تنبثق كثير من التصرفات والانفعالات عادة من نفس تنطوي على مفاهيم وطبائع راسخة رسوخ الجبال بغض النظر عن صحة هذه المفاهيم أو حسن تلك الطباع ولذلك ترى كثيراً ممن قد تعلموا فلسفة علم النفس يحكمون على كثير من الأشخاص ويقومون على تصرفاتهم فلهذا هم يبررون كثيراً من التصرفات السيئة على أنها من دوافع نفسية نتيجة لحوادث حصلت لهم ‘ فمثلاً يحملون جريمة مجرمٍ ما على دافع حب الانتقام لما قد تعرض له في صغره من تعنيف من مجتمعه فدفعه هذا لهذا التصرف وهكذا ‘ إلا أنه مما يحير فيه العقل وتعجب له النفس أن تنشأ بعض الأمراض في الطباع وتثبت لحين ما فيها في مجتمع أو بيئة متوازنة لا تدفع لهذا فجال في الخاطر شيء منها يتحقق في واقعنا نحن الشباب وهو ضعف اللهجة أقصد ضعف العمل في جانب القول ‘ فإن الوعود كثيرة والمتحقق منها قليل .
ونظرة إلى مظاهر ضعف اللهجة نجد رغم ما يعلم من أهمية التعلم والارتقاء بالنفس ففي حين ترى البعض تتقافز أجزاءه حماسة في الاستفادة ترى هذا المسكين بارد الشعور ‘ فاقد الإحساس يكتفي بالسماع . ثم عندما يكلف بعمل ما تسمع لفظة لو استطعت في حين لا شغل يشغله في حقيقة الأمر ولا صعوبة تعتري الأمر ، ولكن الانهزامية والضعف والخور قد استحوذ عليه وأخيراً لم يستطع وتخلق الأعذار .
في حفظ القرآن الكريم ومراجعته ترى جوانب الخلل تسد الأفق فما تدري أيها تصلح وأيها تترك ، فالدوران في دائرة مغلقة والطواف في دوامة واحدة هو ديدنه ، وهكذا في كل أمر.
إن وجود هذه ا لمظاهر أو بعضها له آثار فهي تولد شخصاً بليد النفس كسول الطبع تصعف من مدة قابليته للاستفادة فيبقى في الدرجات الأول . ثم إنه أصبح صاحب همة خرارة ، وليس هذا فحسب بل إن هذا المرض من أشد الأمراض عدوى فهو ينتقل في المجتمع وينتشر كما تنشر النار في الهشيم .
ولكن لماذا ؟ لماذا هذا الضعف ؟ وأين صدق اللهجة ؟
( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون ) ـ الصف : 2 )
إنها إشارات ودلائل خطيرة فمن علامات المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أئتمن خان وكلها من ضعف اللهجة .
إننا لا بد أن نسير كما سار الرجال الأولون ، لقد كان السلف رجالا ً لصدق لهجتهم فضربوا بهممهم أروع الأمثلة .
فالله أسأل أن يعيننا على تبصر عيوبنا وإصلاح ذواتنا
الروابط المفضلة