(قصة اغتيال الرئاسة)
أرجو أن تقرأوها كاملة فقد ذكر فيها محاسن الرئاسة يا من كنتم تصرخون
بأن الرئاسة سيئة وفيها من المساويء كذا وكذا انظروا إلى محاسنها وقارنوا
بينها وبين المساويء التي تذوب في بحر المحاسن ..نسأل الله أن يدمر من دمرها
والأدهى وألأمر والله أنه سُلم أمرها إلى من لا يرقبون في مؤمن إلا ولاذمة
شرذمة من العلمانيين والمتغربين الذين يريدون تغيير أخلاق الأمة بسمومهم
ويريدون اختلاط الجنسين ولا يغرنكم ما يقولون فإنهم ليسوا من السذاجة بحيث
ينشرون اوراقهم وافكارهم دفعة واحدة بل خطوة خطوة..كما كانوا يخططون
لإسقاط الرئاسة منذ سنييييين...نسأل الله الحماية..
خطبة الجمعة للشيخ محمد الهبدان
في مساءِ العاشرِ من شهرِ اللهِ المحرمِ يومَ عاشورا ، وبينما الناسُ على موائدِ الإفطارِ صكت أسماعَهم أنباءُ ذلك الهولِ الأعظم ، والمصابِ الأطم ، فكدّرتْ على الناسِ فرحتَهم بصومِهم وفطرِهم ، وبقي الكثيرُ من الرجالِ والنساءِ في دهماءَ عمياء ، بين مصدقٍ ومكذبٍ ومرتاب .
ماذا يقالُ حقيقةٌ أم أنني في بحرِ أحلامي أخوضُ وأمخُـرُ
وبات الناسُ يدكون ليلتَهم ، أحقاً قُضي على الرئاسةِ العامةِ لتعليمِ البنات ؟ ! وتبادلوا رسائلَ الحزنِ والعزاءِ : أحسن الله عزائكم وجبر مصابكم في الرئاسة ، توفيت هذه الليلةَ الرئاسةُ العامةُ لتعليمِ البناتِ عن عمرٍ يناهزُ الثانيةَ والأربعين سنة ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
بكى الكثير ، وحزنِ الصغيرُ والكبير ، وفزعَ الجمُ الغفير ، ,وأقسمَ أناسٌ أنهم ما باتوا تلك الليلة ، ولا لذ لهم غمضٌ ، وحلفَ آخرون أنهم باتوا طاوين لم يذوقوا على الإفطارِ غيرَ تمراتٍ حتى نهارَهم التالي وحُقَ لهم .
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ حتى المنابرُ ترثي وهي عيـدانُ لمثلِ هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
والحقُ أيها المسلمون أن الرئاسةَ ما ماتت عن كبرٍ ولا هرمٍ ولا عجز ، لكنها قُتلت في ريعانِ شبابهِا ، وأوْجِ فتوتِها ، بمؤامرةٍ وسعيٍ بغيضين صامتين دائبين من بني علمان ، لا كثرَ اللهُ لهم جمعاً ، ولا حيا لهم طالعا . بنو علمان : كم جرو على البلاد والعبادِ من الويلاتِ والنكبات ، كم جلبوا من المخازي ، كم دنسوا المحارم ، وارتكبوا الجرائم ، كم كذبوا وافتروا ، وهولوا على الولاة ، هم الأفاكون الخراصون ، الكذبةُ المفترون ، قاتلهم الله أنى يؤكفون .
أما حيثياتُ الحكمِ على هذه الرئاسةِ بالإعدامِ فهي كما يلي :
أولاً : أن هذه الرئاسةَ أنموذجٌ فريدٌ عزيزٌ لا يتكرر ، انفردت به هذه البلادُ من بين دولِ العالمِ قاطبةً وتميزت، وتمكن هذا الجهازُ بتوفيق اللهِ ..ثم ببراعةِ وإخلاصِ منسوبيه ..من تعليمِ الملايين من نساءِ هذا البلدِ ، وتربيتهن في مسيرةٍ رائعةٍ متواكبةٍ مع المحافظةٍ على خُلقِ الفتاةِ وعفافها وشرفهِا .
ثانياً : أن هذه الرئاسةَ ظلت صامدةً في وجه حملاتِ التغريبِ والإفسادِ التي شنتها عليها جهاتٌ عديدةٌ عبرَ حملاتٍ مركزةٍ ومتواصلةٍ تارةً بدعوةٍ إلى الاختلاط ،ولو على الأقلِ في الصفوفِ الأولية، وتارةً بالمطالبةِ بإدخالِ الرياضةِ ، وطوراً بالسعي إلى إدخالِ الموسيقى والأبريت الغنائي كمادةٍ مقررةٍ تُدَرسُ لبناتِ المسلمين ، إلى أمورٍ أخرى عديدة .
ثالثا: أن هذه الرئاسةَ كانت ومازالت ، ومنذ أن قامت يرأسُها أهلُ العلمِ ، الذين وصفهم أعداؤهم وأعداءُ الدينِ والبلدِ ، من أهلِ العلمنةِ ..بالفشلِ والقصورِ والتخلفِ الإداري والاقتصادي ، وما نقموا منهم إلا الغيرةَ على الأعراضِ والأمانةَ على الحرمات ، والحرصَ على حمايةِ الفتاةِ مظهراً وتربيةً ، وهذا ما شارطَ أهلُ العلمِ أهلَ الأمرِ عليه منذُ أن قامت هذه الرئاسةُ ، شعوراً منهم بخطرِ المحارم، وأنه لا يصلحُ أن يتولى أمرها إلا الأمناءُ الثقاتُ ، على حدِ قولِ اللهِ تعالى : ] إن خير من استأجرت القوي الأمين [ . وكانت هذه الحيثياتُ أو بعضُها ، كافياً للمناداةِ بإسقاطِ هذه الرئاسةِ وإلغاءِ وجودِها ، وهذا ما كان .ولا حول ولا قوة إلا بالله .
أيها المسلمون : إذا كان للناسِ إن يَعرفوا شيئاً من تراثِ فقيدهِم ، ليذكروه بأطيبِ الذكرِ ،فلنا أن نذكرَ شيئاً من تأريخِ هذه الرئاسةِ بلغةِ الأرقامِ ، ومقارنةً مع وزارةِ المعارف ، لئلا يُغالِطَ مغالط ، أو يقولَ قائلٌ ، وحتى يُعرَفَ فضلُ هذه الرئاسةِ المباركة:
أولاً : تمكنت الرئاسةُ العامةُ عبر مسيرتِها من افتتاحِ ما يزيدُ على خمسَ عشرةَ ألفِ مدرسةٍ ، ما بين ابتدائيةٍ ومتوسطةٍ وثانويةٍ وكلياتٍ مطورةٍ ومتوسطةٍ ومعاهدَ لإعدادِ المعلماتِ ، ومدارسَ لتعليمِ الكبيراتِ ، ومحوِ الأميةِ والمعاهدِ المهنيةِ وغيرها .
ثانياً : حصلت الرئاسةُ على العديدِ من الأوسمةِ الغربيةِ والعربيةِ ومنها : جائزةُ محوِ الأميةِ الحضاري ، لعامِ تسعةَ عشرَ و أربعمائةٍ وألفٍ للهجرةِ التي تمنحُها المنظمةُ العربيةُ للتربيةِ والثقافةِ والعلوم ، ومنها ما كتبَه الوفدُ الأوربيُ من هيئةِ اليونسكو أثناءَ اطلاعهِم على تجربةِ تعليمِ البناتِ في المملكةِ حيث جاءَ في التقرير : ( إن تجربةَ تعليمِ البناتِ لديكم نموذجيةٌ وفريدةٌ ولولا الحرجُ في اختلافِ نمطِ الحياةِ الأوربيةِ لقلنا إن هذه الصيغةَ هي الأنسبُ لتعليمِ وتربيةِ الفتاةِ حتى في أوروبا ). ثالثاً : ينتمي للرئاسةِ في هذه المدارسِ أكثرُ من ثلاثِ ملايينَ طالبةٍ ، عبرَ المراحلِ المختلفةِ ، والمدارسِ المتعددةِ .
رابعاً : بلغَ عددُ شاغلاتِ الوظائفِ التعليميةِ أكثرَ من مئتين وثلاثين ألفا .
وهذه نسبةُ ضخمةُ ، والسوادُ الأعظمُ منهن من بناتِ البلادِ ،وهي إحصائياتٌ تُعدُ بحقٍ مفخرةً لهذه الرئاسةِ ، ومدعاةً للاعتزازِ بها ، ورداً عملياً على دعاةِ فشلها وتخلفِها ، من ذوي التوجهِ المشبوه. هذا ولو عُمِلتْ احصائيةٌ واستفتاءٌ صادقانِ ومحايدانِ لتبين الفرقُ بين تفوقِ الرئاسةِ على وزارةِ المعارفِ وغيرها من الكلياتِ في استيعابِ الأعدادِ المتزايدةِ ، وخاصةً في المرحلةِ الابتدائية ، والتي كثيراً ما يجدُ الشخصُ عناءً بالغاً في توفرِها للأولادِ الذكور .
أما ما يُقالُ من نقص الكفاءاتِ والقدراتِ الإداريةِ لدى الرئاسةِ ، فمع هذا النقصِ المزعوم فإن الإحصائياتِ الدقيقة ، تبينُ بجلاءٍ الهدفَ من وراءِ هذه الحملةِ الشعواء ، فمع الأرقامِ مرةً أخرى ، ويا لغةَ الأرقامِ فلتنطقي :
أولاً : بلغت نسبةُ المدارسِ المملوكةِ للرئاسةِ ستاً وثمانينَ في المائةِ ، مصممةً على أحسنِ طرازٍ وأفضلِ نمط ، في مقابلِ ثلاثٍ وثلاثين في المائةِ لوزارةِ المعارف ، وهذا بونُ شاسع ، وفرقٌ واسع . ثانياً : المدارسُ المستأجرةُ للرئاسةِ أفضلُ بكثيرٍ من المستأجرةِ للمعارفِ، فكثيراً ما ترى طلابَ المعارفِ في شققٍ ضيقةٍ ،وكثيراً ما يدرسُ طلابُها في المطابخِ والمواقفِ المغلقةِ للسيارات ، وهذا يشاهده كلُّ ذي عينٍ بصيرة . ثالثاً : كشفت دراسةُ إحصائيةٌ مقَارَنة ..أن كلياتِ الرئاسةِ بمبانيها المدرسية ، وبنودِها الماليةِ البالغةِ خمسَمائةِ مليونِ ريالٍ فقط ( مستبعِداً منها إعانةَ الطالبات ) ..قَبِلت في العام الماضي ـ حسبَ بيانِ وزيرِ التعليمِ العالي ـ خمسين ألفَ طالبةٍ مستجدة ،!! في حين أن جامعاتِ المملكةِ كلَّها بمبانيها الضخمةِ، واعتماداتِها الماليةِ أكثرَ من خمسةِ ملياراتٍ ونصفِ المليار لم تقبل إلا ثلاثةً وأربعين ألفَ طالبٍ وطالبة . رابعاً :تحتلُ كلُ طالبةٍ من الثلاثةِ ملايين ..مقعداً جيداً ومريحاً،ينقلُها من وإلى منزلهِا مجاناً ، ولا ريبَ أن هذا الأسطولَ الضخمَ ، الذي يقدرُ بعشراتِ الآلافِ من الحافلات تجوبُ شوارعَ المدنِ الكبرى والصغرى ،والهجرِ والقرى ، كلَ يومٍ عبرَ برنامجٍ محكمٍ دقيقٍ ، يعدُ مدعاةً لفخرِ الرئاسةِ ، وهي نسبةٌ تتحدى كلَ جامعةٍ أو معهدٍ أو مدرسةٍ أن توفرها بهذه الدقةٍ وذلك الانضباط ، والذي نعلمُه ويعلمهُ الجميع .. أن وزارةَ المعارف ، لا تتكفلُ بنقلِ طالبٍ واحدٍ صغيرٍ أو كبير . هذا عدا الجهودِ الجبارةِ المباركةِ في تهذيبِ الفتاةِ وحمايتهِا من الأخلاقِ الوافدةِ ، والحرصِ على حفظِها درةً مصونةً محترمةً ، ولو ذهبنا نعدُ لأتعبنا العد . أيها المسلمون : لم تكفَ أطماعُ الفسدةِ والفسقةِ وتعدياتُهم على الرئاسةِ منذُ قديمِ الزمانِ فمنذُ عشرين سنةً ، وبشهادةِ رئيسِ مجلسِ القضاءِ الأعلى الشيخُ صالحُ اللحيدان أثناءَ حديثهِ للناسِ هذه الأيامِ ، أن مساعي الشرِ تريدُ هذه الرئاسةَ بسوءٍ منذ عشرين سنةً ، وتحاولُ التعدي على صلاحيتهِا غيرَ أن تلك الجهودَ تتحطمُ أمامَ إصرارِ العلماءِِ ، حمايةً للمرأةِ ، وكانت تلك المعارضاتُ من العلماءِ محلَ تقبلٍ من الولاةِ وفاءً بما عاهدوا عليه العلماء َ أولَ أمرِ الرئاسة ، ومبدأَ تعليمِ المرأة ، وما ذلك إلا لما يشاهُده أهلُ العلمِ من وضعِ المرأةِ المزري في العالمِ حولَهم ، الأمرُ الذي أشفقوا على المرأةِ في هذا البلدِ منه، وقد صدرَ بذلك مرسومٌ ملكي هذا نصه : ( الحمد لله وحده وبعد ، فقد صحت عزيمتُنا على تنفيذِ رغبةِ علماءِ الدينِ الحنيفِ في المملكةِ في فتحِ مدارسَ لتعليمِ البناتِ العلومَ الدينيةَ ، من قرآنٍ وعقائدَ وفقهٍ وغيرِ ذلك من العلومِ التي تتمشى مع عقائدِنا الدينية ،كإدارةِ المنـزلِ ، وتربيةِ الأولادِ وتأديبهِم مما لا يُخشى منه في العاجلِ أو الآجلِ أيُّ تأثيرٍ على معتقداتنِا ، وتكونُ هذه المدارسُ في منأى من كلِّ شبهةٍ من المؤثراتِ التي تُؤثرُ على أفكارِ النشءِ في أخلاقهِم وصحةِ عقيدتهِم وتقاليدهِم ، وقد أَمرنا بتشكيلِ هيئةٍ من كبارِ العلماءِ الذين يتحلون بالغيرةِ على الدينِ والشفقةِ على نشءِ المسلمين ، لتنظيمِ هذه المدارسِ ووضعِ برامجهاِ ، ومراقبةِ حسنِ سيرها فيما أُنشئت له ، وتكونُ هذه الهيئةُ مرتبطةً بوالدهِم حضرةُ السماحةِ المفتي الأكبرُ الشيخُ / محمدُ بنُ إبراهيمَ آلُ الشيخ على أن يَختارَ المدرساتِ من أهلِ المملكةِ أو غيرهِن من اللواتي يتحققُ فيهِن حسنُ العقيدةِ وصدقُ الإيمانِ ، ويُضَمُ في هذه المدارسِ ما قد سبقَ فتحُه من مدارسَ للبناتِ في عمومِ المملكة ،وتكون جميعُها مرتبطةً في التوجيهِ والتنظيمِ إلى هذه اللجنة ، تحتَ إشرافِ سماحتهِ ، مع العلمِ أن هذا التشكيلَ يتطلبُ الوقتَ الكافيْ لتهيئةِ وسائلِ التأسيسِ ،ونأملُ أن يكون ذلك في وقتٍ قريبٍ والله الموفقُ ولا حول ولا قوة إلا بالله ) وهكذا كلَّما هم هامٌ بأمرِ سوءٍ دافعَ أهلُ العلمِ عن هذا الصرحِ الشامخِ مستندين إلى الثقةِ العالية ، وميثاقِ الشرفِ الذي أخذه الولاةُ على أنفسهم ..فمن ذلك ما حصلَ في عهدِ الشيخِ محمدِ بنِ إبراهيم عندما أرادوا ليس دمجَ الوزارتين ؛ كلا ؛ بل فقط اشتراكُ الرجالِ في اختبارِ الطالباتِ ..وكان من كلامه (13/223): ( لذا فإنني أرجو من جلالتكِم إصدارَ أوامركِم المشددةِ بإبقاءِ الأمورِ على ما كانت عليه ، من تولي رئاسةِ مدارسِ البناتِ وحدَّها امتحاناتِ المرحلةِ المتوسطة، دون اشتراكِ وزارةِ المعارفِ معها ، وجلالتكُم ولا شكَ يعرفُ الهدفَ من وراءِ ذلك، ويقدرُ المصلحةَ التي ننشدُها تجاهَه ، وإني لواثقٌ كلَّ الثقةِ إن شاءَ الله أن تَصْدُرَ موافقتُكم الكريمةُ على هذا الطلب ، تحصيلاً للمصلحةِ وحفاظاً عما سواها ، حتى ترفعَ رئاسةُ مدارسِ البناتِ ، وهي تشعرُ بمسئوليتِها الكاملةِ أمامَ جلالتكِم وأمامنا ، رأسها عالياً بحمايتكِم لها ، وحسنِ ظنِكم بها ، حيث إنها جهةٌ تعليميةٌ رسميةٌ لها اعتبارُها وكيانُها المستقل ، تتولى نوعاً خاصاً من التعليمِ له ظروفُه وخصوصياتُه المتمشيةُ مع تعاليمِ الدينِ الحنيفِ وأوضاعِ البلاد ، وقد اشُتُرِطَ عليها شروطٌ ، ووضعت لها أنظمةٌ دقيقةٌ بحسبِ تلك التعاليمِ وتلك الأوضاعِ ،وأُنيطت بها مسئوليةُ تطبيقِها ) أيها المسلمون : وليس الأمرُ حساسيةً زائدة ، فمن حقِ أهلِ العلمِ والغيرةِ أن يتخوفوا على النساء ، ومن حقِ الناسِ جميعاً أن يتوجسوا لما يلي :
الروابط المفضلة