بسم الله الرحمن الرحيم
تعارضت ردود الفعل حول ما أثاره ما سمي ببيان المثفقين السعوديين ، رداً على بيان المثقفين الأمريكيين الذين برروا حربهم الظالمة على الإسلام فيما سمي بالحرب على الإرهاب ،،
وأنا هنا لن أناقش الأفكار الواردة في الخطاب - والتي قد أبنت عن وجه نظري حيالها في منتدى موقع الإسلام اليوم والذي يشرف عليه فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة - ، وإنما أريد أن انبه إلى ما صاحب هذا البيان من ردود أفعال تبين ما نعيشه من خلط في المفاهيم والتصورات .
وسأسرد ما أراه هنا على شكل نقاط آملاً من الأخوة والأخوات القراءة الواعية والسؤال عما يشكل ،
أقول وبالله التوفيق :
1- يجب علينا أن نعلم بأن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمر الاجتهاد دائر بين الأجر والأجرين إن خلصت النية .
لنستصحب هذه القاعدة المهمة ثم لننظر إلى من أيد الخطاب جملة وتفصيلاً دون نظر فيه لكون فلان وفلان من الموقعين عليه . بل قادهم ذلك إلى أن يلمزوا من تكلم في البيان وإن كان على صواب . وهذا خطأ منهجي خطير قد حذرنا الله تعالى منه ، فنحن نعرض الأشخاص على الحق فإن وافقوه أخذنا بكلامهم وإن خالفوا رددنا عليهم قولهم مهما كانوا .
يعلم الله كم أكن للشيخ الفاضل الداعية سلمان بن فهد العودة ، ولطالما دعوت الله أن يكشف عنه المحنة في تلك الأيام الخوالي ، ولكني لا أفترض فيه ولا في غيره العصمة وعدم الخطأ ،
ولكن يجب علينا أن نحفظ كمال التوقير والاحترام لعلمائنا وإن خالفناهم في الرأي أو رأيناهم قد أخطأوا في بعض المسائل عن اجتهاد .
لقد قرأت في بعض المنتديات مقالاً مشحوناً استغربت أن يصدر من كاتبه الذي تابعت له مقالاته في ذلك المنتدى فوجدته فيها ذا قدم صدق في الأكثر ، أقول : جاء هذا الكاتب بخطاب مشحون العاطفة يعرض بالشيخ سلمان والشيخ سفر ، ويذكر بأنه كان ممن تربى على دروسهم وأفكارهم وقد صدم بالبيان وأحدث عنده بلبلة !!
نعم تكون تلك البلبة عند من تعلق بالأشخاص والذوات ، أما من تعلق بالحق وحده فلا يصدم بمثل هذه الأمور ، فإن الحي يخطئ ، بل لا تؤمن عليه الفتنة ، ويبقى نور الله تعالى وهديه هو الحق الذي لا محيد عنه .
لننظر إلى الصديق الذي قال : ( من كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) .
2- جاء هذا البيان وقد وقع عليه مائة وخمسون شخصاً ، ونرى أن الردود قد اقتصرت على محاصرة اليشخ سلمان وحده ، وكأنه هو وحده من وقع على هذا البيان .
نعم قد يكون الشيخ سلمان هو الذي تولى إعداده ، ولكن أفكار هذا البيان وصيغته قد خضعت لأفكار هؤلاء المائة والخمسين ، فمن الخطأ أن يرمى الشيخ وفقه الله وحده بسهام النقد والتجريح.
الروابط المفضلة