الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
وأزكي صلوات الله وتسليماته على رحمة الله للعالمين
وحجته على الناس أجمعين .. سيدنا وأمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمد .. وعلى آله وصحبه.. الذين آمنوا به وعذروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون، ورضي الله عمن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين.
أما بعد
فحديثي إليكم أيها الإخوة عن القدس
القدس .. أرض النبوات والبركات والمقدسات .. أرض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله .. أرض الإسراء والمعراج.
هذه أيام القدس أو هذا يوم القدس و ينبغي أن تكون كلُ أيامنا أياماً للقدس لا ينبغي أن يكون للقدسِ يومُ أو أكثر من يوم في العام ثم تُنسى القدس .. بل القدس يجب أن تكون دائماً حاضرةً في وعينا في بؤرة شعورنا.. نُحس بها .. نشعر بما تعاني من آلام .. نحس بما يعاني أهلُها .
القدس هي رمز القضية الفلسطينية يجبُ على أمةِ الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها أن تجعل القدس أكبرَ همِها .. أن تجعل القدس محورَ تفكيرها.. أن يفكر الإنسان في القدس إذا أكل وإذا شرب وإذا استيقظ وإذا نام هذه القضية الخطيرة .. قضية الأمة الإسلامية الأولى، القضية المحورية القضية المركزية قضية فلسطين.
والقدس رمزُها والقدس قلبُها والقدس رأسُها.
يجب على الأمة الإسلامية من جاكرتا إلى الرباط إلى موريتانيا من المحيط الهادي إلى المحيط الأطلسي، الأمة الإسلامية بعربها وعجمها، بأهل الشرق وأهل الغرب بأهل آسيا وأهل أفريقيا، بمن يعيش في أوروبا وفي أمريكا وفي القارات الست الأقليات الإسلامية حيث ما ارتفعت المآذن تُعلن الله أكبر الله أكبر حي على الصلاة على الفلاح أشهد ألا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله.. حيث ارتفعت المآذن بالتهليل والتكبير والتسبيح والحي على .. على المسلمين في كل مكان أن يُعنوا بأمر القدس أن يهيئوا لها الرجال
((القدس تنتظر رجالها))
الرجال الذين يضحون بالنفس والنفيس وبالغالي والرخيص في سبيل الله وفي سبيل تحرير القدس.
إذا كان اليهود الذين هم أحرص الناس على حياة جاءوا من الشرق والغرب وجاءوا من أمريكا وجاءوا من روسيا وجاءوا من بلاد العرب وجاءوا من الحبشة وجاءوا من هنا وهناك لكي يقيموا دولة إسرائيل شوكة في قلب بلاد العرب والإسلام.
أفلا يليق بالمسلمين الذين جادوا بأرواحهم لله الذين اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة .. لقد اشترى الله وباعوا .. أفلا يجدر منهم أن يُسلموا الصفقة التي اشتراها الله تعالى منهم ليتسلموا بَدَلها ومقابلها وهو جنة عرضها السموات والأرض إن الله اشترى منا أنفساً هو الذي خلقها وأموالا هو الذي رزقها أرأيتم أحداُ يشترى ملكه .. الله يشترى منا ما يملك .. ثم يغلي في الثمن يعطينا جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
يا أيها الإخوة المسلمون في كل مكان " للقدس ديْنٌ في رقابكم ديْنٌ عليكم" أن تحرروها أن تحرروا المسجد الأقصى من الأسر من أسر القبضة الصهيونية التي تفعل كل يوم ما تفعل .. تحفر تحت القدس، تحاول أن تخرب هذا المسجد المبارك لتبني على أنقاضه هيكلهم المزعوم!! وإذا لم تصحو الأمة الإسلامية ولم تتيقظ الأمة الإسلامية .. قد نصحوا يوما نستيقظ يوماً فنجد القدس قد انهار لا نستبعد شيئا. كان العرب والمسلمون قديما حينما يقال أن اليهود يريدون أن يقيموا دولة في فلسطين.. كانوا يستبعدون ذلك .!!! كيف يقيمون دولة!!
ولكنهم أقاموا دولة ودولة تركل الجبهات من حولها وتصفع هذه الجبهات وتفرض وجودها وتملى إرادتها وتملى شروطها والآن نراها تتوسع .. لا تكتفي بما حصلت عليه إنها تقول إن ملك إسرائيل من الفرات إلى النيل ومن الأرز إلى النخيل .. من الفرات في العراق إلى النيل في مصر ومن الأرز في لبنان إلى النخيل في المملكة السعودية .
هذه هي الدولة التي لا تقنع بشيء ولا تشبع بشيء هي كجهنم كلما يقال لها هل إمتئلت تقول هل من مزيد لا يُقنعها إلا أن تبتلعِ بلادنا كُلها وتفرض علينا إرادتها لنخنع لها ، هي الآن تحاصر الفلسطينيين ، تجوع الفلسطينيين، تحرمهم من حق العمل تحرمهم من كل شيء .. ليركعوا لها .. لينحنوا أمامها ليطأطؤا لها الظهور ليحنوا لها الرؤوس، وقد رفض الإخوة الفلسطينيون ببطولتهم وتضحياتهم وبسالتهم وإيمانهم بالله وإيمانهم بأنهم أصحاب الحق رفضوا الذل رفضوا الخنوع رفضوا الركوع وقبلوا الحصار والجوع
والواجب علينا نحن في كل مكان أن نرفض الجوع ونرفض الركوع .. لا يجوز لنا أن نأكل ملء أفواهنا .. ليس من الإسلام أيها المسلم أن تأكل ملء بطنك وتنام ملء جفنك وتضحك ملء سنك وتجمع على مائدتك ما لذ وطاب من الطعام والشراب وإخوانك يعانون الجوع لا يكادون يجدون رغيف الخبز .. هذا حرام .. لابد أن نعمل وأن نبذل لإخواننا .
ولهذا أنا دعوت لتعجيل الزكاة .. جواز مشروعية تعجيل الزكاة. الزكاة يجوز تعجيلها لمثل هذا يجوز أنك تعجل الزكاة سنة قبل أوانها لتبعث إلى إخوانك تحاول فك الحصار عنهم .. يجوز أن تعطيهم من الزكاة وأن تعطيهم من الصدقات التطوعية، وأن تعطيهم من مال ريع الأوقاف إذا كان، وأن تعطيهم من وصية الموتي، وأن تعطيهم من المال الذي فيه شبهه أو المال الذي فيه خبث أموال البنوك فوائد البنوك أي مال تجد فيه شبهه فيه حرمه تخلص منه وأعطه لإخوانك هؤلاء.
وأنا أنادي في هذه السنة أن نجمع زكاة الفطر في أنحاء العالم الإسلامي ومن المسلمين في كل مكان لنعطيها لإخوتنا في فلسطين.
المسلمون يحرصون دائما على زكاة الفطر .. هناك أناس من المسلمين لا يحرصون على زكاة المال ولكن 90% من المسلمين يحرصون على زكاة الفطر حتى يقبل الله منهم صيام رمضان ويحكون في هذا حديثاً وإن يكن غير صحيح (( صوم رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر)) .. فهم يحرصون على أداء زكاة الفطر نستغل هذا إن المسلمين مليار ونصف مليار في العالم افرض إن فيه نصف مليار مش حيقدر يدفع أو ناس فقراء يدفعون بعضهم لبعض فيه مليار فيه ألف مليون مسلم في أنحاء العالم يدفعون زكاة الفطر
اللى بيدفع اربع دولارات واللى خمس دولارات واللى ثلاثة دولارات أو دولارين افرض حتى دولارين في المتوسط الف مليون ندفع اثنين نجيب 2 مليار دولار في عيد الفطر نجمع 2 مليار ونعطيهم لإخواننا .. انته إذا أديت للفقير اللي جنبك مش حتحل مشكلته بالصاع ولا الصاعين .. أنما إذا جمعنا مليار دولار .. وأجزنا طبعا إن زكاة الفطر تؤخذ نقدا كما هو رأي الإمام عمر بن عبد العزيز والإمام أبي حنيفة وأصحاب أبي حنيفة وهو الذي يفتي به العلماء ورجحه شيخ الإسلام ابن تيمه وغيره، إننا نأخذ القيمة والواجب يجعلنا الآن نأخذ القيمة والواقع يفرض علينا أن نأخذ القيمة لنرسل بها لإخواننا من أنحاء العالم من آسيا وإفريقيا وأوربا وأمريكا
من المسلمين من الأقليات الإسلامية في كل مكان ندفع لهم زكاة الفطر نحاول هذا.
صحيح أمريكا وعملاء أمريكا والمستجيبون لأوامر أمريكا سيحولون بيننا وبين هذا .
ولكن نستطيع أن نتغلب على العقبات المهم أن نجمع هذا لحساب إخوتنا .. إخوتنا في القدس إخوتنا في فلسطين إخوتنا في أرض النبوات ينبغي ألا نغفل عنهم ، ونثق أن النصر آت لا ريب فيه ولكن كل شيء بأجل مسمى إن الله سبحانه وتعالي قد وعد بنصر المؤمنين " وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" النصر آت لكن يجب أن نظل مرابطين صابرين مصابرين.
وقد جاء في مسند الإمام أحمد وفي معجم الطبراني عن أبي أمامه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء " يعني من أذى ومتاعب في الطريق لن يضروكم إلا أذى " إلا ما أصابهم من لأواء لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون قالوا وأين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
هؤلاء المرابطون القائمون على الحق الظاهرون عليه الذين ستقوم الساعة وهم ظاهرون إن شاء الله ينبغي أن نكون بجوارهم أن نشد أزرهم أن نسند ظهرهم أن نؤيدهم أن نأخذ بأيديهم أن تكون قلوبنا معهم وألسنتنا معهم .
أقل ما في الأمر أن ندعو لهم في صلواتنا في خلواتنا في أسحارنا خصوصا إذا أفطرنا .. فعند الفطر للصائم عند فطره دعوة لا ترد خصوصا إذا قمنا بالليل ساعة السحر خصوصا في العشر الأواخر ندعوا لإخواننا أقل ما نفعله إننا نقول يارب انصرهم وهذا الدعاء سلاح في المعركة إن شاء الله
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينصر إخوتنا في القدس وفي فلسطين وفي كل مكان من أرض الإسلام نسأل الله أن ينصر المستضعفين وأن ينصر المجاهدين وأن يؤيد الممتحين والمتطهدين وان يأخذ الظالمين أخذا أليماً شديداً
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين اللهم آمين
وصلى اللهم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
وسلام الله عليكم أيها الإخوة حول القدس ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس
سلام الله عليكم ورحمة وبركاته
وأيدكم الله بروح من لدنه
* كلمة فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في فعاليات اليوم الأول لنشاط يوم القدس الرابع*
رد مع الاستدلال
كتبت بواسطة دودي وبس
الروابط المفضلة