استدعى نائب مصر يوماً ابن الفرات فقال له : ويحك إن نيتي فيك سيئة وإني في كل وقت أريد أن اقبض عليك وأصادرك ، فأراك في المنام تمنعني برغيف ، وقد رأيتك في المنام من ليال . وإني أريد القبض عليك فجعلت تمتنع علي ، فأمرت جندي أن يقاتلوك ، فجعلوا كلما ضربوك بشيء من سهام وغيرها تتقي الضرب برغيف في يدك ، فلا يصل عليك شيء فأعلمني ما قصة هذا الرغيف ؟ فقال : أيها الوزير إن أمي منذ كنت صغيراً كل ليلة تضع تحت وسادتي رغيفاً ، فإذا أصبحت تصدقت به عني ، فلم يزل كذلك دأبها حتى ماتت. فلما ماتت فعلت أنا ذلك مع نفسي
فكل ليلة اضع تحت وسادتي رغيفاً ثم أصبح فأتصدق به , فعجب الوزير من ذلكك .. وقال : والله لا ينالك مني بعد اليوم سوء أبداً ولقد حسنت نيتي فيك ، وقد أحببتك .
البداية والنهاية ( 11/151/152 )
الروابط المفضلة