السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول

اليوم سوف نتعلم جميعاً كيف نحطم القلوب .. اليوم سوف ندرس الخيانة والغش .. اليوم سوف أعلمكم كيف تعبثون بالعواطف وتلعبون بالقلوب وتقتلون الناس باسم الحب .. والقتل هنا بلا دماء ولا سكين وإنما بطريقه فريده من نوعها وسوف نتعلمها جميعاً بعد الانتهاء من قراءة هذا الموضوع فما أجمل أن تظلم إنساناً تدعي أنك تحبه فتخدعه ، تكذب عليه ، تجعله يتعلق بك وأخيراً تنسحب من حياته راحلاً دون أدنى ذرة من الإحساس بهذا الإنسان !!
لن أطيل في المقدمات وسوف أدخل بسرعة في الخطوات ..

عزيزي يا شبه الإنسان .. في البداية يجب أن تتعرف على ضحيتك بأي وسيلة اتصال متوفرة لديك سواء أكانت بالبريد أو بالهاتف أو من خلال الاختراع الشيطاني الجديد الذي يسمى (انترنت) فتصطنع الصدفة في التعرف عليه ويجب أن يكون من الجنس الآخر حتى توهمه بالحب ، تتكلم معه عن الوفاء والإخلاص ، تقول له أن الحب الصادق مفقود في هذا الزمن ولكنه موجود في قلبك أنت فقط .. تصف له مشاعرك الصادقه ، تخبره عن إحساسك المرهف ، تتكلم كثيراً عن نفسك .. تخبره بأنك طيب إلى درجة جعلت الكل يستغلك ، تقول له أنك تصدق ما يقال لك بسرعه لدرجة جعلت الكل يكذب عليك .. تتكلم عن صدقك وإخلاصك لكل الناس وتتحدث بحرقة عن غدر الجميع ونكرانهم لما فعلت من أجلهم !!
هذه هي البداية ، تصف نفسك كثيراً وتزخرف صورتك بكل ما أوتيت من قوة وتستدر الشفقة وتصطنع الشوق وتتكلم كثيراً عن إحساسك بالحب وتقول بلهجة الواثق : أنك سوف تموت إذا رحل من حياتك !!
في المقابل تلعب على الجانب الآخر لعبتك الخبيثة وتصف الإنسان هذا بما ليس فيه وتجعل منه أسطورة في التاريخ الإنساني فتخبره عن جماله الفائق وتتكلم عن صدقه وإخلاصه وإحساسه .. بكل كذب تقول له بأن الأخلاق ولدت حتى يتحلى بها هو وأن الجمال الروحي الذي يسكن داخله لم تعهده في إنسان قبله ولن تراه في إنسان بعده !!
هذه مجرد بداية وتستغرق شهوراً أو أسابيعاً فالوقت يتحدد حسب قوتك ودهائك في تنفيذ الخطوة الأولى ويتوقف كذلك على سذاجة هذا الإنسان الذي يصدق كل ما تقوله له ..

تبدأ بعدها المرحلة الثانيه .. هي المرحلة الأكثر خطورة وهي التي تبدأ الحديث فيها عن الشوق الجنوني الذي لا تستطيع السيطرة عليه ، تتكلم فيها عن قلبك الذي لا يستطيع العيش يوماً واحداً دون سماع صوته .. تخبره فيها أن السماء تكاد أن تنطبق على الأرض عندما يغيب عن ناظريك .. وتخبره بكل جرأة عن شوقك المجنون لاحتضانه بين يديك وتغطيته بأهداب عينيك .. كيف لا ؟ وأنت حبيب القلب ونور العيون والشمس التي تنير العالم نهاراً والقمر الذي يشع نوراً في عتمات الليل ؟!؟!؟

تلف خيوط العنكبوت السامة على قلب هذا الإنسان الضعيف ، تطوق عليه كما تطوق الأفعى على الأرنبة ، تدفعه للتعبير الصادق عن حبه وإخلاصه ، تتأكد من أنك قد ملكت عليه قلبه وقبضت بكلتا يديك على عقله وتفكيره .. يجب أن تشعره بالمتعة والراحة معك ، لابد أن يحس بأنك الحضن الدافىء الذي يلجأ إليه وأنك القلب الرحوم الذي يشفق عليه ويرحمه وأنك المسكن الوحيد الذي يجد فيه راحته وأنسه .. نعم لابد أن تملك عليه قلبه وعقله وكل ذرة صغيره من تفكيره .. !!!

بعدها تبدأ مرحلة أكثر أهمية وهي مرحلة تحديد المصير .. في هذه المرحلة تبدأ في الخوف من المستقبل وتتكلم كثيراً عن الفروقات الموجودة بينك وبينه .. تبدأ في تخويف الضحية من لحظة النهاية التي تسقط فيها الشمس ليحترق كل ما على الأرض !!
في هذه الفترة تبدأ ضحيتك في البكاء وتتمسك بك أكثر وأكثر .. تقف بقوة لتقول لها بأنك غير مستعد للتنازل عنها مهما كان .. ستخبره بلهجة الفارس بأنك سوف تحارب الدنيا بأكملها من اجله .. تقول له بأن حياتك صارت مرهونة بين يديه ولذلك يموت الناس وتنتهي الحياة وتتوقف القلوب عن النبض ولا تتخلى أبداً أبداً عنه .. ستخبره عن الفروقات وتوضحها له توضيحاً دقيقاً لتقول له بأن كل هذه الفروقات ستختفي وتتلاشى أمام الحب الكبير الذي يسكن قلبك اتجاهه ..

عندما يسمع منك هذا الكلام يبدأ هو في أخذ الوعود منك وتبدأ أنت بالحلف ويبدي هو قائمة طويلة بالتضحيات المستعد لتقديمها من أجل عينيك وفي المقابل تقوم أنت بالكذب وتقول له بأنك مستعد للتخلي عن أي شيء من أجل لحظة واحدة تقضيها معه .. تقول له بأنك مستعد للتضحية بروحك فداء له ، ستخبره بأنك مستعد للوقف في وجه الجميع من أجله .. تكذب وتكذب وتكذب وتقول له بأنك لا تستطيع العيش بدونه ، تقول له بأن حياتك زهيدة من أجل خاطره وتدعي بانك مستعد لكل أنواع العذاب ولكن لا تتخلى عنه أبداً أبداً !!

يصدق المسكين كل ما تقوله له .. يحبك حباً كبيراً يفوق حب أي شيء آخر في هذه الدنيا .. لا يتردد لحظة واحدة في التفريط بكل ما يملك من أجلك .. ربما يفرط في ماله أو أهله أو أخلاقه ومبادئه أو حتى عرضه فأنت تمثل له كل شيء في هذا الوجود وأنت الذي ستجعله يتنفس حبك إذا انتهى الهواء وأنت الذي ستبقى له إذا فقد أغلى ما يملك .. !!

تكون الضحية في هذه الفترة كالتفاحة الناضجة التي تنتظر القطف .. وستكون أنت الذي سيقطفها لأنك أنت الذي زرعتها .. وما أجملها من ثمرة فالمثل الشيطاني يقول : الثمرة المسروقة دائماً أحلى !!

تأتي إليه باكياً حزيناً ، تخبره عن الظروف الصعبة التي تمر بها ، تخبره عن العذاب الذي تلاقيه من أجله .. تحكي له عن الظروف والقدر وقسوة الحياة .. تخبره عن الفروقات الموجودة بينك وبينه .. تحاول أن تقنعه بالبعد .. وتقول له أنك لن تبتعد عنه فهو يسكن في قلبك بين أحشائك بين ناظرك ..
تقول له أنك فعلت كل ما كان بمقدورك ، تخبره أنك حاربت كل الدنيا ولكنك لا تستطيع أن تغير من القدر شيئاً .. ستقول له أنها إرادة الله ومشيئته في خلقه .. تدعي بأن الأمل قد مات وأن اللحظات الجميلة قد انتهت .. تقول له : لابد أن تكون قوياً لأن الضعف ليس من صفات المؤمنين ، تقول له : لابد أن ترضى بقضاء الله وقدره والانصياع لمشيئته لأن الظروف أقوى من أن تقدر عليها أنت أو يقدر عليها هو ..

تطلب منه أن لا ينساك لأنك لن تنساه ، تخبره أنك سوف تعود يوماً لتهنئه بعيد ميلاده أو تضع زهرة جميلة على صورته في يوم الحب .. ستؤكد له بأنك سوف تحتفظ بأسراره ولن تبوح بها لأحد .. ستقبله وتقول له بأنه الحب الأول والأخير .. ستقول له بأنه لولا الظروف والقدر لكان فعل المستحيل من أجلك .. تبكي أنت دموع التماسيح حتى يصدقك ويلتمس لك الأعذار بينما تتلذذ بسماع بكائه وتوسلاته وبعدها ترحل غير عابىء به فيتحطم قلبه ويموت الحب في داخله وتكون هذه هي النهاية !!