بسم الله الرحمن الرحيم
في بعض الأحيان قد يختلف اثنان حول أمر
ما من الأمور التي تخص الدعوة والعمل الدعوي
فنجد أنهما بعد اختلافهما يترك كل واحد منهما الآخر
بل قد يترك بعضهم الدعوة إلى الله بسبب هذا الخلاف
إن هناك مسائل لايسوغ فيها الاختلاف فقد حكم فيها
شرع الله وعلينا التسليم بذلك..لكن عندما يكون الخلاف
حول طريقة ما أو وسيلة من الوسائل فيرى أحدهم أن هذه
الوسيلة غير مجدية للدعوة بينما يرى الآخر أنها وسيلة
ممتازة ونافعة ..فإن هذا لا يعتبر مسوغا للتشاحن
والبغضاء وترك الدعوة الى الله بل لكل اجتهاده
في هذا فإذا رأى أنها غير مجدية فليس بملزم بالعمل بها
فعنده مجالات أخرى يستطيع العمل من خلالها..
ويبقى الود والمحبة بينهم دون أن يعكر صفوها خلاف بسيط..
لقد اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قبل في بعض الأمور بل حتى في بعض الأحكام
ومع ذلك كانوا يدا واحدة ولم يحمل أحد منهم على أحد غلا
أو حقدا ..بل لم يترك أحد منهم العمل لهذا الدين..
إن الخلاف وارد ولكن البغضاء والشحناء تؤخر
نجاح بعض الأعمال ..وإذا انشغل الدعاة بالبغضاء والشحناء
والحقد على بعضهم البعض فإن العمل الدعوي ولا شك سيبدأ
بالهبوط والتأخر لمراحل ..لذا فالواجب علينا أن تتسع صدورونا للخلاف
وتقبل الرأي الآخر مادام أنه في حدود شرع الله..وأن يشد
بعضنا من أزر بعض وننصح لبعضنا البعض وتبقى المحبة
والود والتفاهم والتعاون حتى نقفز بالعمل الدعوى لدرجات أعلى وأعلى..
الروابط المفضلة