إنهــــــــــا القصـــــــــــة ,,
التي تمتــــــــــــد بين دفتــــــــــــــــي ,,,
سعادةٍ و شقاء ,,
صحةٍ و اعتلال ,,
صعودٍ و هبوط ,,
اشتعالٍ و سكون ,,
وبــيــــــــن !!ميــــــــــــلادٍ و نهــــــــــــايــــــــــة ,,
نــــــعــــــــم ,
فلكلِ بدايةٍ نهاية ,,
ولكلِ نفسٍ أجل ,,
وبين فصول هذه القصة المتقلبة ,
نحتاج إلى عظيم كي يذلل لنا الصعب !!
نحتاج إلى الإيمان الصادق بالله , ليذلل لنا صعوبة الحياة ,,
ولصهر هذه الصعوبة , حين تبلغُ ذروتها ويشتدُّ الأمر ,,
ما علينا سوى,,
اللـــــــــــحاق بالســــــــــفــــــــــينة والركوب على ظهرها ,,
إنها تلك السفينة !!
كسفينة نوحٍ عليه السلام , حين ركبها للنجاة من خضم الموج المتلاطم ,,
( وهي تجري بهم في موجٍ كالجبال ..)
إنها السفينة الفاصلة بين ,,,
الحق والباطل
والفوز والخسران !!
( ونادى نوحٌ ابنه وكان في معزل يابني اركب معنا ولاتكن مع الكافرين ..)
تعالوا بنا جميعاً نُسارع لنلحق بتلك السفينة ,,
قبل أن يدركنا الموج فنغرق من حيث لا نحتسب !!
( قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء * قال لاعاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم * وحال بينهما الموج فكان من المغرقين )
فالزم يديك بحبل الله معتصماً **** فإنه الركنُ إن خانتكَ أركانُ
لا نبالي بمن سفَّه آمالنا في النجاة ,
( ويصنعُ الفلكَ وكلما مرَّ عليه ملأٌ من قومه سخروا منه * قال إن تسخروا منا فإنا نسخرُ منكم كما تسخرون )
فهما طريـقــــــــان أمــــــــــامـــــكَ لتختار ,,
إما النجاة وإما الغرق ؟!!!
( ما جعل الله لرجلٍ من قلبينِ في جوفه ..)
أنتَ تعلمُ الهدف جيداً من وجودك , بينما هناك غيرك من يجهله !!
فالبون شاسع بين من يعلم ,,
( وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون )
وبين قول قائلهم ,,
جئتُ لا أعلم من أين ولكني أتيت *** ولقد أبصرتُ طريقاً قُدَّامي فمشيت !!!
الطريق أمامك واضحة بيِّنة ,,
سِـــــــــــــر على نهجهم واقتفي الأثر,,
( أولئكَ الذين هدى الله فبِهُداهُم اقتده ..)
إنهم الأنبياء والرسل والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ,
قال عليه الصلاة والسلام ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم )
إيـــــــــــــَّـــــاكَ إيــــــــــــــَّـــاكَ ,,
وأن تستبدل هذه النجوم الساطعة بنجوم اليوم الكاذبة !!
نعـــــــــــــم ,,
لأن النجم زينة السماء وهادي الحيارى إلى دروب النجاة ,
أما هؤلاء فلا يهتدون طريقاً فضلاً عن هداية غيرهم ,
بل لو فعلو لكانت هدايتهم إلى ضلال ,,
لا يغُرُّكَ قلة السالكين ولا كثرة الهالكين !!
عليكَ نفســـــك
كُن أنتَ أنت ,
لاتتقمص دور غيرك ,
فوضع الندى في موضع السيف بالعُلا *** مُضِرٌ كوضعِ السيف في موضعِ الندى ,,
ارسم طريقةً خاصةً بك , وليكن شعارك ,,
يــــــــا الله
ليتكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ *** وليتكَ ترضى والأنامُ غضابُ
وليتَ الذي بيني وبينكَ عامرٌ** وبيني وبين العالمينَ خرابُ
إذا صحَّ منكَ الوِدُّ فالكل هيِّن ** فكلُّ الذي فوق الترابِ تُرابُ
لا تتردد , ولا تُسَوِّف ,,
اطرح ليتَا وسوفا ولعلَ *** وامضِ كالسيفِ على كفِّ البطل ..
امضِ في ثبات , وتذكَّر أن السفينة لابد وأن ترسوا يوماً ,,
( واتقوا يوماً تُرجعونَ فيه إلى الله ثم توفَّى كلُّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يُظلمون )
هبِ الدنيا تصيرُ إليكَ عفواً *** أليسَ مصيرُ ذلك للزوالِ ؟!
لاتَخَف من قوةِ الموجِ أحياناً وحِدَّتِه ,,
فالأيامُ دُوَل ,,,,,
( إن يمسسكم قرحٌ فقد مسَّ القومَ قرحٌ مثله , وتلك الأيامُ نُداولها بين الناس ...)
فيومٌ يُغيثُ الناس من مُزنِ كفةِ *** ويومٌ يصيبُ الموتَ والجيشُ جحفلُ ,,
( ولاتَهِنُوا ولا تَحزَنُوا وأنتمُ الأَعلَونَ إن كنتم مؤمنين )
كُن صاحب ثوابت وقواعد لا تزعزعها قوة الأعاصير مهما بلغت ,,
( ... فأمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفَاءً , وأما ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض ..)
قد يكون الثبات صعباً والموجُ عاتياً ,,
ولكن !!
هو الامتحان الكاشف بين صدق الحقيقة وزيفِ الباطل ,
حتى يميز الخبيث من الطَّيِّب ,,
لولا المشقَّة ساد الناس كلهم *** الجودُ يُفقِرُ والإِقدامُ قَتَّالُ ,,
الأمر يحتاج منكَ إلى مُجاهدة ومُصابرة ,,
( والذين جاهدوا فينا لَنَهدينَّهم سُبُلَنا ..)
لا تتقهقر أبداً إلى الوراء ,
انظر إلى السحابِ دوماً وتجاهل التراب ,,
انجُ بنفسك , والحق بركب السفينة ,,
قبل أن تمضي فلا تهتدي إليها سبيلاً ,,
أختكم الراجية عفو ربها ,
مزون البحر ,,
الروابط المفضلة