بعض سفهاء الإعلام وركام الزندقة والحماقات
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ فاق بعض سفهاء الإعلام اليهود القائلين في بروتوكولاتهم : ( وقد عنينا عنايةً عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأمميين ( غير اليهود ) في أعين الناس وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ...) برتوكولات حكماء صهيون ص 187
فهؤلاء السفهاء الحمقى لم يسخروا بالعلماء فحسب بل استخفوا بالقضاة والدعاة والأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومعلمي الخير , ومظاهر الفضيلة .
ـ والاستهزاء بالعلماء والصالحين صفة من صفات المنافقين و الكافرين, وخصلة من خصال المجرمين كما جاء في غير آية من كتاب الله تعالى قال عز وجل (( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) [البقرة212 ]
وقال سبحانه (( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ *وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ )) [المطففين30,29]
وقال تعالى في شأن المنافقين (( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ )) [البقرة14]
وهذا الخلق الشائن صار وصفاً لازماً لأفراخ هؤلاء المنافقين السفهاء ومنذ سنين عديدة مع سبق الإصرار والعناد !
والاستهزاء بالعلماء الشرعيين لكونهم علماء , وكذا الاستهزاء بأهل الصلاح والحسبة من أجل استقامتهم على الدين , وقيامهم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما حصل منهم من أخطاء .. فهذا كفر , إذ الاستهزاء متوجه إلى الدين والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - : ( إن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها , أو بعمل يعمل به ... ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وبأهله وعدم احترامهم لأجله ) قرة عيون الموحدين 217 وقد قال تعالى (( قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ *لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )) [التوبة65 ,66]
وجاء في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء 1/56: ( سب الدين والاستهزاء بشيء من القرآن والسنة والاستهزاء بالمتمسك بها نظراً لما تمسك به كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة هذا كفر إذا صدر من مكلف , وينبغي أن يبين له أن هذا كفر , فإن أصر بعد العلم فهو كافر)
وقد ذكر الله عز وجل أن الاستهزاء والسخرية بالمؤمنين سبب في دخول نار جهنم وعدم الخروج منها .
فعندما ينادي أهل النار داخرين (( رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ )) [المؤمنون107]يقول الله جواباً عن طلبهم ( قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ )) [المؤمنون107] ((إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ )) [المؤمنون 108-110]يقول العلامة محمد الأمين الشنقيطي ـ رحمه الله ـ قوله في هذه الآية )) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي ))
الآيتين يدل فيه "إنّ" المكسورة المشددة على أن من الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم وسخريتهم من هذا الفريق المؤمن .." أضواء البيان 5/827
وهؤلاء السفهاء قد أدمنوا على ذلك المسخر والاستخفاف ومنذ أعوام ، إلا أنهم ضاعفوا جريمة الإدمان هذا العام (1427هــ) ، فنسأل الله تعالى أن يريح البلاد والعباد من كل منافق زنديق.
- أفتى مشايخ اللجنة الدائمة للإفتاء فتوى محررة ومطولة بشأن هؤلاء السفهاء ، كما حذر المشايخ والدعاة من هذا السفه ، لكن دون جدوى،فالإعلام لم يلتفت إلى التحذيرات والفتاوى ،وليس من مصلحة البلد - حكومة ورعية ـ تهمل هذه الفتوى الصادرة من أعلى جهة فتيا ،إذ لم تقم لها وزارة الإعلام وزناً طوال السنين السابقة ،ولا داعي للاعتذار بأن هذا السفه يقدم من قناة خارجية ، فالجهات المعنية ـ إن أرادت ـ قادرة على إيقاف هذا السفه والطيش .
هذا الطيش المتكرر يقتصر على محيط أهل السنة في هذه البلاد المباركة من علمائها وقضاتها ودعاتها ورجال الحسبة ونحوهم ،لكن أتباع الفرق الضالة الأخرى في منأى عن سخريتهم أولئك "السوقية " .
وموجب السخرية والاستخفاف بالأكثرية ،والأدب مع الأقلية هو بإيجاز : من أمن العقوبة أساء الأدب !
- الفجور في الخصومة وصف لازم لهذا السفه ،فعندما تهكموا بالإرهاب والتفجير أقحموا معه المراكز الصيفية والاحتساب على منكرات الإعلام !
وهذا خُلُق المنافقين قديما ًوحديثاً { إذا خاصم فجر }
ودعوى الإصلاح التي ينعق بها أولئك النوكى ، إذ يسخرون ويلمزون بدعوى أنهم من المصلحين ! هذه دعوى أسلافهم (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ))[البقرة12,11]
هذا الهزؤ المتتابع من هؤلاء السفهاء يبعث تفاؤلاً واستبشاراً، بأن انتشار التدين الصحيح صار غالباً ومشاهداً وظهر الأثر الفاعل لأهل التدين من العلماء والقضاة والدعاة ورجال الهيئات ونحوهم مما أوجع الذين في قلوبهم مرض ، فسعوا إلى الاستخفاف والتمسخر .
لكن الحماقات المستمرة من هؤلاء السفهاء وكذا الاستفزازات المتلاحقة قد تستثير أقواماً فيتصرفون بما لا تحمد عقباه ، فمتى يؤخذ على أيدي سفهاء الإعلام ؟!
المصدر : شبكة نور الاسلام ، أضغط هنا ..
الروابط المفضلة