وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هـل يحـق للرجـل ضرب المرأه.....؟
هذا الرد سبق وأن رديت به على موضوع مشابه وساأورده هنا للإفادة ....
قال تعالى :
{واللاتي تَخافون نشوزَهُنَّ فَعِظُوهن واهْجُروهُنَّ في المضاجع واضْرِبُوهُنّ فإِن أَطعنَكُم
فلا تَبْغوا عَلَيْهِنّ سبيلاً إنّ الله كانَ عَلِياً كَبيرا}
[النساء الآية: 33].
أن المرأة التي أبيح ضربها في الأسلام هي المرأة الناشز المتمردة التي أهملت
زوجها وزادت في عنادها ولم تحفظ زوجها ولا بيتها ولا أولادها
ومقصرة تقصيراً تاماً وقد أطلقت لسانها على زوجها وبالغت في ايذائه ولم ينفع معها النصح
ولا التوجيه ولا التوبيخ ولا الهجر من زوجها .
فكان أخر رادع يمكن أن يعيدها الى رشدها هو الضرب (غير المبرح )
فهناك أشخاص لايمكن الكبح من جماح طغيانهم واستغلالهم الا بالقوة ..
ومن رحمة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بنساء أمته أنه أمر الرجل إن أضطر لضرب زوجته
بعد أن أعيته السبل أن لايكون الضرب مبرحاً
وكما ان هناك جرائم لاينفع معها الا إقامة الحد فهناك أنواع من البشر
لاينفع معهم الا القوة كالزوجة الناشز ..
ولايجوز للرجل ضرب زوجته أن لم يرى منها نشوزاً أو لمجرد إطفاء غيضه أو غضبه
لأنه من الظلم المحرم والظلم ظلمات يوم القيامة ...
قال الله تعالى:
(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
[الأحزاب:58]
فلابد أن نفرق بين من يضرب ليربي ومن يضرب لمجرد إشباع رغبة أو للإنتقام ...
:
:
وقد أباح الأسلام للزوج ضرب زوجته التي تنطبق عليها تلك الصفات ولكن بشروط :
1: أن لايكون الضرب بأداة قوية كالعصا بل
الضربِ بالسواك والمنديل الملفوف وماشابهها فهذا ماأيد الضرب به
رسولنا صلى الله عليه وسلم وصحبة الكرام رأفةً بالمرأة وخوفاً عليها
عن عطاء قال:
قلت لابن عباس رضي الله عنه : ما الضرب غير المبرح؟
قال: السواك، وشبهه يضربها به.
2: أن لايكون الضرب شاقاً وعلى أماكن لاتحتمل الضرب أويكره الضرب عليها كالوجه مثلاً
ورغم أن الله سبحانه وتعالى اباح ضرب المرأة الناشز الا أن ذلك ليس ترغيباً
للرجال في ضرب نسائهم بل للمحافظة على كيان الأسرة فكما أن الطلاق
هو الحل الأخير لبعض الزيجات ولكنه أبغض الحلال عند الله أيضاً
فكذلك الضرب لاييؤمر به الا في أضيق الحدود
فليس من خيار المسلمين من لم يملك نفسه عن ضرب أمرأته
جاء عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله إن النساء زبرن على أزواجهن
وساءت أخلاقهن معهم، فرخص النبي الكريم حينئذ للرجال في ضربهن فما مضت
مدة يسيرة حتى أتى النبي الكريم نساء كثيرة، كلهن يشتكين الضرب، فقام
الرسول الكريم خطيباً فقال:
لقد طاف بآل محمد نساء كثيرة، يشكون أزواجهن من الضرب،
وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم»
رواه أبو داود
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلاّ كريم، وما أهانهن إلاّ لئيم))
قال شريح -رحمه الله تعالى-:
رأيت رجالا يضربون نساءهم *** فشلَّت يميني حين أضرب زينبا
وزينب شمس والنساء كواكب *** إذا طلعت لـم تبق منهن كوكبا
:
:
:
وبيدك أنتِ أيتها الزوجة ان تكوني عزيزة ومرفعة عن الضرب والإهانة بإن تعرفي حدودك
وتحترمي زوجك وتذكري أنك تحت قوامته وهومن يشعرك بالأمان ويدافع عنك
وعن منزله بكل مايملك فلا تجبريه بعنادك وسلاطة لسانك
أن يحارب على جبهتين داخلية وخارجية
وبدل أن تحققي له الهدوء والإستقرار النفسي تساهمي مع الظروف المحيطة به
في الضغط عليه حتى يفقد أعصابه ويؤذيك وربما كان أهون عليه أن تكسر يده
قبل أن يمدها على حبيبته ورفيقة دربه ولكن أنتِ من أجبرته على ذلك ..
وهذا لايمنع ان هناك من الأزواج من اعتاد على أهانة المرأة وضربها لسبب ودون سبب
ولكنهم ولله الحمد قلة وشواذ عن القاعدة وليسوا هم النموذج الحقيقي للزوج المسلم
الذي يطبق قول رسولنا الحبيب في خطبة الوداع :
( ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً
غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن
ضرباً غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم علىنسائكم
حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون
ولايأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن
عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)
(سنن الترمذي).
أسأل الله ن يجعلنا وأياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
:
:
:
وعذراً للإطالة
:
:
الروابط المفضلة