نظر شيخ جليل،إلى عبد فقير،نظرة إجلال واحترام ،أحبه فى الله،وأفصح عن حبه إياه بقوله:لبيك.....يا حبيبى،كان ذلك الشيخ هو العالم المجاهد عبد الله بن المبارك،أما العبد الذى أحبه فى الله، فلم يذكر التاريخ اسمه،فقد كان حريصا على كتمان أمره،ليكون بينه وبين ربه.
أصاب الناس فى مكة قحط شديد، فخرجوا إلى المسجد لصلاة الإستسقاء،لعل الله يستجيب دعاءهم، وينزل المطر عليهم،ذهب عبد الله بن ىالمبارك إلى مكة فى ذلك الوقت،فدخل المسجد مع الناس الذين خرجوا للدعاء رأى عبدا أسود،عليه ثياب من الخيش،أقبل فوقف بجواره،أخذ ذلك العبديدعو ويجتهد فى الدعاء،سائلا الله أن ينزل المطر فورا،حتى رأى سحابة فى السماء،وأقبل المطر من كل مكان،فجلس ذلك العبد فى مكانه يسبح الله،وهو يبكى،ثم قام وخرج من المسجد،أدرك عبد الله بن المبارك أن الله تعالى استجاب لذلك العبد فأحبه فى الله،فقام وسار خلفه،حتى دخل دارا فعرف تلك الدار.
عادإبن المبارك إلى عالم أخر من الصحابة،وقص عليه خبر العبد،فقال العالم:ويحك ياابن المبارك،سوف أبحث عنه إن شاء الله.
وفى اليوم التالى، ذهب عبد الله بن المبارك إلى تلك الدار التى دخلها العبد الأسو،وجد صاحب الدار جالسا أمام بابه،فلما رأى عبد الله بن المبارك،عرفه وأحسن استقباله،ثم سأله عن حاجته،فقال ابن المبارك:احتجت عبدا أسود،فقال صاحب الدار عندى عددا من العبيد، اختر منهم ماشئت،ثم نادى على واحد منهم قائلا:يا غلام فخرج عبد قوى ،فقال صاحب الدار:هذا جيد أرضاه لك،قال ابن المبارك:ليس هذا الذى احتاجه.
ظل ينادى على العبيد واحدا بعد واحد،حتى خرج ذلك العبد الذى كان يدعو الله بالأمس،فقال ابن البارك:هذا هو!!قال صاحب الدار:ولكننى لا أبيع هذا،فإننى تبركت بوجوده فى هذه الدار،وقد أحبه قلبى فهو يقوم الليل... يصلى تقربا إلى الله،ظل عبد الله ابن المبارك يحاور صاحب الدار ،حتى وافق على بيعه فاشتراه.
سار معه،فقال العبد:يا مولاى،أجابه ابن المبارك:لبيك،ماذا تريد يا حبيبى؟؟ قال العبد:لماذا اشتريتنى وأنا ضعيف؟؟فقد كان أمامك من هو أكثر منى قوة،قال ابن المبرك:أنت لن تعمل لى عملا ،بل سأشترى لك دارا وأزوجك،وأنا الذى سأخدمك بنفسى....بكى العبد،وقال لعبد الله ابن المبارك:ما الذى دفعك إلى كل هذا؟؟لا بد أنك اطلعت على شىء من صلتى بربى.ثم استحلف عبد الله ابن المبارك:أن يخبره عما دعاه إلى ذلك؟؟!!فقال ابن المبارك:عرفت منزلتك،حينما دعوت الله فأجاب دعوتك.فقال العبد لابن المبارك:إنى أحسبك رجلا صالحا، لأن الله لايكشف شأن أمثالى إلا لمن أحب من عباده.
وقف العبد مكانه،وقال لابن المبارك،دعنى أصلى ركعات لله سبحانه،فلما انتهى من صلاته،نظرإلى ابن المبارك وقال له:هل تريد شيئا،لأنى أريد الإنصراف؟؟!!سأله ابن المبارك :إلى أين؟؟قال العبد:إلى الأخرة.
فاضت روح ذلك العبد الصالح بعد الصلاة،فحزن عليه ابن المبارك حزنا شديدا ،وكان يشتد حزنه،كلما خطر على باله،بل كان يشعر أن الدنيا صغيرة فى عينه!!!!!!!!!!
الروابط المفضلة