شارون يا أظلم طغاة العصر وأغشمهم، وأكثرهم إجراماً وقسوة، تجمعت فيك كل سمات مجرمي الحرب عبر التاريخ، وورثت كل خبراتهم في إبادة البشر وقهرهم.
الآن ترقد في المستشفى تنتظر الموت الذي لا يأتي بعد أن فشل كبار الأطباء، وانفض من حولك الجميع هرباً من رائحة نتنة تنبعث من جسد يتقرح ويتعفن تدريجياً.
تلك نهايتك أيها الطاغية وإن بدت نهاية متميزة تليق بتاريخك الدموي المشحون بالجرائم والمذابح..
كانت كل حياتك ملوثة بدماء الأبرياء، وسيرتك مكتوبة بأنين الضحايا ودموع الثكالى وعذاب الأسرى، وصرخات المعذبين والمقهورين.
أبشع جرائمك طحن عظام أطفال فلسطين، أجمل المقاتلين من أجل الحرية،
جريمتك التي تميزت بها يا شرشر بين كل طغاة التاريخ،ومن أجلها تستحق تلك النهاية المتميزة حيث يتحول جسدك إلى صديد، وأيام حياتك الأخيرة إلى ألم ربما يتضاءل أمامه آلام النمرود، كم قتلت من شعب فلسطين؟ .... لا تذكر ...
حسنا أتذكر حين جئت للسلطة بوعد المائة يوم ...
يومها قدمت لشعب "إسرائيل" وعداً بالأمن، لكن الانتفاضة تأججت، واختار شعب فلسطين طريق المقاومة، وأبدع أشكالاً جديدة من الكفاح، وأكد أنك وشعبك لن تنعما يوماً بالأمن على الأرض المغتصبة، وهنا أقسمت أن تسحق الانتفاضة بقدميك لكن رغم العنف الذي واجهت به الانتفاضة فشلت في تحقيق الأمن الذي وعدتهم به.. ، اغتلت القادة فنعموا بالشهادة التي طالما تمنوها
وكلما ازددت عدوانا وشراسة .. كلما استمات الفلسطينيون في الدفاع والمقاومة...
أما أنت ... فبعد أن ثقلت جرائمك وآثامك على رأسك... ولم تستطع أن تقهر إرادة شعب فلسطين، خرجت رغم أنفك مهزوماً من غزة بعد أن أدركت أن ثمن احتلالها أكبر من أن يطيقه شعبك
يا شارون برغم القروح والصديد والألم والهزيمة لا تتمنى الموت، فأيامك الأخيرة هي جنتك، أتمنى لك أن تعيش حتى ترى القدس وقد تحررت على أيدي المسلمين
وسأقرأ عليك هذه القصة لعلك تعرف لم أتمنى لك العمر الطويل المديد ...
كان الإمام ابن حجر غنياً، وكان يركب يوماً جواداً أصيلاً، فاعترض طريقه يهودي فقير يعمل في مهنة حقيرة هي بيع الزيت المغلي، ويعيش على الكفاف، قال اليهودي يا إمام: إن رسولكم يقول الدنيا جنة الكافر وسجن المؤمن، فأين هي تلك الجنة التيأعيش أنا فيها، وأين ذلك السجن الذي تعيش أنت فيه.
أجاب الإمام ابن حجر: لو علمت ما أعد الله للمؤمنين في الجنة من نعيم لعلمت أنني أعيش الآن في سجن، ولو علمت ما أعده الله للكافرين من عذاب في جهنم لعلمت أنك تعيش الآن في الجنة.
الروابط المفضلة