في العلاج النفسي يطلب الطبيب من المريض أن يتمدد على أحد

المقاعد ويقول أي كلام.. يثرثر.. (يرغي).. ويستطيع الطبيب أن يعرف ما الذي يشكو منه المريض.. ماذا يقول

وماذا يحدث له عندما يقول أو يحاول أن يخفي أو يكرر.. المهم ألا يتوقف عن الكلام.. عن السر.. عن هذه الثرثرة..


وربما كانت المرأة اكثر ثرثرة من الرجل.. ونحن نندهش كيف أن الكلام عن المرأة لا ينتهي.. لا يهم ماذا تقول..

ولكنها تجد ما تقول وتجد من يستمع إليها من بنات جنسها.. تجد صديقتين جالستين معا ساعات.. ثم تودع الواحدة

الأخرى ولا تكف عن الكلام.. وتقفان أمام باب الشقة وباب الاسانسير.. ولم ينته الكلام. كيف؟

هذه الثرثرة لها معنى.. ومن غيره تصبح الحياة الاجتماعية صعبة جدا.. خانقة. فلو أمسكت لسان المرأة فكأنك

سددت أنفها فلا تتنفس..

والرجال يفعلون ذلك أيضا.. وان كان نوع الثرثرة مختلفا. انه في السياسة أو في الرياضة.. والثرثرة ليست شيئا

تافها أو لا ضرورة له. وإنما هي شيء ضروري أن تقول وان يقال.. وان تبقي هذه العلاقة العقلية أو الاجتماعية

وإنها نوع من التخفيف من التوتر ومن الضيق أيضا.


ولولا ذلك لتحطمت أعصابنا واضطربت حياتنا..


ففي الدول الأوروبية والأميركية لا بد من زيارة الطبيب النفسي.. فهو وحده الذي يدفعون له أجرا لكي يستمع إلى

أي كلام وأي وقت. فلا أحد في الدول الصناعية الكبرى عنده وقت لكي يستمع بالساعات، ولكن في عالمنا الشرقي

عندنا وقت في الهاتف وفي المقاهي وفي الديوانية الكويتية وفي «الونسة» السودانية والصالونات السعودية.. ولسنا

في حاجة إلى طبيب نستأجره لكي يسمع فنحن نخفف عن أنفسنا أولا بأول..



وفي المقاهي نثرثر، ولولا ذلك لكان من الضروري أن يصاحبنا الطبيب النفسي ليلا ونهارا.

طلبت من صديق طبيب أمراض نفسية أن استمع إلى ثرثرة أحد المرضى. وكان رأيه: «إن هذا غير أخلاقي.. ولكن

لأنك تبحث وجاد فسوف تسمع!» منتهى القسوة. فالمريض يبكي ويصرخ ويتشنج والطبيب كأنه جهاز راديو أو

تليفزيون لا يهتز ولا ينفعل.. تماما كأي طبيب يجري عملية جراحية ويسيل دم المريض، وكأنه يتدفق عطرا ووردا،

ولم استطع أن اكمل الثرثرة التي تساعد على تشخيص المرض.

ولسنا وحدنا الذين نعيد ونزيد ونقول كلاما فارغا يملأ حياتنا.. ولكن رجال السياسة أيضا. لا يتوقفون عن الكلام

الفارغ ليلا ونهارا.. ولو زهقنا فإنهم لا يزهقون فليس الصمت من ذهب وانما الثرثرة أيضا ـ اسأل الدكاترة!

( لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )

لكن يجب أن ينتبه الشخص الثرثار إلي أن كل كلمة ينطقها محاسب عليها عند رب العالمين ..

جزاكِ الله خير الفاضلة

العفو ..........

والشكر لمرورك أختي شماليه غربيه....