قال ابن الجوزي رحمه الله:
متى رأيت صاحبك قد غضب ..وأخذ يتكلم بما لايصلح..فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله
خنصرا..ولا أن تؤاخذه به..فإن حاله حال السكران..لايدري ما يجري..بل اصبر لفورته..ولاتعول عليها..فإن الشيطان قد غلبه..والطبع قد هاج..والعقل قد استتر ..ومتى أخذت في نفسك عليه..أو أجبته بمقتضى فعله..كنت كعاقل واجه مجنونا ..أو كمفيق عاتب مغمى عليه..فالذنب لك..
بل انظر إليه بعين الرحمة..وتلمح تصريف القدر له ..وتفرج في لعب الطبع به..
واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى..وعرف لك فضل صبرك..وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به..
وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب والده..والزوجة عند غضب زوجها..فتتركه يشتفي بما يقول..ولا تعول على ذلك..فسيعود نادما معتذرا..... اهـ
ما أجمل أن يعرف الإنسان كيف يتعامل مع من أمامه..والسبيل لذلك معرفة مفاتيح النفوس لتستطيع الدخول إليها..فإن من لا يعرف مفتاح من أمامه لا يستطيع الدخول إلى نفسه.
أخي..أختي.. :
قوموا بربط حزام التقوى .. و سيروا في طريق الصالحين ..
فهناك تفتيش في الآخره ....
الروابط المفضلة