بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له ، جلّ شأنه وعظم سلطانه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) لقمان6. ذكر الطبري في تفسيره ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي الصهباء البكري ،أنه سمع عبدالله بن مسعود وهو يُسأل عن هذه الآية ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) فقال عبدالله : الغناء والذي لا اله الاهو. يرددها ثلاث مرات.
ففي زماننا هذا انتشرت المحطات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى تَبُثّ الغناء والرذيلة ، ودواعي الانحراف الأخلاقي وما هو أخطر من ذلك حتى وصلت إلى فساد الدِّين والتلبيس على الناس أمور دينهم بمظهر الدعوة إلى الإسلام المتحضر ، أو الإسلام الجديد ذي الروح العصريه المزعومة ، فالله المستعان عما يصفون.
والذي يهمنا ذلك الإسلامي ( أو الذي يتسمى به ) فقد ظهر الكثير من تلك المحطات بعضها ايجابي والسواد الأعظم منها سلبي ، بل خطره قد يكون وخيماً جداً خصوصاً إذا قام بتحليل الحرام وتحريم الحلال ، كل ذلك بغطاء الشريعة وتَحت لافِتة الروح العصرية الجديدة ، كما في قناة (( الرسالة )) التي يقوم عليها أساتذة ودعاة ، لانعتقد أنهم يجهلون بعض الأمور التي تبثها محطاتهم ، فإن كانو ولا بد مُرغمين على بث الغناء فليتذكروا قوله عز وجل ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ) الأعراف175 .
فليتقوا الله ويبرئوا ذممهم أمام الله ، فهناك من هو جاهل بأمور دِينه الذي لا يكاد يعلم منها إلا صلاته ، فلا يكونوا سبباً في هلاكه ، فيحملوا أوزاره مع أوزارهم . قال تعالى ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) النحل25 ذكر ابن كثير في تفسير الآيه : أي ليحملوا خطيئة ضلالهم في أنفسهم ، وخطيئة إغوائهم لغيرهم ، واقتداء أولئك بهم . كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : " من دعا إلى هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعهم ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلاله ، كان عليه من الإثم مثل آثام من أتبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " .
كما لايخفى أن الشركة القائمه على تلك القناة من أكبر مشاريع الفساد في الأرض ونشر الرذيلة ، وإنفاق الأموال على حثالة العالم العربي من الفنانين والفنانات ، الذين لا يزيدون الأمه إلا ذلاً وعارا .
بينما المسلمين تتكالب عليهم الأمم وهم بحاجه لعدة وجهاد فالله المستعان .
فليدعوا الإسلام فليس بحاجة إلى روحهم العصريه التحريفية الباطلة ، قال تعالى في وصف المنافقين وادعائهم إصلاح الأرض والدِّين وهم عكس ذلك ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ )البقرة11.
فليتركوا التلبيس على الناس بِرَفْع لافتات إسلاميه تُخْفِي ورائها الكيد للدِّين وأهله ، فهو تهديد للأمه في عقيدتها ، وأخلاقها ، تجعلها تعيش في جو من اللبس والتضليل والخداع ، فلا يرى الحق بصورته المضيئه ولا الباطل بصورته القاتمة المظلمة ، بل قد يصل بها المكر والخداع إلى أن ترى غالبيتها الحق باطلاً والباطل حقاً ، ويلتبس سبيل المجرمين بسبيل المؤمنين ، وهذا ما نتوقع حدوثه .
فهاهم يرفعون شعارات ظاهرها الإسلام وحُبّ الدِّين والدعوة إليه عن طريق وجوه دعوية قد لا تُدرك ذلك ، اسْتُغِلّت بشكل من الأشكال. ويبطنون الكيد والمكر والخداع ، ويحصل من جراء ذلك أن ينخدع كثير من المسلمين بهذه الشعارات ، فينشغلون بها ، وبالثناء على أهلها بدلاً من فضحها وكشف زيفها وتعرية باطلها ..
المصدر شبكة مشكاة الإسلامية
المؤلف دهام الغبيوي
الروابط المفضلة