في البداية أحب ان اوضح أنه مهما كتبت عن الأم فلن أوفبها حقها ولا نصفه - فانا اجد في كل ام صورة من امي - من حبها - من بسمتها - من حنانها -من تضحيتها - من حلاوة الحياة معها.
ابتسامة امي تضيء لي مصابيح الهناء - أبتسم وانا أري عينيها المليئتين بالحنان الذي كان يفتح لي بواب الدنيا.
أبتسم وانا احس بأناملها لاتزال تمر فوق شعري فتمسح من راسي هموم الدنيا- وأبتسم وانا اضع فمي علي ظهر يدها أقبله فأشعر أن يدها هي الدرع التي تسندني لاصمد أمام أهوال الزمن - وأبتسم وانا أراها تعانقني وكانها تحميني من كل مافي الحياة من شرورومتاعب .
لا أذكرأن امي دلتني وانا طفل --لكنني شعرت بحنانها الدافق دون ان تنطق بكلمة تدليل واحدة --كنت اشكو من يدها الحازمة معي وبعد ان كبرت عرفت ان اصابع يدها الحازمة هي التي رسمت الخطوط العميقة في شخصيتي
علمتني حفظها الله - أن احب الناس لاعرف حلاوة الحب
وعلمتني أن اهتم بالناس لاتذوق حلاوة الحياة
وعلمتني أن عائلتنا ليست أبي وامي وأخواني فقط - كل الناس أفراد في اسرتنا --الكبير ابونا والصغير ابننا والشاب اخونا والفتاة اختنا --وعلمتني ان جيراننا هم اقاربنا وأصدقاؤنا وان أهل حارتنا هم حماتنا وحراسنا بعد الله عز وجل وأن كل صداقة نكونها هي حجر كريم في الحصن الذي يحمينا وفي القلعة التي نحتمي بها.
علمتني أن الحياة أقصر من ان نقضيها في الخصام وان الذي يريد ان يستمتع بجمال الحياة هو الذي يجعل من عدوه نصف صديق - ومن نصف صديقه صديقا كاملا.
وعلمتني ألا نحمل معنا موازين نزن بها اعمال الناس - فليس من شأننا أن نحاسب الناس - فهذه مهمة الخالق ولم يكلفنا سبحانه وتعالي ان نقوم بشيء من هذه المهمة -اللهم إلا النصيحة - وعلمتني أمي أن القي بذور الخير وأنا امشي في الحياة ولا أنظر خلفي لأري هل نبتت البذور ام اجدبت الأرض ولا أتوقف حتي تنبت البذور التي القيتها بل أمضي فى طريقي ولابد أن اجد امامي بعض البذور التي القيتها خلفي وقد اصبحت أشجارا وأزهارا تحميني من الأعاصير وتملأ قلبي بالحب حتي لا يكون فيه مكانا للكراهية
إن طاقة الحنان في قلب أم واحدة تضيء الحياة كلها
حفظ الله امهاتنا ونسأل الله لنا ولهن حسن الختام - ورحم الله كل أم رحلت عنا وغفر لها وأدخلها الجنة برحمته.
الروابط المفضلة