انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 2 12 الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 13

الموضوع: فتاة مروحين الصغيرة ومطحنة الموت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الردود
    32
    الجنس

    فتاة مروحين الصغيرة ومطحنة الموت

    "الصغيرة ملقاة على التراب، لم تلعب حتى ينهكها التعب. استراحت رغما عن أرادتها. لم تعبأ أن أمها أو اكبر أخواتها ستنهرها لأنها وسخت ثيابها، وان عليها قبل أن ترتدي أخرى نظيفة أن تستحم، بعدها ستبدو مختلفة بشعرها القصير المجعد. لم تعبأ بكل ما قد يقال لها أو عنها. بعد أن تستحم ستشم أمها رائحتها، رائحة طفولة ممزوجة برائحة صابون وشامبو معطر. كانت الصغيرة ملقاة إلى جانب الطريق. ترتدي ثياب البيت، لقد أخذها ذووها على عجل. لم يكن هناك متسع من الوقت لترتدي غير بيجامتها وقميصها القطني الملون، نفس الثياب التي تعودت أن تمضي بها ساعات النهار، قبل أن يأتي المساء، فترتدي ثيابا اكثر خفة تتلاءم مع نسيم الليل وحرارة الصيف. كل ما جرى جرى بسرعة خاطفة. ارتفعت الصرخة من الأب إلى الأم وانتقل التيار الكهربائي إلى الأطفال.

    ما جرى جرى بلمح البصر. لا وقت لتغيير الثياب او استبدال بعضها على الأقل. كأن طوفانا قاتلا يزحف على العائلة. لم يكن الليل السابق ليلا كما الليالي السابقة. لم تدرك الصغيرة ما يجري تماما حولها، لم تدر ان الحرب هي الحرب، ولها لغتها المختلفة. كل ما كانت تسمعه عبارة عن أصوات قريبة وبعيدة. دوي ودوي بعضه في الأودية وبعضه الآخر على أطراف البيوت المتفرقة في القرية. عندما كانت تحدق في وجوه الأب والام والاخوة الكبار كانت ترتعد. كل ما حولها يشي بان امرا كبيرا سيحدث. أمر لا تعرف له تفسيرا. ليس في قاموس الكلمات والمفردات التي تتواصل معها ما يعبر عما تشعر به، عما يعيشه من هم حولها. كانت تبكي وتبكي كلما أدركت ان القصف الذي تسمعه اكبر من طاقتها ومن معها على الاحتمال. دارت الأمور على عجل، لم تكن تدري ما يدور بدقة، لكنها كانت تدرك أن ما يجري أمر غير مألوف، ويختلف عما تعودته. كان عليها أن تكون جاهزة في غضون لحظات لا اكثر ولا اقل.

    لم تحمل معها لعبة ولم تلتفت إلى فستانها الذي ترتديه كلما قرر الأهل اصطحابها في زيارة. كان الصخب اكبر من ان تتسع أذناها له. صخب يتجاوز منزلهم العائلي، صخب يلف البيوت القريبة والبعيدة لرفيقاتها أيضا. لم تفكر، تلكأت بعض الشيء، ثم تركت للأب أن يمسكها بيده ويندفع بها الى الخارج. لم يكن لديها متسع من الوقت لتعترض او تبدي سؤالا. كل ما فعلته لم يكن اكثر من ان تلقي نظرة وداع صغيرة على بعض ألعابها وموجوداتها القليلة.

    عندما خرجت من البيت متأبطة يد أبيها كان أهالي القرية، الأهالي كلهم كبارا وصغارا، يخرجون من المنازل، بعد ان تبلغوا الإنذار، إنذار بالإخلاء وفورا. لم تكن تدري زينب او دعاء او آمنة إنها للمرة الأخيرة ستكون بين مثل هذا الحشد. عندما ادار الوالد محرك السيارة اهتز الهيكل، بينما كان صندوق السيارة يرتجف. حجم الفتاة الصغير ضاع بين أجساد الاخوة والأقارب الذين تكدسوا في الصندوق الحديدي. شعرت باطمئنان نسبي بينما كانت السيارة تبتعد عن البيت في مروحين و.. يرفع جندي الامم المتحدة يديه معلنا الرفض، رفض لجوء العائلة ومن انضم اليها الى المقر الدولي. العلم الازرق يخفق دون ان يرتجف، الخارطة العالمية بما فيها من دول تنتمي الى العالم الاول او العاشر لا يرف لها جفن. يجزم الجندي بكلمة او كلمات عربية فرنسية بان لا مكان هنا. يقول ممنوع ولا مجال للنقاش، يأمر السائق بالابتعاد. يحاول الأب، الأخ، الابن أن يشرح ما يجري. توقف ولو لبعض الوقت ريثما يتوقف حجر مطحنة الموت عن دورانه.

    قانا.. قانا في البال.

    قانا بما هي أجساد ممزقة أمام العينين: عيني الجندي وعيون النازحين. لكن قائد السيارة لا يستطيع المتابعة، فيما الدوي، دوي المدافع وهدير الطائرات المروحية يصمان الأذان. إنذار وراءه وإنذارات أمامه. يرتبك السائق. يرجع إلى البيت أم يتابع. الموت من أمامك والموت من ورائك وفوقك وتحتك، وأنت وحيد الطرقات الموحشة المزروعة برعب النهايات القريبة. يقرر المتابعة."البيك آب" الصغير يئن بحمولته من الأعمار المتفاوتة. الطريق ملتوية بين بلدتي يارين والجبين. لكن قوس نصر صور الروماني ما زال بعيدا عن مرمى النظر. المثلث اقرب ويقود إلى شمع ومنها إلى... الطائرات المروحية تراقب الأرض. ترصد الطرقات. الصغيرة ترفع رأسها بين الحشد، تراها ولا تكترث. هي تعلم أنها تملك قذائف وصواريخ موجهة ورشاشات. لا تبالي الصغيرة، الكبار أيضا، الشاحنة لا تنقل صواريخ، الرؤوس واضحة وكذلك الأجساد. أحدهم يلاحق المروحية بنظراته يراها تطلق صاروخها، لا يعيرها اهتماما. دوي أول وانفجار ثان.. لحظات وتتمزق الأجساد، تتفحم، تتشظى، تتناثر.

    الصغيرة تحلق بعيدا عن الآخرين، تريد أن تحافظ على جسدها الصغير، أن يتمزق، أن يتشوه، أن يتلوث قميصها بدمها. تهبط على جانب الطريق، تلقي بوجهها نحو التراب. لا تريد أن ترى اخوتها ورفيقاتها ورفاقها على ما هم عليه.. لا تدري ما يجري، فقط تغمض عينيها وتموت كأنها تحلم بطائرة ورقية تمسك يدها الصغيرة بخيط حركتها في سماء زرقاء كالحبر.




    مروى العبدالله الناجية الوحيدة من مجزرة مروحين والتي ذهب ضحيتها 25 شهيدا

    وللعلم ان بلدة مروحين الجنوبية جميع سكانها من أهل السنة والجماعة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    عمان-الأردن
    الردود
    719
    الجنس
    أنثى
    والله قطعتيلي قلبي وكأني أنا اللي كنت هناك، الله يكون بعونا لأنو هذا الكاس اللي شربوا منه اللبنانيين رح يلف علينا كلنا وما حدا يفكر إنو بعيد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الموقع
    كندا ,تورنتوا
    الردود
    7,273
    الجنس
    أنثى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اختي الكريمه جزاك الله كل خير

    قانا.. قانا في البال.

    قانا بما هي أجساد ممزقة أمام العينين: عيني الجندي وعيون النازحين. لكن قائد السيارة لا يستطيع المتابعة، فيما الدوي، دوي المدافع وهدير الطائرات المروحية يصمان الأذان. إنذار وراءه وإنذارات أمامه. يرتبك السائق. يرجع إلى البيت أم يتابع. الموت من أمامك والموت من ورائك وفوقك وتحتك، وأنت وحيد الطرقات الموحشة المزروعة برعب النهايات القريبة. يقرر المتابعة."البيك آب" الصغير يئن بحمولته من الأعمار المتفاوتة. الطريق ملتوية بين بلدتي يارين والجبين. لكن قوس نصر صور الروماني ما زال بعيدا عن مرمى النظر. المثلث اقرب ويقود إلى شمع ومنها إلى... الطائرات المروحية تراقب الأرض. ترصد الطرقات. الصغيرة ترفع رأسها بين الحشد، تراها ولا تكترث. هي تعلم أنها تملك قذائف وصواريخ موجهة ورشاشات. لا تبالي الصغيرة، الكبار أيضا، الشاحنة لا تنقل صواريخ، الرؤوس واضحة وكذلك الأجساد. أحدهم يلاحق المروحية بنظراته يراها تطلق صاروخها، لا يعيرها اهتماما. دوي أول وانفجار ثان.. لحظات وتتمزق الأجساد، تتفحم، تتشظى، تتناثر.

    الصغيرة تحلق بعيدا عن الآخرين، تريد أن تحافظ على جسدها الصغير، أن يتمزق، أن يتشوه، أن يتلوث قميصها بدمها. تهبط على جانب الطريق، تلقي بوجهها نحو التراب. لا تريد أن ترى اخوتها ورفيقاتها ورفاقها على ما هم عليه.. لا تدري ما يجري، فقط تغمض عينيها وتموت كأنها تحلم بطائرة ورقية تمسك يدها الصغيرة بخيط حركتها في سماء زرقاء كالحبر.


    القلب يبكي دم علىالشهداء الاطفال والعجز والنساء ,,والعرب مختلفين والبعض يلومنا لمناصرةالمقاومة
    ويلومونا للدعاء لهم ,,,ليتاكدوا اننا نختلف بالعقيدة وبالاختلاف مع الجهل ولكن
    وحدتناالمصائب ,,وليطمنوا ان العقلاء منا لن يتبعوهم ولوانتصروا بل نحترم ابطالهم ورجال يدافعوا ضد العدو
    الغاشم ,,,مهما كانت دوافعم نحنوا لنا مايجري ببلدنا من قتل ودمار وخراب ,,
    وها نحنا نائمل بان يرفعوا الظلم عن شعبنا ,,,مازلنا منتظرين ان يتوحدوا العرب ويقولا كلمه لا لاسرائيل
    لا للنزف البشري ,وولكن لا وقت لديهم الا ان يوجهوا لنا النقد ويزيدوا عتبنا عليهم بالتقصير

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    أجمل من زهرة جاردينيا في عتمة شعر اسباني
    الردود
    6,860
    الجنس
    أنثى
    انا لله وانا اليه راجعون.. والله ان الدمع لينسكب زلكن هل من مجيب؟؟؟؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الردود
    6,426
    الجنس
    أنثى
    يا رب يا رب رحمتك يا رب
    و الله عم ببكي و الكل بيطلع علي بالمكتب
    يا ربي
    شو اللي وصلنا لهاي الحال
    رحمتك يا رب

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الموقع
    مــع الله جلاَ في عُلاه
    الردود
    4,755
    الجنس
    أنثى

    Unhappy

    يا إلهـــــــــــــــــــــــــي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الموقع
    كندا ,تورنتوا
    الردود
    7,273
    الجنس
    أنثى
    ياابنتي عبير

    والله شي بيبكي الحجر ,,كوني قويه وادعي بالنصر للبنان

    والله معنا وشهدائنا للجنه نيالهم واويل من لا يخافوا الله

    اعداء الدين القردة والخنازير

    الله يشل يديهم شوفي جنودهم اليوم يهابون المقاومة

    وهيدا بدايه النهايه الله كريم قادر لنصرةالمظلومين

    امسحي دموعك وعقبال انصر ونلتقي بالاقصى

    اللهم اميين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الموقع
    أجمل من زهرة جاردينيا في عتمة شعر اسباني
    الردود
    6,860
    الجنس
    أنثى
    امييييييييييييييييييييين يا رب

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الردود
    6,426
    الجنس
    أنثى
    تعقيب كتبت بواسطة ماماحميدة
    ياابنتي عبير

    والله شي بيبكي الحجر ,,كوني قويه وادعي بالنصر للبنان

    والله معنا وشهدائنا للجنه نيالهم واويل من لا يخافوا الله

    اعداء الدين القردة والخنازير

    الله يشل يديهم شوفي جنودهم اليوم يهابون المقاومة

    وهيدا بدايه النهايه الله كريم قادر لنصرةالمظلومين

    امسحي دموعك وعقبال انصر ونلتقي بالاقصى

    اللهم اميين
    اميييييييين يا رب العالمين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    الموقع
    في عالم خيالي , وظيفه و دراسات عليا وبنتي عروس خخخ
    الردود
    5,049
    الجنس
    امرأة
    اللهم انصر المسلمين في اللبنان
    ونج أهل السنه والجاعه
    وتقبل موتاهم شهداء

    هذا هو نصيبهم فقد أصيبوا بفته من أعدائهم الروافض

مواضيع مشابهه

  1. حوار بين فتاة والشيطان لحظة الموت
    بواسطة smily_hala في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 10
    اخر موضوع: 09-12-2009, 02:36 AM
  2. فتاة ترى ملك الموت
    بواسطة أم منارالمغربيه في نافذة إجتماعية
    الردود: 4
    اخر موضوع: 18-05-2008, 12:10 PM
  3. قصة فتاة رأت ملك الموت...
    بواسطة وهج الظلام في نافذة إجتماعية
    الردود: 21
    اخر موضوع: 05-08-2007, 10:40 PM
  4. حوار بين فتاة والشيطان لحظات الموت
    بواسطة titina في روضة السعداء
    الردود: 5
    اخر موضوع: 17-01-2007, 03:53 AM
  5. في عز سكرات الموت .... حوار فتاة مع قرينها الشيطان
    بواسطة marwa1431 في نافذة إجتماعية
    الردود: 2
    اخر موضوع: 07-09-2005, 12:13 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ