماوات .. يا عفاريت الجحيم .. يا أولاد آوى .. يا ضباع الصحارى .. اشهدوا .. هذا الرجل كفّرني ..
عبيد ( و هو يشتم الساعة التي خطر له فيها أن يحاور أحدا ) : لا إله إلا الله .. يا أخي (طوّل بالك ) أرجوك ..
زيد : أطوّل بالي ..؟؟ تشتمني و تطلب مني أن أطوّل بالي ..؟؟
عبيد( و هو يشد شعره و يلعن المنتديات والإنترنت و خطوط الهاتف و المودم و الكومبيوتر ) : يا صديقي من شتمك .. ؟؟ ألا تستطيع أن تفرّق بين النقاش الجاد و ردح ( أم عبده ) على عتبة الدرج ..؟؟
زيد: اذهب ... عليك اللعنة يا مأفون ..
عبيد ( غاضبا حانقا محمرا مخضرا قاتما سوداويا ) : بل اللعنة عليك ...
زيد : أنت حيوان لا تفهم ..
عبيد( أصيب بنوبة قلبية , و التهاب حاد في المرارة , و زلّة تنفسية , و تشمع كبدي , و ارتفاع في الضغط الدموي ) : أوصيك بالأولاد خيرا يا زوجتي العزيزة .. أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله ..
و ...
مات عبيد ..
إذا يا صديقي .. إن رأيت من ينكر الله , و العرش , و البعث , و الآخرة , و الملائكة , و السماء , و الأنبياء , و الكتب المنزلة , و الحساب , و النعيم , و الجحيم , فإياك ثم إياك أن تمسّ كبرياءه و أن تخدش ( إيمانه ) , حفاظا" على صحتك في المقام الأول , فأولادك يحتاجون إليك لا ريب .. ))
هنا أطرح التساؤالات الآتية :
- هل كل العلمانيين يتناقشون بنفس الأسلوب .. ؟
- وهل تؤيد الكاتب في رأيه الذي يقضي بأن ترك العلماني خير من حواره و مناقشته ؟
- ومالذي يمكن أن يقنع مثل هذا الشخص ليعود إلى رشده .؟
وإن كنت ممن يؤيدون الحوار .. فأنصحك أولا بالاسبرين () .. وأطرح عليك التساؤل التالي:
- هل ترى أن مدرسة المنطق في الحوار قد تكون أفضل مردودا من مدرسة الدليل ؟
في انتظار تفاعلكم ..
الروابط المفضلة