( ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقو بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون * يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) آل عمران
ياراحلين عن الحياة وساكنين بأضلعي .... هل تسمعون توجعي وتوجع الدنيا معي
إلى الأسد الرابضة على الثغر , تحمي الحمى وتذود عن العرين ... إلى الذين تسيل دموعهم فيبتسمون ... وتزهق أرواحهم في سبيل ربهم فيفرحون ... إلى المقبلين في زمان الفراق , والشامخين في زمان الإنكسار ... إلى الصامدين في وجه العاصفة والساكنين في عين العاصفة
من مقدمة شريط قوافل الشهداء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل ) رواه مسلم
ان من أعظم وسائل الثبات على هذا الدين هي اقتفاء اثر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واصحابه من بعده واهل العلم والتقى والورع من الأئمه الأعلام وان اكثر مايشدك في سير هولاء العظماء هو ذبهم عن دينهم ويسترخصون الروح التي بين جنبيهم للذود عن هذا الدين العظيم ولاشك ان سيرهم وبطولاتهم تملأ الآفاق ومدونة في كتب التاريخ .
**************************
"وفي مثل هؤلاء تقام الأمم وتحيا المبادئ وتنتصر العقائد " الشيخ الدكتور عبد الله عزام رحمه الله .
ولكن هناك ممن نحسبهم ولا نزكي على الله احدا ممن اقتفى اثرهم وصالوا بالبطولات والجولات يمينا وشمالا ذكرهم محدود ولعلي في هذا الموضوع أكحل أعينكم بسيرة بطل من هؤلاء الأبطال
****************************
أبو الزبير المدني محمد الحبشي 1413هـ
عملاق في كل مجال من مجالات العطاء، نتحدث عن شخص قل من لايعرفه من متابعي الجهاد والاستشهاد..
كان منشدا بارعا .. ينشد للجهاد ويتغنى بالاستشهاد .. من الله عليه بصوت رخيم وبحة حزينه فكان منشدا بحق للمجاهدين بلا منازع وكل من سمع صوته احس بالاخلاص فعلا من هذا الرجل وهو يترنم بأبيات الجهاد ..
كان معنا قبل سنوات ينشد للجهاد باسم قوافل الشهداء ( هو الذي ينشد في قوافل الشهداء 1 ) .. وهاهو اليوم يمتطي راحلته في قوافل الشهداء
وقوافل الشهداء تحي ذلك الماضي الدفين
والحق أقوى من ضجيج البغي والمتكبرين
وجهادنا يمضي على رغم الطغاة الحاقدين
عروبة عريقة ومحفل كريم .. هاشمي .. حسيني .. مدني .. منذ أن كان صغيراً في سنه كان على استقامة وطاعه .. تربى تربية صالحه ونشأفي بيئة طيبه كلها خير وطاعه وكانت اول مشاركة له في الجهاد في سبيل الله كانت في عام 1405هـ وكانت في جلال اباد..
كان كثير البشاشة حلو الدعابه محباً لأخوانه يطفئ عليهم المرح والسرور ويذهب عنهم الهموم والأحزان وفي الخلوة كان طويل الصمت كثير الأحزان ملكت عليه جراحات المسلمين ومأسيهم جوانب نفسه واحتلته بؤرة من التفكير فصاغت شخصيته صياغة فريدة فقد كان لايفكر الا في شيء واحد ولا يتحدث الا عن شيء واحد هو الجهاد والاستشهاد حياته كلها تدور حول ذلك نومه واستيقاظه غدووه ورواحه بل حتى دعابته ومرحه كانت على الأغلب لا تتعدى هذا الميدان .
نفر مبكرا الى أرض الجهاد وذاق طعم العزة وعاد مبشرا بروح جديدة وعزائم عتيدة وآمال كبيرة .. ظل مرابطا في ساحات القتال في افغانستان لفترات طويله وبعد عدة سنوات رجع الى اهله في المدينه وتزوج من امرأة صالحه ولم يمنعه الزواج ولذات الدنيا وبهرجها وزينتها من مواصلة طريق الجهاد ..فكان يذهب الى أرض الجهاد فيمكث أشهراً ثم يعود الى أهله وولده فيمكث حيناً ثم يعود ... فيفعل ذلك مرارا .....
شارك المجاهدين في معارك جاجا وجلال أباد ومناطق أخرى .. كان يحلم بالشهادة في سبيل الله ليل نهار .. يرى الرؤى في ذلك وترى له ويطير فرحا بها
واذا قيل له لما تستعجل الشهادة ولما تقدم شيئا للاسلام يقول وماذا قدم اخواني الذين سبقوني ان أرواحنا أغلى ما نقدمه للإسلام ..
فتحت كابول ودخلها المجاهدون فعاد الى المدينة النبوية ولكن عزاه الوحيد انه رأى رؤيه في افغانستان فأولها له المؤولون بأنه سيقتل شهيدا ان شاء الله ولكن ليس في افغانستان؟
وتزامن ذلك مع مذابح المسلمين في البوسنة فلم يقر له قرار .. أعد العدة وغدا الى الساحة الجديدة التي سينصر فيها اخوانه المسلمين .. طار اليها طيرانا ولم يمكث طويلا ففي احدى المعارك حول مطار سراييفوا .. استبسل الأسد ابوالزبير في الدفاع عن المطار وماهي الا لحظات حتى اصيب ابوالزبير اصابات بالغه فأخذ يزحف ويناجي ربه اللهم اني احتسب نفسي عندك فتقبلها منى وبعد لحظات سقط شهيدا وفاضت روحه الطاهره اللاهثه خلف الشهاده الى بارئها وخالقها ورحل هو ورفاقه ( فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
ويقال عنه
رأيته أول مرة في بيشاور قادما من مطار اسلام آباد
كان فتاً يافعاً .. قادماً لتوه من المدينة
يقلب طرفه في وجوه الموجودين .. حائراً لا يعرف أحداً و لا أحد يعرفه
اقتربنا منه أنا مع أحد الأخوة و تعرفنا عليه .. أبوالعباس المدني ..
دمث الأخلاق .. حييّ .. قليل الكلام .. لا تكاد تسمع صوته إذا حدثك
افترقنا من اليوم التالي .. ذهب إلى معسكر التدريب ..
ثم سمعنا أنه ذهب إلى قندهار ..
دارت الأيام .. و الشهور .. و السنوات
التقيته كذا مرة .. في خوست .. ثم استقر في جلال آباد
كان يدرب الشباب على قيادة الدبابات
…..
عندما التقيت به آخر مرة .. كان أميراً لسرية حطين
و كان أن فتحت جلال آباد و استسلمت للمجاهدين ..
في تلك الليلة كان الفرح يعم المجاهدين المرابطين حول المدينة
و ترى الطلقات النارية من الرشاشات وصواريخ ( آر بي جي ) تتعانق في السماء
و كان الشباب يحيون سمراً حول النار في سرية حطين احتفالاً بسقوط المدينة
لمحته .. منعزلاً .. شارد الذهن
حزيناً ..
اقتربت منه .. أبو العباس .. الناس يفرحون و يحتفلون
ماذا أصابك .. لماذا هذا الحزن
التفت إليّ وقال : و بعدين ؟؟ ..
أبو العباس .. ماذا تقصد : و بعدين
قال : يعني هل انتهى الجهاد .. هل نرجع إلى بيوتنا
كانت عبراته تخنقه .. لم يختارنا الله
لسنا أهلاً للشهادة ..
أخذت بيده إلى مكان السمر .. فهو أمير القوم
الشباب في انتظارك
….
عندما رحع إلى إهله في المدينة ..
كان أبوه يقول .. إنه لم يكن ينام على السرير مثل إخوانه
.. كان يفرش له حصير وينام عليه
…
ثم كان أن نفر الشباب إلى البوسنة لنصرة المسلمين المستضعفين
فكان أبو العباس و أبو الزبير المدني أول النافرين
و كانا .. أول الشهداء
لم أسمع عن استشهاده ..
و في أحد الأيام .. كنت عند أحد الإخوان ....
فقال لي .. سوف أريك صورة رجل تعرفه
.. أحضرها
فإذا هي.. صورة أبو العباس المدني .. بعد قتله
كأنه نائم .. و مبتسم ابتسامة توحي بأنه ليس ميتاً
خنقتني العبرات .. تذكرت تلك الليلة
قلت .. …هنيئاً لك أبوالعباس .. فقد اختارك الله
" فمنهم من قضى نحبه .. و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلاً "
أبو العباس .. لقد كنت ممن ينتظر ..
و كل من عرفك .. يشهد .. بأنك لم تبدل تبديلاً
سبحان ربي
لو قلت له تلك الليلة في بلاد خراسان ..لا تحزن فإنك
سوف تقتل .. بعد سنة أو سنتين
و تدفن في وسط أوروبا
لضحك علي ..و قال أنت تحلم .. ..
و لو قال لي ذلك .. لضحكت و لقلت له أنت تحلم
…
و ماتدري نفس ماذا تكسب غداً
و ما تدري نفس بأي أرض تموت ..
الناس تغدو و تروح هناك .. في البوسنة .. مشغولون في دنياهم
ربما يمرون من أمام قبر لا يعرفون صاحبه ..
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم أن هذا القبر يضم جسداً لفتى من أهل المدينة المنورة
فارق أهله و احبابه .. و هجر أرضه و وطنه .. ليقاتل دونهم .. و ليحمي أعراضهم
قليل من أهل البوسنة .. من يعلم من هو أبو العباس .. و لماذا جاء إلى هنا .. و أين يرقد الآن
و لكن حسبه أن الله يعرفه .. و يعلم مكانه ..
و الذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم .. سيهديهم و يصلح بالهم
و يدخلهم الجنة .. عرفها لهم
عذرا أبا العباس فقدك موجــــع *** لكن فقد ابي الزبير ســـقاني
كأسا من الأحزان ليس مفارقا *** قلبي وقد غشى على وجدان
ويقول فيه عملاق الشعراء العشماوي:
أأبا الزبيـر فديتهــــــــا من كنية *** نقلت الي رؤى الزمان المخصب
ها أنت تحملني وتنعش فرحتي *** بعد الذبـول وبعد دهر مجـــــدب
******************************
وهذي من اوئل الاناشيد وهي بعنوان قدسنـــا
http://up.c-ar.net/06/04/7d0d.rar
مقاطع انشادية للشهيد بإذن الله أبو الزبير
http://media.islamway.com/several//madon/zubair.rm
------------------
فلم دفن الشهيدين رفاق الدنيا ولأخرة ابو الزبير وابو العباس في البوسنة
www.members.lycos.co.uk/aboezubair/almadane.zip
هذا هو الشهيد بإذن الله ابو العباس المدني رحمه الله
قتل في معركة المطار حول سراييفوا عاصمة البوسنة عام 1412هـ
وكان ممن جاهد في افغانستان ضد الإحتلال السوفيتي
شاهد الإبتسامه التي ارتسمت على وجهه الوضيئ
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
مجمـــــــع
الروابط المفضلة