السلام عليكم ورحمة الله
وصلتني هذه القصة منذ سنوات على إيميلي فترجمتها فوراً، وأرجو أن لا أكون قد ترجمتها من قبل، ولكن اليوم فتحتها وقرأتها فتأثرت بها جداً وأصابتني القشعريرة ودمعت عيناي.
أرجو لكم وقتاً ممتعاً...
_________
كاد أن لا ينتبه لتلك المرأة المسنّة، تقف على قارعة الطريق في الظلام، ولكن حتى في الظلام كان يرى أنها بحاجة للمساعدة. توقف أمام سيارتها المرسيدس وخرج من سيارته البونتياك التي لم يطفئها.
رغم ابتسامته المرسومة على وجهه، إلا أنه كان يبدو على محيّاها القلق؛ هل ينوي أن يؤذيها؟ لم يكن شكله مطمئناً، حقيقة كان شكله يبدو فقيراً وجائعاً.
كان يرى أنها خائفة وهي واقفة في البرد. يدرك شعورها تماماً. ذلك الشعور بالبرد المصاحب للخوف.
قال: "أنا هنا لمساعدتك، لمَ لا تنتظري في سيارتي حيث الدفء؟ وعلى فكرة، اسمي برايان آندرسون.
كان عجل السيارة محتاجاً لتغيير، هذا كل ما في الأمر، ولكن بالنسبة لامرأة مسنة، كان هذا أمراً سيئاً بالقدر الكافي. نزل برايان أسفل السيارة ليضع آلة رفع السيارة، وقد جرح أصابعه مرة أو اثنتان. وبعد وقت قصير تمكن من تغيير العجل، وقد اتسخت ملابسه وتألمت يداه.
بينما كان يثبت البراغي في العجل، أنزلت المرأة شباك سيارته من الداخل وكلمته. أخبرته أنها من سانت لويس وكانت مجرد مارّة من هذا المكان لتذهب إلى منزلها. لم تعرف كيف تشكره بالقدر الكافي لمساعدته إياها.
تبسم برايان وأقفل صندوق السيارة. سألته السيدة كم تدفع له. أي مبلغ من المال كانت لن تمانع بإعطائه إياه. كانت تتخيل كيف كان سيسوء الوضع لو لم يتوقف لنجدتها. لم يكن برايان يفكر بتاتاً بأي أجر. لم تكن هذه وظيفته. كان هذا مد يد العون لشخص احتاج المساعدة، والله يعلم أن هناك الكثيرين ممن مدوا له يد العون عندما كانت بحاجة في الماضي. عاش حياته على هذا المنوال، ولم يفكر مرة أن يغير من طبعه وحب المساعدة والخير.
أخبرها أنه إن كانت حقاً تريد أن تدفع له ثمناً، في المرة التي ترى فيها إنسان بحاجة للمساعدة، فلتمد له يد العون، ثم أضاف قائلاً: وفكري فيّ.
انتظر حتى تمكن من تشغيل سيارتها وقيادتها. كان يوماً بارداً ومليئاً بالإحباط، ولكنه كان يشعر بالرضى وهو ذاهب إلى منزله.
بعد أميال قليلة توقفت السيدة عند مقهى صغير لتأكل شيئاً وتدفأ قليلاً قبل أن تكمل طريق عودتها للمنزل. كان يبدو المقهى بسيطاً وخارجه محطتان قديمتان لملء النفط. كان مشهداً جديداً عليها حيث لم تمر من هنا من قبل. حضرت المضيفة ومعها منشفة نظيفة أعطتها للمرأة لتجفف شعرها المبلل من المطر. كان على محيّاها ابتسامة طيبة، ابتسامة لم يتمكن عناء الوقوف في العمل طوال النهار أن يزيلها. لاحظت السيدة أن المرأة كانت حامل في شهرها الثامن، ولكن لم يغير التعب والألم من طبعها الطيب. فكرت السيدة؛ كيف يمكن لشخص لديه القليل جداً أن يكون معطاءاً بهذا القدر لشخص غريب لا يعرفه؟! ثم فكرت في برايان.
عندما انتهت المرأة من وجبتها، دفعت ثمن الوجبة بـ$100، ذهبت المضيفة بسرعة لتصرف المبلغ وتعطي السيدة باقي المال، ولكن السيدة ذهبت فوراً ولم تنتظر حتى تعود المضيفة. جلست المضيفة تفكر أين ذهبت المرأة! ثم لاحظت شيئاً مكتوباً على منديل ورقي. وبدأت عيناها تدمعان عندما قرأت ما هو مكتوب: لستِ مدينة لي بأي شيء. لقد مررت بنفس الموقف مسبقاً وشخص ساعدني كما أساعدكِ أنا اليوم. إن شئتِ أن تردي لي الأجر، عليك أن تجعلي هذه السلسلة من الحب أن لا تنتهي بكِ. وكان تحت المنديل $400 أخرى.
عادت المضيفة إلى منزلها متعبة من العمل، ذهبت إلى سريرها وكانت تفكر في هذا المال وما كتبته السيدة. كيف تمكنت هذه السيدة من معرفة كم هي وزوجها بحاجة لهذا المال؟ الطفل سيولد الشهر المقبل وكانا يجدان صعوبة في توفير ما يلزم. كانت تدرك مدى قلق زوجها. بينما كان نائماً بقربها، اقتربت وقبلته على وجنته وهمست بأذنه قائلة: لا تقلق، كل شيء سيكون على ما يرام. أحبك يا برايان آندرسون.
_______________
هناك مقولة تقول: "الخير يلف ويلف ثم يعود لأهله"، بإمكانكم أن ترسلوا هذه القصة لمن شئتم حتى تلمس قلوبهم كما لمست قلبي.
الروابط المفضلة