السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التقاعد , أو نهاية الخدمة ..............
كلمة متداولة في سوق الشغل و بين شهادات و ملفات المتقاعدين
ربما هي وسيلة لخلق فرص شغل جديدة امام الفئة النشيطة من المجتمع
أو ربما هو وسيلة للراحة و فترة للإستجمام و إستدراك ما فات من سنوات في ظل العمل المتواصل
لكن....................
ماذا تعني هذه الكلمة بالنسبة للمتقاعد عينه ؟ أو بالأحرى , ما هو شعور المتقاعد أمام هذا القرار ؟
لا أود التطرق للجانب المادي من الموضوع !
رغم أن المادة و إمتيازات الوظيفة هي السبب الرئيسي في فرض هذا القانون
لكني بصدد التحدث على الجانب النفسي للموضوع.
غالبا ما يكون سن الستين هو الفاصل بين كلمة موظف و متقاعد
و هناك بعض الدول الأوربية التي تعتزم تغيير السن المحدد للتقاعد بزيادة ثلات
سنوات أخرى في مضمار الشغل قبل أخذ لقب متقاعد << لأن صناديق الدولة أصبحت تستنزف لتغطية أجور
المتقاعدين الذين لم تتغير معاشاتهم بعد التقاعد >> و يبقى العامل المادي - كالعادة - هو صاحب القرار.
مما يوضح أن السن ليس العائق الأساسي أمام تأدية العمل بنفس الجودة الشبابية - على الأقل في وظائف معينة -
الدليل على ما أقوله هو أن كبار العلماء و الحكماء ذوي الرأي السديد ,و أشهر الوزراء و أعظم الملوك هم - أو
أغلبهم - من بيض الشعر !
فكلمة متقاعد لا تعني عجز الإنسان عن القيام بما كان يقوم به من أشغال , بل العكس هذا اللقب هو التعجيز
الحقيقي للشخص , لأنه ليس من السهل على شخص قضى أهم مرحلة في حياته بالعطاء و التفكير للنجاح في
عمله , و إعتاد على نمط حياة خاص يكون فيه كالنملة الشغالة التي تشقى و تشقى دون كلل - مع فرق بسيط بين
المتقاعد و النملة - أن شتاء هذه الاخيرة يليه ربيع آخر في حين أن التقاعد يفصل بين مرحلتين إثنتين لا مجال
للتكرارفيها............. ليجد العامل نفسه في وسط الطريق أمام علامة مرور توقف مشواره المهني , تحمل
إشارة : "متقاعد"
أحيي من إختار المسمى فإنه أبدا لم يخطئ السمي
إليكم يا أعضاء منتدى لك التقرير و نتائج التحليل لمعنى كلمة متقاعد ..............
متقاعدا : جملة فعلية
مت : فعل أمر و الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت! - طبيعي أن المعني بالأمر غائب فهو لا يرغب بالقرار من الأصل -
قاعدا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره
لن أبالغ إن قلت أن التغيرات النفسية للقرار تبدو جلية على المتقاعد و تظهر على شكل أمراض جسدية و نفسية ,
خصوصا إن لم يجد متنفسا آخر يتناسى به الأمر أو أن تخصص عمله أو ميولاته تمنعه من متابعة
مشواره المهني عبر مسلك آخر
هذا بخصوص الرجل
أما بخصوص المرأة فالوضع أكثر بشاعة .............
لأن التقاعد عند المرأة قد يوافق مرحلة عمرية صعبة جدا ألا و هي سن اليأس, مما يشعرها بأن مدة صلاحيتها
إنتهت بكل المقاييس و أن الكل إستغنى على خدماتها , فتنغلق المسكينة على نفسها .
أثناء كتابتي للموضوع و بالضبط حين وصولي للخاتمة , وضعت كلمة " التقاعد " بمحرك البحث
فصادفت موضوعا لطيفا بهذا الصدد
أنقل جزءا منه لكم , لأني أحسست و لو للحظة أن هناك من يهتم بالموضوع غيري
إليكم النقل :
صدمة التقاعد .. والإحالة إلى المعاش تمثل للغالبية من الناس مرحلة كئيبة يملؤها الألم والمرارة، وهي تمثل لبعض الناس تياراً جارفاً نحو حلقة متصلة من الأزمات الصحية والنفسية ..
إن السبب المباشر والرئيسي وراء كل المصاعب والأزمات التي نجدها بعد التقاعد .. هو سوء التخطيط.
وقد توصل الدكتور اردمان بالمور أستاذ الطب النفسي بمركز دراسات الأسرة بجامعة روك بأميركا إلى أن الفرد عندما يتوقف عن العمل، فإن كميات الطاقة الكبيرة التي كان يبذلها يومياً تتعطل ولا تجد مخرجاً لها وهي في الوقت نفسه لا تندثر أو تتوارى، فإذا عجز الإنسان عن استثمار هذه الطاقة المعطلة فإن ذلك سيؤدي إلى الاضطرابات العصبية والنفسية والعاطفية وأيضاً الخلافات الاجتماعية، وتبدو الحياة مملة ويشعر الزوجان بالإحباط والكآبة ويصبح كل ما يفعلانه هو الجلوس التحدث بلا معالم في موضوعات مكررة ومملة.
ويقول دكتور بالمور من هؤلاء الذين يتقاعدون أو يقضون فترة معاشهم جالسين على مقاعدهم دون همل سيجدون أجسادهم قد بدأت في الضمور وأن صحتهم قد بدأت في التدهور.
وقد تحدث بعض الاضطرابات العاطفية بين بعض الناس بعد بسبب إحالتهم إلى المعاش .. وذلك بسبب الإحساس بعدم الفائدة أو القيمة أو لأنهم انتقلوا من مرتبة أعلى إلى أقل وبعد ذلك كانت لهم السلطة والكلمة في عملهم.
هذه الحالة كما يقول الباحثون تنتشر بصفة كبيرة بين أولئك الذين لا يسعون إلى تطوير وتنمية اهتمامهم خارج ميدان العمل أو الذين يبحثون مع زوجاتهم أو أزواجهم ما سيفعلونه فى حالة التقاعد.
ولكن هل كل مَن أصابته «صدمة التقاعد» أصيب بهذا الضرر؟
لقد أثبتت الأبحاث أيضاً أن هناك بعضاً من المتقاعدين والمحالين إلى المعاش يعيشون حياة سعيدة لما يقومون به من تجديد في حياتهم بصفة دائمة ويفعلون كل ما يروق لهم في حدود قدراتهم.
ولكي تعيش حياة سعيدة بعد سن التقاعد .. يجب أن تتبع هذه النصائح التي وضعها الباحثون في دراساتهم.
وهي ضرورة التخطيط لأنشطة مختلفة سواء داخل المنزل أو خارجه من أعمال ذهنية وبدنية سواء كانت على المستوى الفردي أو الجماعي.
أن تبدأ من الآن في إعداد قائمة بالأشياء التي تحب وتتمنى أن تقوم بها إذا كان لديك الوقت، فقد تكون هذه القائمة مصدراً للتخطيط.
لابد أن تمارس التمرينات البدنية والهوايات الفردية والجماعية حتى يمكن مواصلتها بعد التقاعد.
وأخيراً حاول أن تقوم بتجربة «حياة التقاعد»، أي أن تمري بفترة تجريبية قبل إحالتك إلى المعاش بعام أو عامين .. ويمكن أن تقومي بهذه التجربة خلال إجازتك السنوية .. وذلك بأن تفكري في استثمار وقتك وتنمي اهتمامات جديدة تخرج عن الروتين.
في النهاية
قد يكون موضوعي موجه لشريحة عمرية من المجتمع لا تمثل نسبة كبيرة من أعضاء المنتدى
لذا هناك من سيقرأ موضوعي و هناك من سيتجاهله
لكن , قد يكون المتقاعد أبا و رب أسرة لأحدنا أو زوجا لإحدانا أو قد يكون عضوا من منتدانا ............لم لا !
فأنا لم أكتب الموضوع لمناقشته بقدر ما كتبته تضامنا مع المتقاعدين و أبي على رأسهم
لذا اختم بقولي :
أبي المتقاعد لم يتغير حبي لك أبدا و لازلت أثق في قدراتك على العطاء...................
و سؤال الموضوع :
ماذا يمثل التقاعد بالنسبة لك ؟
هل هو فرصة لإستثمار ما تبقى من العمر أم كبح لطاقات لازالت ترغب في العطاء ؟؟؟؟؟؟؟؟
شكرا لكم جميعا
الروابط المفضلة