أقف حائرة أمام مايدور من حولي أفتش جيداً قي طيات ذكرياتي ....
في حقائب مراحل حياتي .. تلك الحقائب التي عليها غبار السنين ...
فلا أجد سوى بضع كلمات تخرج من صميم صميم أعماقي ...
لا أدري لم أجد سواها كلمات تعبر عن كل مراحل حياتي الماضية ....
تعرفت على أناس من مختلف الأجناس وهذا من طبيعة الإنسان الفطرية بالتعرف على من حوله ..
فعندما يصبح الإنسان محتاج إلى من يرافقه هذا الدرب الطويل ويأخذ بيده إلى الطريق الصواب
محتاج إلى من يواسيه هموم الحياة و يتقاسمان معاً الأفراح والأحزان قسمة عادلة ...
عندها لايجد الإنسان نفسه سوى في طريقه للبحث عن ذلك الشخص الرفيق الصاحب ....
ولكن عندما تطول فترة البحث .. يُهيّـأ له بأنه وجده ...
فيتقرب منه و يجعله منه قلباً أميناً لحفظ أسراره ومسح دموعه ...
ولكن هذا المسكين مخدوع بصديقه لقلبه الطيب ويكتشف بعد مرور السنوات بأن بعد فترة البحث الطويلة لإيجاد صديقاً له هي مجرد فترة خادعة وأن هذا (الصديق الصدوق ) هو مجرد وهم ولا يمت للصداقة بأي معنى ... وكنت أنت كالخاتم في إصبعه يلعب بك وبمشاعرك وعواطفك كيفما أراد ..
يحركك أينما شاء ... ويقلّبك يميناً وشمالاً من حيث تدري ولا تدري .. يأخذك حيناً إلى عالم الوحدة وحيناً إلى عالم التفكير فيه فقط ..
تبتعد عنه وتكرهه وربما لن تفكر بالعودة ثانية إلى طريق البحث عن ذلك الصديق ...
ربما تظن بأن كل الناس مثله ...............
لكن يستمر الإنسان في البحث ويبذل جهده في ذلك لعل وعسى أن يجد ضالته ....
وفجأة يرى ضالته من بعيد ... الصورة عنده ( مشوّشة ) غير واضحة ....
ويقترب أكثر وأكثر يتمعن جيداً قيما وجد ..
فيرى فيه النور الذي يعيده إلى دربه ويوقظه بعد سبات عميق دام سنوات
ويفتح عينه أمام الواقع الذي يحيط به ... ويعلمه ما لم يكن يعلم ....... نعم هذا هو الصديق الوفي
يجعله الأسوة له ذاكراً محاسنه التي غطت على سيئاته ...
نعم يستحق ذلك لأنه فعلاً ضالتي التي أضعت و التي وأخيراً وجدت ...
ولكن ماذا علّي أن أقول عندما يشعر صديقي بأنني
أستنكر لوجوده في حياتي ألا يعلم أن حياتي أنا لا تكتمل بدونه كيف يظن بي ذلك وهو حياتي
يظن بأن المسافات التي ستبعدنا عن الرؤية ستفرق قلوبنا عن إكمال الحب الصادق الذي بدأنا ...
ماذا أقول سوى
( لست آسف على الدنيا .... إنما آسف على صاحبٍ إذا عوججت قومني..... ثم رحل وودعني )
الروابط المفضلة