تقدر بمليارات الدولارات سنويا نظير الحصول على "شهادة كوشر"

لوس أنجلوس: الوطن
تلزم لجان حاخامات اليهود الأرثوذكس شركات الأغذية الأمريكية على دفع ضريبة سرية مخالفة للقوانين وذلك مقابل الترخيص لها وحصولها على شهادة "كوشر Kosher" اليهودية التي تكفل لها الحماية ضد المقاطعة. ويقدر حجم عائدات تلك الضريبة غير الشرعية بمليارات الدولارات والتي تم إنفاق جزء منها لدعم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ضد الفلسطينيين.


وذكرت مجلة "لا فوز دي أزتلان La Vos de Aztlan" أنها تتلقى عددا قليلا من الأخبار أسبوعيا من عدد من المشتركين والقراء (بعض تلك الرسائل يتم إلغاؤها فورا بينما يسترعي انتباهنا عدد قليل منها، في الأسبوع الماضي تلقينا بريدا إلكترونيا يستفسر فيما إذا كنا نعلم عن أهمية الحرفين "يو U" و"كيه K" الموجودين داخل دوائر صغيرة واللذين يتم طباعتهما في عدد من علب وعبوات المواد الغذائية وبعض منتجات المطبخ الأخرى. اقترحت علينا الرسالة التي تحمل بعض المعلومات الموثقة إجراء بحث حول الموضوع فماذا كانت النتيجة)؟.
بالطبع كانت معظم العبوات وعلب الأطعمة المنتجة بواسطة أكبر الشركات الأمريكية الموجودة في أسواق العالم، وغيرها لديها تحول أحد الحرفين U أو K أو علامات أخرى مماثلة. على سبيل المثال عبوات مياه الصحة، والغذاء وعبوات الساندويتشات الورقية والمنظفات وغيرها من المنتجات.
ولإجراء مزيد من التحقيق المجلة في اثنين من الشركات الكبرى جاء الرد على بعض التساؤلات. إحداهما تقوم بتسويق مواد غذائية، والأخرى للمنظفات التي تصنع أيضا عبوات الساندويتشات الورقية. طرحنا السؤال على مسؤولة في الشركة الأولى عن معنى حرف U الموجود في عبواتها طلبت منا الانتظار حتى تستشير رئيسها.
عادت وأخبرتهم أن تلك العلامة تعني أن المنتج يحمل شهادة "كوشر" وتعني (المباح في الشريعة اليهودية). ثم سألنا مرة أخرى كيفية منح تلك الشهادة والجهة المخولة بإصدارها وفيما إذا كانت تتكلف رسوما مالية. رفضت الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها واقترحت أن نتقدم بها خطيا إلى وزارة الشؤون العامة. ثم اتصلت المجلة على الشركة الثانية العاملة في مجال المنظفات وطرحت عليها نفس السؤال وأجابت ممثلة الشركة أن الحرف U يرمز لـ "كوشر" إلا أنها رفضت على الأسئلة المتعلقة بالمدفوعات التي تقوم بها الشركة حتى تستطيع طباعة ذلك الرمز الحرف على منتجاتها.
اتضح بعد ذلك أن كبرى شركات الأغذية في أمريكا تدفع فعليا ضريبة يهودية تقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويا حتى تتلقى الحماية. وتشمل هذه الضريبة الخفية مستهلكي المنتجات كافة من غير اليهود. كما أن الشركات ا لتي ترفض الانصياع ودفع الضريبة المقررة تتعرض للمقاطعة اليهودية. كما أن المستهلكين اليهود لا يقومون بشراء أي منتجات للمطبخ لا تحمل أيا من تلك العلامتين أو العلامات الأخرى المشابهة.
المفاجأة الكبرى التي تكشفت أن من يقفون وراء تلك العلامات هي مجالس الحاخامات اليهودية التي تم تأسيسها في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى. على سبيل المثال فإن أكبر تلك العمليات التي تقوم بجباية تلك الضرائب الإلزامية في أمريكا يديرها اتحاد مجالس حاخامات اليهود الأرثوذكس من مكاتبهم الرئيسية التي تقع في الشارع السابع بنيويورك. وهي الجهة الوحيدة التي تقوم بمنح ترخيص الرمز U حتى تستطيع الشركات حماية منتجاتها.
وتحقق الماكينة الجهنمية ذات التزييت الجيد ثروة ضخمة من الأموال تم استخدام بعضها بواسطة لجان حاخامات اليهود الأرثوذكس لدعم حكومة أرييل شارون الصهيونية في إسرائيل. كما يحوي موقع تلك اللجان موقع تلك الاتحادات والجماعات المؤيدة لإسرائيل ويقوم بشن حملات إعلامية مضادة للفلسطينيين.
وبدأت حماية "كوشر" حينما دخلت مجوعة من الحاخامات الأرثوذكس إلى إحدى الشركات لتحذير ملاكها أنه ما لم يتم ترخيص منتجهم بشهادة كوشر فإنهم سيواجهون مقاطعة من كافو اليهود المقيمين في الولايات المتحدة.
وبذلك تعرضت معظم شركات الأغذية أن لم يكن كلها لأكبر عملية ابتزاز بسبب الخوف الناجم من سيطرة اليهود على الإعلام والمقاطعة التي يمكن أن تؤدي بتلك الشركات في النهاية إلى الإفلاس. ومن ثم احتفظت شركات الأغذية بذلك السر وحجبته عن المستهلك العام فلم يعد يدري عن الرمز U أو حجم المبالغ التي تدفعها لحاخامات اليهود.
ويقدر أن اتحاد لجان اليهود الأرثوذكس التي تدير الرمز U تتحكم في 85% من أعمال شهادة "كوشر" وتوظف في الوقت الراهن حوالي 1200 موظف من وكالات حاخامات اليهود المنتشرة في أنحاء الولايات المتحدة. ووجدت شركات الأغذية نفسها مرغمة على استخدام الرمز U ودفع رسوم منفصلة في كل مرة يقوم فيها فريق الحاخامات باختبار عمليات الشركة. كما ألزمت بعض الشركات الأغذية ذات المبيعات الضخمة بتعيين بعض الحاخامات بدوام كامل.
ويعتبر حجم الأموال التي يدفعها المستهلك غير اليهودي لشركات الأغذية والتي تذهب كضريبة خفية لليهود، غير معروف إلا أنه يقدر بمليارات الدولارات. وكتب اليهود الذين يملكون "وول ستريت جورنال" حول هذه المشكلة قبل عدة سنوات، إلا أنهم توقفوا بعد ذلك عن الكتابة في هذا الموضوع.
إن الوعي الشعبي هو الذي سيساعد في النهاية على وقف هذا الغش المالي والابتزاز الذي يمارس على المستهلك الأمريكي من دون علمه. وربما يؤدي إلى إفشال المقاطعة لكافة المنتجات التي تحمل علامات الحماية اليهودية الأخرى.
والسؤال المطروح الآن هل يوجد محامون أذكياء يستطيعون إقامة دعوى ضد لجان اليهود الأرثوذكس للمطالبة باسترداد تلك الأموال كافة التي دفعها المستهلكون غير اليهود بصورة اتسمت بالغش والاحتيال؟