أحذاث الحادي عشر من سبتمبر خلفت شرخآ في العلاقة بين الإسلام والغرب . مما شجع البعض على تعميق ذلك الشرخ وإستغلاله في رسم صورة نمطية سلبية للإسلام في وسائل الإعلام الغربية ،متناسين المساهمات القيمة التي قدمتها جميع الأديان في بناء الحضارة الحذيثة والمساهمة التي يمكن ان تقدمها الحضارات المختلفة كافة في تحسين وإدراك القيم المشتركة بين البشر لأن في ذلك سلام للبشرية .

نحن العرب انفسنا مقصرين في حق حضارتنا العربية وغير قادرين على توصيل الصورة الإيجابية لها للغرب وغير قادرين على تقديم نماذج مشرفة لصور إيجابية من مجتمعنا للرجل الغربي حتى يغير من مفهومه الخاطئ والقاصر عن العرب .

كل الإعلام الغربي أصبح يكرس نظرية إن الإنسان العربي المسلم إرهابي . ماذا فعلنا نحن العرب في إعلامنا لنحذف هذه الصورة ونلغيها من قاموس الرجل الغربي ؟

الإنسان العربي مازال جاهل لدور الإعلام ومدى أهميته في غرس المبادئ والقيم المشرفة وفي تغيير المفاهيم والأفكار المغلوطة .

علينا ان نستخذم الإعلام للوصول إلى عقول الأجانب لتحسين صورة الإنسان العربي . وان نتصدى لكل من يشوه صورة الإنسان العربي المسلم .

كل عربي أصبح مستهذف في الخارج وأصبحت حقوقه منقوصة لأنه عربي . علينا كمسلمين في الغرب ان نعمل جميعآ على تعظيم دور المؤسسات الإعلامية والتعليمية والتربوية والثقافية في تصحيح صورة الإسلام في ذهنية المواطن الغربي الذي تترسخ في ذهنه يومياً صورة سوداء وقاتمة عن الإسلام والمسلمين.

ومن أهم مهمات المسلمين في الغرب اليوم التغلب على هذه الصورة النمطية العدوانية، وتقديم صورة أكثر إنسانية وإشراقا. . ولن يكون ذلك إلا بالتفاعل الإيجابي مع المجتمع المضيف، وإسماع الصوت غير ملجلِج. فمن مصلحتنا ان نتحاور ونتعايش في سلام مع الآخر دون تنازلات عن حقوق ثابتة ودون ان تذوب حضارة في الأخرى او تسيطر احداهما على نظيرتها بأي شكل من الأشكال .