نعم كانت قدراً .... هي كذلك .. وهي والله تدبير من الله سبحانه وتعالى أن ساقني إلى ذلك المكان ....ذلك المكان الذي استلهمت منه نوراً جعلني أحيا حياة ليست كأي حياة...وراحة ليست كأي راحة ...ولذة تستلذها النفوس...ورضاً تطمئن به القلوب ..إنها حياة الإيمان...

هل جرب أحدكم حياة الإيمان ...؟

من جربها هو الذي سيدرك تماماً ما أقوله الآن ..بل ويستشعر اللحظة التي عاش فيها بنور من الله ...

أنا والله لا أتكلم عن نفسي ...لكن ما استشعرته في تلك اللحظات يدفعني رغماً عني لأصف لكم كيف بدل الله- بحمد منه سبحانه- حياة قلبي التي كانت تضيق بالدنيا من هول المصائب إلى سعة أرى كل شيء من الله جميل حتى لو كان بالنسبة إلى منظورنا الضيق هو شر ..شر محض...صرت أراه هيناً على قلبي

لأنه جاء بحسن اختيار من رب السماوات و الأرضين ..
وأي اختيار أحسن وأجمل من الرحمن الرحيم...

قد يخطر على بالكم الآن أني كنت فتاة طائشة..لا والله لم أكن فتاة طائشة أبداً ..ولكنني سميت نفسي كما سماني الآخرون وسمى الأخريات أمثالي بـ.."ملتزمة"!!..

الذي اتضح لي فيما بعد أني غير ذلك تماماً...

في ذلك اليوم ..

كنت خارجة من باب كليتي...كان لدي وقت فراغ لأن الأستاذة لن تعطي محاضرة اليوم لوجود الاختبار بعد الساعة الثانية...

المهم ...قابلتني صديقة لي يرجع لها الفضل بعد الله في تغيير حياتي...قابلتها...

فقلت لها..إلى أين أنت ذاهبة ؟!..

فأجابت:إلى محاضرة عقيدة بقسم الدراسات الإسلامية للأستاذة.......؟!!

قلت : سمعت عنها لكن مادمت متفرغة سأذهب معك...!!

وذهبت...

ومن هناك كانت نقطة التغيير...

يا أخوات ..كنت أعيش في تلك الفترة هبوطاً في المستوى وعدم رضا عن نتائج الاختبارات وهذا يسبب مشكلة نفسية كبيرة بل مصيبة لمن كانت تعهد النتائج الممتازة طوال مشوار دراستها..

وأعتقد أن من مر بتلك الظروف سيستشعر ذلك تماماً...

المهم ...عندما ذهبت إلى المحاضرة ...كانت المادة مادة عقيدة...وهنا أريد أن أقف وقفة معكم.....

أريد أن أسألكم سؤالاً..وأريد منكم أن تجيبوني عليه بكل صراحة وصدق وأمانة...

كم مرة أخذنا مادة التوحيد من الابتدائية إلى المتوسطة...؟!!..

أين ترجمة هذه المادة على سلوكنا ؟!!..

هل نشعر حقاً بأن عقيدتنا وعقيدة أبنائنا وإخوتنا والمسلمون جميعاً لم يشوبها أي خلل؟!...

لماذا لا يكون إيماننا كما كان عليه في زمن الصحابة أو كأقرب

مثال نجد أن المسلمين حديثاً إيمانهم يفوق إيماننا نحن الذين ولدنا على الإسلام؟!.....

أ تزينت لنا الدنيا أم ماذا؟!! ..

مع العلم أن منهج التوحيد الذي كنا نأخذه هو المنهج الذي سار عليه الصحابة رضوان الله عليهم.

.أسئلة سأجيبكم عليها لاحقاً....

يا أخواتي..أتعلمون أني أخذت مادة عقيدة أخرى في ذلك المكان...

هي نفسها مادة التوحيد ...لكن..بشكل وبأسلوب آخر تماماً ...

ليس بأسلوب خذ و أحفظ واختبر.. لا..لا.. إنما هو أسلوب تقرب مني..افتح قلبك..

ثم انتظر النتيجة..كانت تلك الأستاذة التي يعلم الله كم أكن لها من حب وتقدير

لا تأتي لكي تلقي درساً وتخرج..لا..كانت تأتي لتوقظ القلوب..لتحيي النفوس ..

تأتي لترد الفطرة إلى مكانها الصحيح..لتفعيل العقيدة التي باتت ساكنة بلا حراك...

لتوثق صلتنا بالله سبحانه ونزداد حباً له ..والله إن الإيمان موجود لكنه يحتاج إلى تحريك حتى يظهر أثره على الأمة

التي تحتاج إلى تلك الحركة..أنا والله لا أبالغ...

لكن أحسبها كذلك ولا أزكي على الله أحداً...

والله لقد كانت محاضرة بالغة الجمال والروعة .

أنعشت نفسي انتعاشاً جعلني أخرج من المحاضرة وأنا في قمة السعادة ..

كدت أطير فرحاً...ومن رآني تلك اللحظة يشهد على ذلك..كان تأثيرها غير طبيعي ..

جعل الكلام يرن في أذني أياماً وكأنني مازلت في المحاضرة ..

اشتقت كثيراً لمحاضرة أخرى.. لكن كانت هناك مشكلة..فمحاضرة اللغة العربية في نفس الموعد...ولذلك عقدت العزم أن أعتذر عن جميع محاضرات اللغة العربية الباقية وأحضر محاضرات العقيدة..كان قراراً صعباً لكني استخرت وتوكلت على الله

وشعرت بأني عطشة إلى أمثال تلك المحاضرة فاعتذرت من أستاذتي وكان الرد بأن وافقت من دون أن تحسب لي أي غياب ..وهذا من منة الله علي ..

ومن تلك اللحظة وأنا مداومة على حضور تلك المحاضرة ..



أخواتي...

أعرف أن فيكن خيراً كثيراً لكن ما أجمل هذا الخير لو ازدان بحلية الإيمان...

تقول عائشة رضي الله عنها "فيما معنى قولها"..

تعلمنا الإيمان أولاً ثم جاءت الأحكام فطبقناها كما جاءت ..ولم يجدوا أي مشكلة في ذلك.

.تأملي هذا القول جيداً- أختي في الله –

لو تاملتيه لوجدت الإجابة على أسئلتي السابقة السابق...

فنحن محتاجون إلى تعلم الإيمان من جديد ..نتعلم إيماناً يوقظ النفوس

ويجعلها أكثر تعلقاً ببارئها...

حبيبتي أريدك من الآن أن تبدئي بدراسة العقيدة

وأنا بدوري سأقوم بكتابة تلك المحاضرات لك من حيناً لآخر

عسى أن تعم الفائدة للجميع بإذن الله تعالى ..

وسامحوني على أي تقصير فكل تقصير فمن نفسي وبذنب جنيته على نفسي ..

أسأل الله العفو والمغفرة والثبات على الدين

وأن يعيد الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها من رجوع إلى ربها ونصر على أعدائها..

.اللهم آمين ..اللهم آمين ..اللهم آمين...

جزاكم الله خيراً..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


م ن ق و ل