يقول احدهم هذا القصة الطريفة التي توحي بشح أنفسنا وقلة إنفاقنا لهذا الدين فقال : جلست يوماً في صالة أحد الفنادق في الرياض فإذا الذي بجواره رجل وافد إلى هذه البلاد ... وأخذت العواطف تتقلب في صدري : لماذا لا أدعوه إلى الإسلام وأحدثه عن الإسلام؟ حتى أقنعت نفسي بمشقة وحادثته بعد طول تردد ، فإذا به مسلم حديثاً ..
وأخذ الحديث يتشعب ذات اليمين وذات الشمال حتى قال لي : أنا أقوم ببناء مسجد في بلدتي وما زال في بدايته وذكر لي عدد المسلمين في قريته ، وأن هذا هو المسجد الوحيد في المنطقة كلها وأسهب في الحديث عن المسجد وفرحه به . قال محدثي : أخذني الحماس وتحركت مشاعر الخير عندي فأدخلت يدي في جيبي وأخرجت من محفظة نقودي ورقة نقدية ، فإذا بها من فئة الخمسمائة ريال ، لما رأيت بريقها أركض الشيطان عليّ بخيله ورجله وقال : يا رجل لا تكن أبله ، قد يكون كاذباً ، وقد لا يوجد مسجداً أصلاً ، دع العواطف السريعة وأعد دراهمك إلى مكانها . قال محدثي : ولكن الرجل قد رأى المبلغ فخجلت أن أعيده واستحييت أن أرجعه وقلت له : هذه مشاركة مني في بناء المسجد ، قال وهو يشير بيده ويبعدها عني : لا ، لا أريد أي مبلغ لهذا المسجد فأنا أستقطع من راتبي كل شهر لبناء هذا المسجد ، ولا أريد أن يشاركني فيه أحد . أني أريد به بيتاً في الجنة .
أعدت مبلغي وأنا أحاسب نفسي ألهذا الحد نحن نائمون وغافلون ، كيف سنحمل الإسلام ونحن هكذا قلوبنا وعواطفنا واستجابتنا . ولا يزال البعض بخيلاً بالفكرة شحيحاً بالمال ... ولا تعرف مكاتب الجاليات أنه ساهم في دعمها ولو بريال واحد ... فلا تكن أيها القاريء منهم ..
الروابط المفضلة