خريطة فلسطين·· على صدر محمود!!:


لو أخرسوا الألسنة·· سينطق الجلد


تحقيق: خورشيد حرفوش
سبحان الله··
رد فعل طبيعي عندما تقع عيناك على ما رأيت·· وحمة تشكل خريطة مقلوبة لدولة فلسطين على صدر طفل فلسطيني عمره سبع سنوات، فاذا ما وقف أمام المرآة بدت الخريطة بتعاريج حدود الدولة فلسطين·
الصدفة وحدها جمعتني بالطفل محمود جهاد عندما تبرعت شقيقته هبة بكامل مدخراتها لشراء لوحة فنية في معرض للفنون التشكيلية يخصص ريعه لصالح دعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ضمن فعاليات حملة لأجلك ياقدس التي نظمتها مؤسسة الامارات للاعلام في منتصف ابريل الماضي·
ولأنها لا تحب كثيرا الظهور في وسائل الاعلام، تكتمت الأم ولم تتحمس لإعطاء المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، مثلما أخفت طيلة السنوات السبع من عمر وليدها هذا الخبر عن وسائل الاعلام·
كررنا المحاولة·· ووافقت الأم على احضار محمود للتصوير، وحتى هذه اللحظة لم أكن متأكدا أو متصورا أن تكون الحالة بهذه الدقة وهذا الوضوح·

سمعنا، ورأينا وحمات كثيرة أشهرها التي تعلو جبين الرئيس السوفييتي السابق جورباتشوف·· أو تلك التي تأخذ شكل ثمرة الفراولة أو حبة الزبيب أو رسم حرف أو رقم أو أشبه بطائر أو غير ذلك من أشكال لكن هذا الشكل لم أره من قبل·
اختبار روشاخ

لا أخفي تفسيري المبدئي قبل مشاهدة الحالة، انها لا تزيد عن مجرد كونها انعكاسات لما يدور بدواخلنا من انفعالات ومشاعر تكمن في اللاوعي واللاشعور، وان كلا منا يرى الأمور من منظاره الداخلي الذي يرى به العالم من حوله، وهذه النظرية القديمة في مدارس التحليل النفسي تعرف باختبار روشاخ الشهير حيث توضع قطرة من الحبر على ورقة بيضاء، ونقوم بثنيها مرتين وكأنك تمهد لتقسيمها أربع قطع وتراعي أن تكون قطرة الحبر في المنتصف تماما مركز المربع، ثم تفتح الورقة وتلاحظ ان قطرة الحبر قد أخذت شكلا معينا، يختلف في قراءته وتشبيهه من يراه، فذاك يراه فراشة، وآخر يراه زهرة، وثالث يراه مسدسا وغير ذلك من التشبيهات، والصور التي يذهب أصحاب هذه المدرسة الى تفسير وتحليل الشخصيات من قراءاتهم لكثير من الصور التي تعرض عليهم بهذه الطريقة في محاولة غير مباشرة لاستنطاق ما بدواخلهم من تراكمات وانفعالات·
ظننت في البداية، ان انفعالات الأم ومشاعرها الصامتة المكبوتة والمرتبطة بحضن الوطن الأم فلسطين ومعاناتها ولوعتها ووحشتها للوطن، هي التي جعلتها تقرأ وترى الوحمة على صدر وليدها على انها خريطة الوطن الغائب، أو حنان الوطن المفقود·
دقة الخريطة

ما أن انكشف صدر الطفل البرىء الجميل محمود جهاد وهو يقاوم في خجل وحياء عن الوحمة التي تظهر على منتصف صدره مع الميل قليلا الى جهة اليسار حتى وجدت الخريطة المقلوبة لدولة فلسطين، وما ان وقف أمام المرآة إلا وكانت بالفعل خريطة الدولة الفلسطينية بحدودها المعروفة وتعرجاتها التي نعرفها من دراستنا المدرسية للجغرافيا العربية·
أم رامي·· والدة محمود تقيم في أبوظبي منذ أكثر من ثمانية عشر عاما، أنجبت خلالها ثلاثة أبناء وثلاث بنات غير محمود، هو صاحب الترتيب السادس بينهم تقول:
أنا كأم أعيش مأساة الشعب الفلسطيني بكل أبعادها، واي كلام عن الوطن لا يعكس ما بداخلنا، فقد زرت غزة في نهاية عام 1992 وعدت إلى أبوظبي، وسافرت ثانية عام 1994 قبيل حملي في محمود، وهذه كانت آخر زياراتي للأراضي المحتلة، وفي هذه الزيارة التي شهدت أحداثا كثيرة على الساحة الفلسطينية حاول جنود الاحتلال لدى هجومهم على بيتنا اعتقال ابن أختي بزعم انتمائه لصفوف المقاومة، وهجموا على البيت وتصديت لهم، وقام أحد جنود الاحتلال بضربي بمؤخرة البندقية الكلاشنكوف في كتفي، وأصيب شقيقي بطلقة نارية في ساقه، وكانت كلها ممارسات عدوانية تهدف إلى بث الرعب والخوف في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني وقمع حريته، لدرجة انهم كانوا يمنعون وقوف اي شخص في شرفات المنازل ظنا منهم انه يراقب الموقف صالح قوات المقاومة، وتكررت مرات الاعتداء على حرمات المنازل واعتقال الشباب بالقوة تحت اي ذريعة واطلاق القنابل المسيلة للدموع دون سبب، وفرض حظر التجول، والاعتداءات الوحشية المتكررة، وصور المضايقات والاذلال بهدف تركيع صمود الشعب الفلسطيني البطل·
وتضيف أم رامي قائلة: لم يسبق لأي من أبنائي وبناتي وان ظهرت في جسمه أية وحمة وكان الحمل طبيعيا رغم مرارة الفترة التي رافقت هذه المدة وما شهدتها من أحداث، وتم الحمل ووضعت طفلي محمود بتاريخ 25 مارس ،1995 وفاجأني الطبيب بمستشفى الكورنيش في أبوظبي حيث تمت عملية الولادة بعد عودتي من هذه الزيارة، بوجود الوحمة التي أثارت استغرابه كثيرا وأصبحت حديث كل من بقسم الولادة والمستشفى، الا انها كانت صغيرة عما هي عليه الآن·
وتقول أم رامي: رغم ان الأمر بسيط وفأل حسن، فانني سعدت وأسعد جدا بأن طفلي ولد وبه وحمة تحمل في شكلها خريطة الوطن الغالي فلسطين، وكثيرا ما أثار الأمر غرابة ودهشة الأهل والجيران والأصدقاء، وكل من يراها ينطق على الفور سبحان الله·· وما شاء الله·· هذا فأل جيد·· ان فلسطين دائما ستبقى في القلب·
ما هي الوحمة؟

الدكتورة ايمان خالد عيادة استشارية طب الاطفال والاستاذة المساعدة بجامعة القاهرة تقول: الوحمة من الناحية الطبية الفسيولوجية هي عبارة عن عيب خلقي في جلد الطفل ويولد بها وتتواجد في شكلين، الأول عبارة عن تجمع دموي في شعيرات الجلد الدقيقة أو النوع الثاني الذي يأخذ شكلا أكثر سمكا أو يكون ذات بروز بسيط عن سطح الجلد، ويتخذ ألوانا متفاوتة ما بين اللون الغامق القاتم أو الأحمر القاني أو المختلف قليلا عن درجة لون الجلد وقد تتخذ مساحات متفاوتة في الجسم أو الوجه، وأحيانا تأخذ نصف الوجه بالكامل، وان هذه التجمعات الدموية يمكن ازالتها بأشعة الليزر ان لم تكن ترتبط بأعراض عضوية أخرى، أو يخشى من النزيف الدموي، ومن ثم فإن النوع القابل للنزيف يفترض أن يتجنب الطفل الاصابة به حتى لا يتعرض للنزيف·
وتضيف الدكتورة ايمان خالد قائلة: ليس هناك أية أسباب طبية أو وراثية لمثل هذه الوحمات، وليس لها أية أضرار صحية أو مضاعفات، كما انها مجهولة السبب، حيث لا توجد أسباب واضحة ومحددة من الناحية الطبية في وجودها في المولود حتى الآن·
والوحمة أمر يرتبط بالثقافة العامة والأفكار السائدة والعادات والتقاليد، وكثيرا ما يتفاءل بها الناس، وهذا أمر مقبول اجتماعيا·
ربط معنوي

أما الدكتور عباس السادات: استشاري الطب الباطني وأمراض القلب بمستشفى السلامة في أبوظبي فيقول:
الوحمة عبارة عن تجمعات دموية أو هي عبارة عن تمدد في الأوعية الدوية الجلدية في أحد الأماكن في الجسم، أو انها تجمع دموي في جيب جلدي في أحد الأماكن، وتأخذ شكلا أغمق قليلا من لون الجلد، وقد يتخذ شكلها أشكالا ورموزا وصورا متعددة ليس لها علاقة بالأسباب غير المعروفة·
ويضيف الدكتور السادات: في حالة الطفل محمود جهاد فهي مجرد مصادفة طريفة أن تتكون هذه التجمعات لتكون شكلا مشابها لخريطة دولة فلسطين، وانما تجدر الاشارة الى الشحن العاطفي والوجداني لدى العرب وترسبات المشكلة والقضية الفلسطينية في عقولنا كعرب، وفي عقلنا الباطن، وما لمكانة فلسطين العزيزة من موقع محفور في كل القلوب العربية، وقد يكون هذا الشحن سببا مباشرا في الربط بين شكل الوحمة وخريطة دولة فلسطين، وهو ربط معنوي في المقام الأول وليس له علاقة أو مسببات علمية تبرره، وان كان هذا لا يمنع من اعتبار الصدفة البحتة من قبيل الفأل الحسن، ومن قبيل التحفيز المعنوي، والتعبير عن تلك المكانة في قلوبنا جميعا، ومن قبيل تحفيز الهمم وشحذها والتأكيد على ان فلسطين عائدة الينا·· فهي في قلوبنا وضمائرنا، ومما لاشك فيه ان ظهور الوحمة بهذه الصورة دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى، ولنا أن نتفاءل بها·

خوارق وارهاصات

ومن جانبه يقول الداعية الاسلامي الدكتور أحمد الكبيسي: ان لله سبحانه وتعالى بينات في كل زمان يتضعضع فيه المسلمون وتضعف قواهم ويفقدون الدليل ومصدر الخبر الصادق، وحينئذ يتولاهم الله سبحانه وتعالى بشكل مباشر كما جاء في الخبر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: لا تقوم الساعة حتى لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب وهذا يعني انهم في حال ضعفهم وانهزام حكوماتهم وقصور اعلامهم يوجههم الله سبحانه علا شأنه عن طريق الرؤى الصادقة·
والرؤى الصادقة هي البشرى التي قال الله تعالى فيها ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون·· الذين آمنوا وكانوا يتقون·· لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة· قالوا: يارسول الله·· البشرى في الآخرة هي الجنة، فما هي البشرى في الدنيا؟ فقال عليه الصلاة والسلام: هي الرؤيا الصالحة·· يراها المؤمن، وترى له·
ويضيف الدكتور الكبيسي قائلا:
نحن نعلم ان معركة بدر الكبرى قد سبقتها ارهاصات من هذا القبيل، وقرأنا في التاريخ القديم والمعاصر وشاهد بعضنا بأم عينيه بعضا من هذه الآيات، فهناك قلب خُلق مكتوبا عليه لفظ الجلالة (الله)، وهناك وجه طفل مكتوب عليه لا إله إلا الله وهناك شجرة مكتوب عليها أو على ورقها لا إله إلا الله محمد رسول الله وقد عرضت احدى الفضائيات العربية طفلا أشد دقة من الحاسب الآلي، ورأيت طفلا في الثالثة من عمره يحفظ القرآن كله، وهناك غير ذلك من الخوارق التي تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى المطلقة، وهذه الحالة ربما تكون من هذا القبيل، أو لعلها اشارة تؤكد ما عندنا من بشائر أخرى تتفق وما جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن فلسطين جميعها ستعود للمسلمين، وهذا لانشك فيه على الاطلاق ان شاء الله، فقد عاش الصليبيون في فلسطين واحتلوا المسجد الأقصى والقدس لمدة تزيد عن سبعين عاما ثم هيأ الله صلاح الدين فأخرجهم منها بعد ان أسقط جميع الحكام المتخاذلين أمام الصليبيين مثل حكام حمص وحلب ودمشق والموصل وكل الدويلات المتباغضة المتناحرة فقهر الصليبيين وحرر فلسطين والتفت حوله الأمة وقادهم إلى النصر·
فما أشبه اليوم بالبارحة، ومثل هذه العلامات أو الظواهر ان شاء الله تكون ارهاصات للنصر الذي ينتظره العرب والمسلمون·· ولا غرابة فيها·



منقول من جريده الإتحاد ..........وللاسف مش حاطين الصوره في موقعهم بس أنا شفتها في الجريده وما قول غير سبحانك ياالله