انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: مقابلة وأجوبة للأمة مهمة.......

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    السعودية -الظهران
    الردود
    2,817
    الجنس
    ذكر

    Thumbs up مقابلة وأجوبة للأمة مهمة.......

    أجرت مجلة المجتمع الكويتية لقاء مع فضيلة المشرف العام على موقع الإسلام اليوم الشيخ سلمان العودة الأسبوع الماضي ، ونعيد هنا نشر اللقاء لأهمية ماجاء فيه.



    س1- ينادي أعداء الإسلام بتغير المناهج التعليمية ؛ بحجة أنها تُفرِّخ الإرهاب .. ، ما تعليقكم ؟
    ج1- لمناهج التعليم أثر هائل في صياغة الجيل ، وأيُّ خلل فيها يظهر في الطلاب الذي هم نتاج تلك المناهج .
    وتطوير المناهج التعليمية هي قضية سيادة يُحتَكم فيها إلى المصالح العليا للأمة ، ويبتُّ فيها من ائتمنتهم الأمة على عقولها ، وثقافتها ، وتراثها .
    ولذا: فإن دخول العامل الخارجي على الخط ليس عاملاً إيجابياً بأي حال ، بل هو عاملُ هدمٍ وإحباط .
    وإنني أدعو إلى: تغيير المناهج الدراسية ، وذلك بتكثيف المقرر الشرعي ، وتحويله من متن مختصر ، إلى تقرير مُوسَّع يحول دون نقص الفهم ، ويؤكد على ولاء المسلم لدينه وتاريخه وأمّته وبلاده ، ويعمّق الخصوصية الإسلامية لدى الأجيال ، ويربي على نضج التفكير وسلامة التصور .
    كما أدعو إلى: غرس روح الإيمان الصادق في المقررات العلمية ؛ لتحاشي الازدواجية في التعليم ، وبناء العقيدة الصادقة المنبعثة من داخل النفس ، والمنسجمة مع الكون والحياة.
    الشيء المدهش أن الأسماء التي يتم تداولها إعلامياً ؛ ليس لها علاقة بالتعليم الشرعي .. فهل سيطالب هؤلاء بإغلاق الجامعات المدنية ، ومنع تدريس الطب أو الهندسة ، أم سيدركون أن التعليم الشرعي السليم هو أهم ضمانة لحماية الأجيال من الاندفاع وراء نوازع النفس ، وتحقيق الوسطية والاعتدال وضبط المسار وفق نظام الشريعة ؟!!
    إن الغضب العربي والإسلامي على أمريكا ؛ ليس مُنطَلقه التعليم الديني ، و إلا فلماذا لم يكن هذا الغضب موجهاً ضد الصين أو اليابان -مثلاً- مع أنها بلاد وثنية ، والمسلم يتعلم أن أهل الكتاب أقرب إليه من الوثنيين ؟!! ولكن منطلقه نفاد الصبر من الانحياز الأمريكي لصالح اليهود ، وضد قضايا العرب والمسلمين ، وغمس أمريكا يدها في البلدان الإسلامية بأسلوب متغطرس لا يراعي مشاعر الشعوب ، ولا يقيم لها وزنا ، وها نحن نتربص بالهجمة الأمريكية على العراق من جديد .

    س2- هناك هجمةٌ شرسة على الجمعيات الخيرية بالحجة ذاتها ؟
    ج2- ما دامت الولايات المتحدة جعلت نفسَها القاضي ، والشاهد والجلاد في الوقت ذاته ؛ فكل شيء ممكن .
    وما دام العالم الإسلامي بهذه الحالة من التشرذم والشتات ، والانهماك في الصراعات الداخلية ؛ فلن يكون لديه القوة على المقاومة .
    ولقد شهد تاريخ الولايات المتحدة ما كان يعرف بالمكارثية وهو مصطلح يتعلق بتوجيه التهم على نطاق واسع ، والتي شملت الإدارة الأمريكية نفسها ، وشملت الجيش ذاته بتهم تتعلق بمناصرة الشيوعية في وقت الحرب الباردة . ومع أفول نجم الاتحاد السوفيتي ، والتحدي الشيوعي يبدو أن العملية ذاتها صارت تُدار ضد كل ما هو إسلامي وعربي ، والإعلام مسؤول إلى حد كبير عن نشر التهم ، وترويجها دون أدلة أو وثائق ، وفي فترة المكارثية الأولى وضعت لوائح سوداء لأشخاص وهيئات . وها نحن نشهد اليوم الأمر ذاته فيما يتعلق بالعرب والمسلمين .
    وإذا كانت المكارثية الآن عاراً يستحي منه الأمريكيون ؛ فإنهم يمارسونها بطريقة مشابهة .. والله وحده يعلم إلى متى يتوجب علينا الانتظار ؛ لتصبح المكارثية الجديدة ، عاراً آخر يلحق بالتاريخ الأمريكي ؟!! وهل ثمت استعداد لمراجعة الجمعيات المنطلقة من الغرب نفسه تحت هذا الشعار !!
    إن الجمعيات الإسلامية هي إحدى الواجهات الإنسانية المشرقة التي يتفيّأ ظلالَها مئات الآلاف من الجياع ، والفقراء ، والمتعلمين ، والمعوزين ، وإذا كان الكثير من الجمعيات الغربية معزولة بأنانيتها وعنصريتها عن التجاوب الصادق والبريء مع هؤلاء.. فهل وصل الحال إلى حد حرمان هؤلاء من اليد الحانية التي تواصلهم بالغذاء والكساء والدواء والكتاب ؟!! وبات من الصعب أن نستوعب اعتراف الغرب بالإسلام كدين يحكم شعوباً اختارته ، وصناعة التصنيف التي يتكلم عنها حتى في المشاريع الخيرية ذات الدور الإنساني الضروري .
    إن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يمارس ضد هذه الجمعيات ، وضد الوجود العربي والإسلامي مكارثية جديدة ، ومع الأسف فقد صارت الإدارة الأمريكية وأجهزتها الأمنية والعسكرية سنداً ودعماً لهذا التحيز السافر ، والعدوان المقيت .

    س3- بعد أحداث ((11)) سبتمبر , مَارَسَ الغربُ أبشعَ صور التعذيب والسجن للعرب والمسلمين !! بماذا تفسرون ذلك ؟
    ج3- الغربُ - وتحديداً الولايات المتحدة - يمارس ما يظنه دفاعاً عن الأمن القومي ، من خلال الاعتداء على الأمن المدني .
    وإذا كانت الحرية هي أغلى قيمة يتغنى بها الأمريكيون ؛ فإن ضرورات الأمن المزعومة صادرت هذه الحرية ، وسجن آلاف الأبرياء بغير تهمة ، ورحل الآلاف بغير سبب ، ومارست أجهزة الأمن في المطارات وغيرها عنصرية مكشوفة .
    لقد كان يقال عن الولايات المتحدة: إنها بلد الحرية ، ووصفها جون كندي بأنها: ((أمة من المهاجرين )) ، ومعظم الإبداعات والإنجازات قام بها أجانب ، ولهذا اتخذت الإدارة الأمريكية ذاتها عدداً من الوسائل لاستقطابهم ، ومن ذلك السحب العشوائي الذي تقوم به وزارة الخارجية ، وتمنح بموجبه راغبي الإقامة ما يسمي بـ (( البطاقة الخضراء )) .
    وها نحن نرى تحولاً خطيراً يصبح بموجبه هؤلاء الأجانب في موضع الشك ، ولا يأمنون على أنفسهم أو ممتلكاتهم ، ويتعرضون للاعتداء والقتل أحياناً .
    وانتقل الأمر من مجرد الممارسات الخاصة ، أو الخاطئة ، أو الاستثنائية ؛ ليحظى بدعم الجهات التشريعية , حيث أقر مجلس النواب جملة قوانين تعطي السلطات الفدرالية إمكانيات واسعة للمراقبة والقمع , وخففت القيود على التصنت الهاتفي ، والتوقيف الاحتياطي للأجانب ، وهكذا تطورت الأمور ليكون تحقيق الأمن قائماً على حساب الحريات المدنية ..
    ولقد قال جون كندي: إن الأمة التي تقدم أمنها على حريتها لا تستحق البقاء .

    س4- مع تقدم العلم ووجود الفضائيات , وشبكة المعلومات الإنترنت هل ترون أن الشريط الإسلامي ، والكتاب انقرض دورهما من الساحة أم أنهما لا زالا يؤديان رسالتيهما ؟
    ج4- من المؤكد أن الوسائل لها حكم الغايات كما يقول الأصوليون ، ومن هذا المبدأ يصبح اعتماد أي وسيلة جديدة محتماً إذا كانت فاعلة ومفيدة ، ما لم تكن محرمة في ذاتها.
    وقد يتفاوت تأثير وسيلة عن غيرها بين وقت وآخر ، لكن هذا لا يعني العزوف عن القديم ، إن الكتاب من أقدم وسائل الدعوة والتعليم ، وهو يظل اليوم حاضراً على رغم المزاحمة والمنافسة القوية من الإذاعة ، ومن التلفزيون ، ومن الإنترنت ، ومن الصحافة ، وتشهد بهذا معارض الكتب التي تقام في عواصم الدول الإسلامية .
    إن دخول عنصر جديد في الميدان لا تستلزم إقصاء غيره ، فإن الواقع المشهود أن للشريط الإسلامي دوره الفاعل , ويكفي أن المادة الواحدة ينسخ منها الآن ملايين الأشرطة ، ويستفيد منها الإنسان في السيارة والمنـزل وغيرهما ، وينتفع منها القارئ وغير القارئ .
    ولعل من المفيد أن يكون ثمت تنافساً شريفاً يحدو إلى الإبداع والتجديد والتطوير ، لأن ركود الوسيلة يقلل من ثمرتها وفاعليتها ، وتقديمها للمتلقي بأسهل الطرق وأبخس الأثمان .

    س5- يكثر في وسائل الإعلام طرح مصطلح (( التطرف )) ، فما مدى صحة هذا المصطلح ، وما رأيكم في مدلوله ؟
    ج5- ربما كانت كلمة (( التطرف )) من أكثر الألفاظ إلحاحاً على ألسن الكتبة والإعلاميين والساسة في هذا الوقت ، وهي كلمة مولدة غير أصيلة ، ويفترض أنها تعني عند من يطلقها: وقوف الإنسان في طرف بعيد عن مركز الوسط .
    والتطرف في الإطار الإسلامي:هو تعبير عن فهم منحرف ، أو تطبيق منحرف للتعليمات الشرعية ، وإن كان قد يتكئ على حجج شرعية مفترضة، أو ينطلق من غيرة دينية، كما في أول وأقسى نموذج في التاريخ الإسلامي ، وهو نموذج الخوارج ، الذين لم يقنعوا بمستوى فهم وتطبيق الصحابة حتى انشقوا عن نسيج الأمة ، ووجهوا سهامهم إلى نحورها ، بل كان أصلهم يمت إلى صاحب النفس المريضة الذي اعترض على النبي r في عدله ، وخاطبه قائلاً : اعدل يامحمد ! فكانت تلك نواة الشريحة التي تصطفي نفسها ، وتستشعر صدقها وطهارتها وإخلاصها ، وتزن الآخرين بالجور أو الحيدة عن الصراط السوي .
    آخر مرة عدل بواسطة أبو الحسن : 29-05-2002 في 04:59 AM
    الكلمة الطيبة صدقة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    السعودية -الظهران
    الردود
    2,817
    الجنس
    ذكر
    لكن من الخطأ أن يتم تقديم هذا الأنموذج دائماً على أنه صورة التطرف ، حتى يقع في نفوس الكثيرين أن التطرف بضاعة إسلامية ، بينما يتم التغافل والتجاهل للتطرف اليهودي ، والذي تمثله أحزاب وجماعات رسمية وكبيرة تتبجح بغلوها ، ولا تستحي من الجهر بمطالباتها الصارمة إزاء خصومها ، دع عنك الغلو المرسّم المبرمج الذي أصبح جزءاً من السياسة اليهودية ، وغدا قاسماً مشتركاً لدى جميع الأطراف .
    ومثله التطرف المسيحي الممثل في الجماعات والمنظمات الكثيرة في الولايات المتحدة ، والتي تجاوز عددها المائة ، ويقدر أتباعها بعشرات الملايين .
    ولقد كانت الأحداث الأخيرة فرصةً لهؤلاء ؛ ليكشفوا مكنوناتهم ضد الإسلام والمسلمين ، وكان منهم من يطالب بسحق كل ما هو إسلامي ، ومنهم من يطالب بتدمير مقدسات المسلمين ، وتعالت أصوات رسمية تتهم الإسلام ذاته ، وتعتبره ديناً سيئاً وشريراً !
    والتوجه الرسمي الآن الذي يقيم للمسلمين والعرب ديكتاتورية خاصة داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، ويستثنيهم من النظام العام ، ويبخل عليهم بالحقوق التي يتملكها كل من سواهم ... هذا التوجه هو نفسه ضرب من التطرف المقيت ، كما أن إسراف الحلفاء في غطرسة القوة ، وتجاهلهم لأبسط حقوق الإنسانية ، وعدوانهم على شعب أفغانستان ، واستهانتهم بالدماء وحقوق الإنسان ؛لهو صورة صارخة من التطرف البغيض ، لكنه تطرف القوي الباطش الذي لا يحتاج إلى برهان على ما يفعـل .
    إن التطرف يتمثل في مفهوم الفكرة أياً كان منطلقها وليس بالضرورة أن يكون نتاج رؤية دينية بل حتى نماذج الفكر المعاصر والمفاهيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الغرب فيها قدر كبير من التطرف .
    وهناك التطرف العلماني في العالم الإسلامي الذي يصر على نقل التجربة الغربية ، بل على استنساخ المجتمعات الغربية في ديار الإسلام ، ويزيد على ذلك اقتباس الجانب الدموي المتعسف من التجربة الشيوعية لملاحقة المتدينين ومحاصرتهم ، إعلامياً ووظيفياً واجتماعياً وسياسياً .
    إن دائرة ردود الأفعال لا تنتهي ، والتطرف يولد التطرف ، ولعل أفضل بيئة لتشجيع الفكر المنحرف ؛ هي البيئة التي تحرم الناس من حقوقهم الفطرية والشرعية ، وتصادر هم ، وتحرمهم من فرصة الهدوء النفسي ، والاستقرار العاطفي ، وتمتحنهم في أنفسهم وأديانهم وأهليهم وأموالهم .
    إن التطرف الذي هو: ( تجاوز عدل الشرائع السماوية والفطر الآدمية ) هو أزمة بحق، وتاريخ الحضارات كلها يكشف عن نماذج كثيرة لهذا التطرف ، وتعد رسالة الإسلام الأنموذج الأول والأمثل لمعالجة هذا الانحراف ، لكن مع هذا كله ؛ فلسنا هنا بصدد أن نعيش ردود أفعال , ونتبادل مع الغرب والعالم الأوصاف . إن هذه معركة ربما تكون غير ملحة ، وقد لا تصنع شيئاً لصالحنا ، لكن المهم أن ندرك أهمية بناء الوعي في أفراد الأمة ؛ لنعرف مواقع التطرف الخارجة عن الإطار الإسلامي ، ولعل من حسن الفهم هنا أن ندرك أن الغرب يمارس صناعة التطرف ، ويصدرها ، وقد تكون بعض الأطراف مستهلكاً لشيء من هذا ، لكن لابد أن ندرك أن الأزمة ليست في التطرف يوم يكون حالة تعرض لدى بعض الفئات ؛ لكن يصبح الأمن العالمي مهدداً حقيقةً ، حينما يكون التطرف قانوناً له شرعيته ؛ كما ترسم ذلك دوائر سياسية ومؤسسات متنفذة في الأوساط الغربية قد يتجاوز تأثيرها إلى دوائر شتى ، ولعل الأنموذج اليهودي هو المرشح عالمياً لهذا ،لو أعطيت الشعوب حرية الموقف والتعبير .
    إننا هنا أمام ضرورة توسيع مساحة التفكير ، وألا نسمح للغرب أن يرسم مفهوم التطرف ، وأن نعي أن التطرف يتجاوز دائرة القانونية ليتحول إلى رسالة حضارية تُطَالبُ عقولٌ في العالم كله وليس في الغرب أو الشرق أن تستوعبه كحضارة راقية، وهذه معادلة جادة لصناعة الصراع والتوتر في العالم وتقنين مشاريع الإرهاب المتبادلة بين الأطراف .
    هنا ندرك أن الغرب يعيش أزمة ، وإن كنا نعيش شيئاً منها ، فيجب أن نكون مستعدين لتجاوز مشكلتنا .
    وتجاوزها يتم عبر الحفاوة بالاعتدال وترسيمه ، وإشاعة المفاهيم الشرعية الصحيحة التي تنهي حالة الاضطراب والتناقض .

    س6- ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل اهتمامات الداعية وصياغة تفكيره ؟
    ج6- ثمت عوامل تسهم في تشكيل اهتماماتنا وترتيب أولوياتنا سواء كنا أفراداً أو جماعات ، أو حتى دولاً وأمما .
    ومن أهم هذه العوامل الماثلة في الوقت الحاضر :
    أ - حجم المتغيرات الدولية ، والمتغيرات الإقليمية والمحلية الناجمة عنها ، والتحديات التي تفرزها على كافة الصعد .
    ب - مدى النضج في التجربة العلمية والعملية واكتمالها .
    ج - مدى الشعور بالمسؤولية - عمقاً واتساعاً - تجاه ما تقوله أو تعمله وتأثيره ومداه ، وطريقة تلقيه .
    د ـ قدر المصداقية مع الله ، ومع النفس ، ومع الناس ، والقدرة على التجريد والشفافية ، ولو إلى حد ما .
    وكل هذه العوامل تؤثر في أي تصور أو تعديل أو تصحيح يقوم به فرد أو جماعة أو مؤسسة أو دولة .
    إن الهزيمة النفسية الناتجة عن جلد الذات المجرد ، أو عن الرؤية السوداوية - لا تنتج عملاً مثمراً للأمة ، بل تمكّن للمنكر من الرواج والاستقرار دون عناء .
    ولابدّ من تفهم فرص التغيير الممكنة في ظل حالة دولية تضع هامشاً ضيقاً للرفض المحض ، وهامشاً أوسع للمشاركة والتصحيح .
    وهكذا يتعين استثمار المؤسسات القائمة للإصلاح والدعوة والتواصل مع جمهور الأمة الذي له الحق الكثير علينا .
    كما يتعين أن نشعر بالانتماء لهذه الأمة بشموليتها واتساعها ، وأن تكون أرضها الواسعة الممتدة ، وإنسانها المتنوع ميدان حركتنا وتصحيحنا ، يستوي في ذلك ملامسة المعاناة المريرة في مناطق الالتهاب كفلسطين والشيشان وكشمير وغيرها ، أو التجاوب مع طموحات مثقفيها وعلمائها ودعاتها للنهوض بعلومها وعقولها ، أو تحقيق القدر الضروري من العلم الشرعي الذي يثمر صفاء العقيدة وصلاح العمل واستقامة السلوك ، أو الدأب في توفير متطلبات العيش الكريم ، فإن المشغول بضرورياته المادية معذور ، وغير قادر على حمل الهم الكبير .
    وهذا الانشغال بالأمة يحدث انصهاراً وتوافقاً مع همومها ومشكلاتها وتطلعاتها ، ويمنع من الانخزال والاعتزال عنها ، وإن الإحساس بالموقع ، وبالمرحلة التاريخية ، وتنوع التحديات الدولية والمحلية تملي علينا قائمة متجددة من الإلحاح والعناية بالقضايا والموضوعات والمحاور والبرامج ، لا يفترض أن تكون متطابقة في كل وقت ، بل يتم تحديثها ومراجعتها كلما دعت الحاجة .
    ومن الضرورة بمكان أن تكون آلية المعالجة ولغة الخطاب منسجمة مع الموضوع المطروح ، ومع الشريحة المستهدفة .
    فإن الخطيب -مثلاً- يختار الموضوع الملائم للحال والمقام ، ثم يختار الزاوية التي سيطرقه من خلالها ، ثم يختار الأسلوب المناسب ، فمن مسألة علمية هادئة ، إلى وعظ مؤثر ، إلى تحذير مندفع ، إلى مزيج من هذا وذاك .
    ولا يفترض أن يكرر الخطيب نفسه إن كان مبدعاً متجدداً ، بل يعمد إلى التنويع المحبب ، الذي هو قاعدة كونية وسنة شرعية ، والمؤكد أن نوع الاهتمام الذي يمنحه الإنسان لقضية قد يزيد وينقص ، ويؤثر هذا في معالجته للقضية سلباً وإيجاباً .
    وكلما تعددت الموضوعات وتنوعت توزع الاهتمام بينها ، والطاقة تظل محدودة .
    وقد يحملنا الخوف على الإحجام عن اكتساب طرق ، أو وسائل جديدة للدعوة والخوف دافع فطري غريزي ؛ لكنه لابد أن يمزج بغيره ويرشد حتى يعتدل وينضبط .
    وقديما قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- : يجدُّ للناس من الأقضية بقدر ما يجدُّ لهم من الفجور .
    وإذا كان الاجتهاد الصحيح المنضبط الذي لم يتردد فيجمد ، ولم يندفع فينفلت هو من أهم الثوابت الشرعية ، فهو - أيضاً- أساس المتغيرات .
    ولقد كانت حرب الخليج الثانية دقاً لطبول مرحلةٍ جديدة الملامح والسمات والآليات سموها النظام العالمي الجديد ، القائم على أنقاض الحرب الباردة ، وكان من الواضح لكل ذي عينين أن هذا النظام الجديد ؛سيوفر شيئاً من الحريات المتنوعة ، ويدعو إلى حقوق الإنسان ، إلى حقوق المرأة ، إلى عولمة الاقتصاد ، وأنماط السلوك .
    وكان جديراً أن يتحقق شيء من المبادأة الإسلامية التي تكسر الروتين المعتاد بالتفوق العلماني الذي يقدم نفسه وكأنه نصير حرية التعبير ، وحرية الفكر وحرية الإبداع .
    وإن مشاركة أولياء الإسلام وتسارعهم في عرض التصور الأمثل للحرية التعبيرية المنضبطة بضوابط الشرع البعيدة عن العدوان على النفس أو على الآخرين ... لا يعني بحال أنهم يجب أن يكونوا ضد السلم الاجتماعي الذي لا بقاء للأمة ولا للدعوة إلا به ، وهكذا طرح شعار (الكلمة الحرة ضمان ...) وهذا لا يعني بحال تجاهل الانضباط الشرعي الذي يوفر استقراراً للدعوة ، وقبله للأمة .
    كما أن ثمت خطين أحمرين كنا ولا زلنا نعتقد بوجوب الحذر منهما في هذا السياق :
    أولهما : الغلو في الدين ، فإنما أهلك الناس الغلو في الدين ، وفتنة الغلو هي أول فتنة حدثت في الإسلام ، وترتب عليها شرخ هائل في كيان الأمة ، واستحلال بعضهم دماء بعض وأموالهم .
    والثاني : هو نتيجة عن الأول وتفريع عليه ، وهو اعتماد أساليب المواجهة والقوة في الدعوة والإصلاح في ظل ظروف وأوضاع تجعل هذا الخيار إلغاء للفرص الضخمة الممكنة ، وحرماناً من المشاركة في مؤسسات الأمة القائمة وإمكانياتها الهائلة للتواصل والتغيير والتأثير .
    إن المكاسب التي تزخر بها بلاد الإسلام توجب على الدعاة طرح أسلوب المشاركة المتميزة في الواقع العملي ، فهو المحكّ والميدان الحقيقي لاختبار القدرة على الإصلاح إذ الشعار المجرد لا يكفي ، وقد يرفع أحياناً لمجرد التحدي وإثبات عجز الآخرين .

    س7- يقف كثير من الشباب في حيرة من أمره ؛ عندما يسمع الفتاوى من العلماء فترى عالماً في مسألة ( ما ) يجيزها , والعالم الآخر يحرمها , فلا يدري الشاب من يتبع!! في نظركم الشخصي كيف يعمل الشاب في هذه الحالة ، وهل إذا أفتى العالم برئت ذمة المستفتي ؟
    ج7- الخلاف الفقهي والاجتهادي المبني على النظر والتأمل في الأدلة والوقائع نتيجة طبيعية لتفاوت أنظار المجتهدين وسعة مدركاتهم ؛ ولهذا يجب أن يكون مقبولاً من حيث المبدأ ، وألا نضيق به ، والأمة اليوم تحتاج إلى تربيتها على قبول التعددية العلمية المبنية على الاجتهاد وليس على الهوى .
    وفي تقديري أن المسائل المهمة والكبيرة يجب ألا ينظر فيها إلى أي قول بقطع النظر عن قائله ، بل يفترض ألا يخوض فيها إلا أولو الخبرة والبصيرة ، وربما أكثر من ذلك أنها تحتاج إلى اجتهاد جماعي مُرسَّم يشارك فيه أهل العلم والتحصيل وأهل الرعاية والعناية بأحوال الأمة ممن لهم فضل وسابقة .
    أما عن المتلقين إذا كانوا لا يعلمون فشأنهم كما قال تعالى : ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(النحل: من الآية43) فيختارون من الأقوال ما يرونه أصوب وأقرب ، أو يختارون من العلماء من يرونه أتقى لله وأفقه في دينه .

    س8/ لو تحدثنا عن العلاقة بين الدعوة والمجتمع بكل أطيافه ومؤسساته ؟
    ج8/ يفترض أن تكون صناعة مشاريع الدعوة داخلية أي أنها تتحرك داخل المجتمع لصناعة الإصلاح الاجتماعي .
    ثمت ضرورة فطرية أن الدين هو سياج الأخلاق والأمن ، ومن هنا فإن الدعوة ليست مفهوماً لملاحقة أخطاء المجتمع فحسب أو رسم صورة من الصراع بين طرف وآخر . الدعوة مفهوم مبادرة وأولوية في الترتيب الاجتماعي . وحينما نتحدث عن التطور فإننا بحاجة إلى إدراك حضارية الإسلام حتى نقدم إجابة معقولة لكثيرين يلحون على الذوق الحضاري والنمطية الحضارية لكنهم قد يمارسون نقلاً لنماذج أو مشاريع من الغرب ، هذه مسؤولية تتحرك في التأثير على سيادة الأمة ويجب أن تفكر كل المجموعات الاجتماعية بمسؤوليتها . إننا نخطيء حينما نفترض أننا نتسابق لتحقيق مصالح خاصة، إننا أمناء أمام الله والتاريخ على أمتنا ، لماذا الغرب جاد في سيادته وحقوق أمته حتى على حساب الآخرين ؟
    نحن يجب أن نتحرك بعدل وأمانة مع كل أحد لكن يجب أن نقدر أن الدين ضرورة للمجتمع باعتباره رسالة الله لخلقة وباعتباره قاعدة المصالح الآدمية .
    الكلمة الطيبة صدقة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    2,146
    الجنس
    وفقك الله اخي الكريم واثابك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الردود
    12,333
    الجنس
    بارك الله فيك أخي الكريم ..

    س2- هناك هجمةٌ شرسة على الجمعيات الخيرية بالحجة ذاتها ؟
    ج2- ما دامت الولايات المتحدة جعلت نفسَها القاضي ، والشاهد والجلاد في الوقت ذاته ؛ فكل شيء ممكن ...
    فعلا أخي الكريم .. ولا أدل على ذلك ما تتعرض له جمعية إحياء التراث الكويتي ( وهي جمعية سلفية منهجها الكتاب والسنة ) .. سواء في الكويت أو فروعها في الخارج ولا سيما في باكستان من اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة وتفتيش ومصادرة وثائقها وتجميد أموالها بالخارج بحجة أنها تدعم الإرهاب !!!!! وإلى الله المشتكى


    -- من أراد أن ينقل أياً من موضوعاتي فله ذلك بدون سؤالي أو إستئذاني وبدون حتى الإشارة إلى المصدر --
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2002
    الردود
    4,521
    الجنس
    ذكر
    بارك الله فيك أخي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2001
    الموقع
    السعودية -الظهران
    الردود
    2,817
    الجنس
    ذكر
    وبارك الله فيكن وفي ذريتكن..
    الكلمة الطيبة صدقة

مواضيع مشابهه

  1. لملمة أفكار ...
    بواسطة lost soul في فيض القلم
    الردود: 104
    اخر موضوع: 16-09-2008, 08:41 AM
  2. الردود: 9
    اخر موضوع: 15-08-2007, 05:36 PM
  3. لملمت احاسيسي
    بواسطة فهد العروبة في فيض القلم
    الردود: 11
    اخر موضوع: 12-07-2007, 04:17 AM
  4. أسئلة وأجوبة
    بواسطة كيكة المنجا في روضة السعداء
    الردود: 1
    اخر موضوع: 25-09-2005, 07:15 AM
  5. أسئلة وأجوبة
    بواسطة ربى في الأمومة والطفولة
    الردود: 3
    اخر موضوع: 29-11-2001, 01:05 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ