بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين،
اذا كان لديك ورقة او وثيقة مهمة، مثل ورقة قبولك بالجامعة، أو ورقة تحتاجها لوظيفة مهمة، او ورقة الايجار، أوأي ورقة مهمة فيها "مصيرك" و فيها "مصير" حياتك...
و قام فجأة ، أحد أخوتك، باتلاف هذه الورقة -دون قصد، و أشدد على كلمة دون قصد، كأن يوقع عليها مثلاً قهوة فتتلف.. أو كأن طارت منه بالهواء.. أو سقطت في الماء.. أو أي نوع من الاتلاف.. و لكن حادث و ليس مقصود - فكيف تتصرف؟
تقول له: فداك ،لا بأس، انتظر السنة القادمة حتى أتسجل من جديد في الجامعة؟؟
أو فداك... راحت علي الوظيفة.. و لكن لا بأس... الله يعوضني بخير منها..؟؟
أو .. أو ...
الخلاصة تسامحه و هذا لا يترك أثر فيك...؟ و تؤمن ان هذا من قضاء الله و قدره..؟ وقدر الله و ما شاء فعل...؟
أم تلـــومه..... و تقول له "خربت مستقبلي... مستقبلي ضاع بسببك... انت السبب..."؟؟؟
و كل ما تشوفه تصير تتذكر انه هو سبب "تعاستك" و هو الذي ضيع عليك فرصة عمرك؟؟؟
و هذا اخوك ... بسبب ورقة ... تخسر صداقته... لا بل تخسر اخوته بالله؟؟
هكذا وصانا رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم؟؟؟؟
هكذا كان يتصرف اتباع رسولنا و اصحابه الكرام؟؟
أهذا خُلُق القرآن الكريم؟؟؟
هنــا ما ذكرته من مثل... ورقة صغيرة... و كم شاهدنا من الناس و نشاهد... يختلفون و ينزع بينهم الشيطان.. بسبب أشياء تافهة....
ذلك يظن ان الورقة تقرر مصيره.. و تقرر مستقبله.. هذا ظنه
و لكن هل غفل عن "مصيره" مع أخوته في الله؟؟
ورقة صغيرة قد تفعل ما تفعل بين أخوين..............
فما بالكم لو كان الأمر أكبر من ورقة؟
ما بالكم لو ان ما ضــاع هو روح و ليس ورقة؟
ما بالكم ان ما "خسره" ذلك الانسان هو قرة عينه ؟
هلا تدبرنا قصة احد اهل بيت رسول الله الكرام - اعتقد انه جعفر الصادق رضي الله عنه- الذي خسر ولده... بسبب خادمه.. فالخادم وقع الماء الساخن على ابنه - بدون قصد بل بحادث- فذكره الخادم بالآية الكريمة: " و الكاظمين الغيظ.."
فقال له جعفر الصادق: كظمت غيظي...................
و للقصة بقية و هي انه عفى عنه و أطلقه......
الامر هنا مـــا كــان ورقة...
بل ابن ... و قرة عين.........
وبكلمات قليلة كظم غيظه... و عفى عنه
و" الله يحب المحسنين"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي قَوْله تَعَالَى " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَقْدِر عَلَى إِنْفَاذه مَلَأَ اللَّه جَوْفه أَمْنًا وَإِيمَانًا "
الروابط المفضلة