رسالة عاجلة من المستشارة نهى الزينى إلى المستشار عبد الستار نصار

يا من أقسمت لله أن تقيم العدل فى الأرض .. أين ضميرك .. أين قسمك الذى أقسمته قبل أن تعتلى منصة القضاء

أو لا تستحى من الله .. أو لا تستحى من أهلك .. كيف ترفع عينك بين زوجك و أبنائك و جيرانك وأنت تكتم الشهادة .. ألم تسمع أبدا عن جزاء صاحب شهادة الزور يوم القيامة .. بل و فى الدنيا .. كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعاقب صاحب شهادة الزور أيما عقاب .. لا أريد أن أذكرك باّيات الله أو أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى القاضى الظالم .. أو فى صاحب شهادة الزور .. و لكننى أذكرك فقط يا عبد الستار .. أن الله لن يسترك فى الدنيا و لا فى الاّخرة لكتمك الحق و إعلان الباطل .. و لو كنت فعلت العكس لأصبحت بطلا بين الناس ولكنت رائدا بين زملائك المستشارين بدلا من أن تكون من المذدرين حتى من أصغر أبنائك عندما يعلم أنك قاض ظالم .. مزور .. أبدلت الحق بالباطل لدنيا زائلة ..

** وعلى العكس .. نطقت بشهادة الحق .. إمرأة بألف رجل .. حياها الله .. وجزاها الله خير الجزاء عن الأمة الإسلامية .. حين قالتها ..

لقد أعطتك المستشارة نهى الزينى درسا .. وقد أعطت كذلك لكل من تسول له نفسه إستبدال الحق بالباطل درسا لن ينساه أى عاقل.

نص الدرس

لقد كنت هناك و شاركت فى هذا الأمر, و هذه شهادة حق إن لم أقلها سوف أسئل عنها يوم القيامة، و لا أقصد بما أقول مساندة أحد او الإساءه إلى أحد ، و لكنه الحق الذى وهبنا له حياتنا و العدالة التى التى أقسمنا على الحفاظ عليها ، و قبل كل هذا و بعده خشية الله الذى أمرنا ألا نكتم شهادة الحق، و أن نقولها مهما كانت التضحيات

و الله إنه لا خير فينا إن لم نقلها و لا خير فيكم إن لم تسمعوها ..

توجهت إلى دمنهور يوم الأحد 20\11 بتكليف من اللجنة العليا للإنتخابات باعتبارى من أعضاء الهيئات القضائية، كانت الرحلة ميسرة .
فقد وفرت اللجنة العليا كل شىء من تذاكر سفر مجانية الى اقامة على أفضل مستوى، إلى بدل إعاشة جيد الى سيارات بسائقين مخصصة لتنقلاتنا - هذا فضلا عن مكافأه الإشراف التى سوف تصرف لاحقا بمعدل عدة الالاف من الجنيهات لكل عضو- كل هذا من ميزانية الدولة أى من أموال دافعى الضرائب، و هم الناخبون الذين دفعوا لنا كل هذه طواعية مقابل أن نؤدى واجبنا و نحمى إرادتهم من أى تزييف، و نحمل أمانة أن يمثلهم المرشحون الذين يخترونهم هم .. لا الحكومة .. فى مجلس الشعب.


بدأ عملنا منذ الصباح المبكر فى لجان الإنتخاب، ثم بدأت عملية الإقتراع فى الموعد المحدد بالضبط، و بالنسبة لى فقد ترأست إحدى اللجان الفرعية فى الدائرة الأولى (( قسم شرطة دمنهور)) و قد سارت عملية الإقتراع على النحو المرسوم لها فى حضور مندوبى المرشحين ووكلائهم و مراقبى منظمات المجتمع المدنى، و قد بدا لى أن العملية كلها شفافة، و ليس صناديق الإقتراع فقط، حقيقة كانت هناك بعد السلبيات، و لكنها محدودة نسبيا، و قام الأمن بواجبه فى حماية اللجان خير قيام، و عند الظهيرة جاءت أجهزة الإعلام لنقل الصورة، و قلنا ما عندنا، و بدا الأمر مثيرا للتفاؤل، فالعملية بدت شديدة الجدية، و عن نفسى بذلت ما فى وسعى للقيام بواجبى و لتجاوز السلبيات المتعلقة فى مجملها فى الكشوف الإنتخابية ، و بعدم وجود بطاقات انتخابية وردية مع أغلب الناخبين، و على يقين من أن باقى الزملاء فى اللجان الأخرى أدوا واجبهم أيضا بشرف.


بعد انتهاء عملية الإقتراع، تم نقل الصناديق المبرشمة بصحبتنا إلى مقر اللجنة العامة فى حراسة أمنية، حيث بدأ الفرز فى سرادق واحد ضخم مفتوح الجوانب و مغطى السقف، و بدأت كل لجنة فى عملية الفرز بحضور مندوبى المرشحين أيضا، و كان واضحا منذ البداية أن المنافسة على مقعد الفئات انحصرت عمليا بين شخصين هما : دكتور مصطفى الفقى مرشح الحزب الوطنى و دكتور جمال حشمت مستقل مرشح الإخوان المسلمين أو ما يطلقون عليه التيار الدينى و كانت عملية الفرز علنية و على مرأى و مسمع من الجميع، و منذ الوهلة الأولى بدا تقدم جمال حشمت ، ثم مكتسحا بفروق ضخمة عن منافسه، و كان مندوبوه فى جميع اللجان يهللون فرحا بتقدمه، بينما بدا التوتر و التجهم واضحا على مندوبى مصطفى الفقى ، ثم بدأوا فى محاولة اختلاق المشاكل، و لكن الأمور سارت أيضا على النحو الصحيح، و قام رؤساء اللجان بواجبهم و أنهوا عملية الفرز، ثم تسليم النتائج للجنة العامة، و بعدها انصرف أغلب رؤساء اللجان الفرعية ، و بقى قليلون- كنت منهم- ثم انصرفوا و بقيت حتى أرغمت على الإنصراف.

عقدت اللجنة العامة فى حجرة واسعة تم اغلاق بابها و منع الدخول إلا لرؤساء اللجان الفرعية لتسليم محاضر الفرز، ثم الإنصراف، و قد اختار رئيس اللجنة العامة عضوين بها من رؤساء اللجان الفرعية. احدهما عضو بهيئة قضايا الدولة ، و لست أفهم .. رغم احترامى الشديد للهيئة العريقة و أعضائها- كيف يصلح محامى الحكومة،لأن يتولى ما يشبه الفصل فى منافسة تجرى بين طرفين، احدهما ممثل الحكومة؟




و سوف أذكر فيما يلى ملاحظاتى على ما جرى:

1- قمت بتسليم نتائج لجنتى متأخرة، لأننى أعدت الفرز حتى لا يبطل صوت صحيح أو العكس، اى أن نتيجة لجنتى-إن لم تكن اخر نتيجة- فإنها كانت من النتائج المتأخرة جدا.

2- كانت المؤشرات قرب النهائية القادمة من اللجان الفرعية تدل على أن المرشح جمال حشمت حصل على 25 ألف صوت على أقل تقدير بينما حصل مصطفى الفقى على 7 الاّف صوت على اعلى تقدير.

3- أثناء عملية تجميع الأصوات حاول المرشح جمال حشمت التواجد داخل اللجنة العامة، و لكن تم اخراجه منها.!

4- خلال الفترة التى جلست فيها داخل اللجنة العامة .. مع ملاحظة أننى بقيت حتى الإنتهاء من تسليم جميع النتائج .. كان بعض الموجودين سواء من القضاه أو غيرهم يستخدمون المحمول ، و دار الحديث فى مجمله عن تقدم المرشح جمال حشمت، و استخدمت فى الدلالة على هذا عبارة
اكتساح

5- تلاحظ لى وجود أفراد من الداخلية داخل اللجنة العامة، كان احدهم يجلس على طاولة التجميع ، و يشارك فى العمل (( و قد أخبرنى أحد اعضاء اللجنة العامة الذى أدعوه للشهادة بأنه من أمن الدولة))

6- طلب منى رئيس اللجنة العامة الإنصراف بعد مرور الوقت ، ليس بقصير، فأنصرفت و أنا متحققة من النتيجة، لذا كان تعجبى من صيحات التشكيك من أنصار جمال حشمت فى الخارج، و اعتقدت أنهم يبالغون كعادتهم ففوز مرشحهم بات امرا محسوما بالنسبة للجميع من شاركوا فى العملية ، و كان هذا موضوعا للحديث بين الجالسين داخل اللجنة العامة حتى قال أحدهم : إن سقوط مصطفى الفقى سوف يقلب الدنيا .

7- قبل الإنتهاء من أعمال التجميع انصرف أحد أعضاء اللجنة العامة و هو مستشار من رجال القضاء و هو الشخص ذاته الذى دعوته قبل قليل للإدلاء بشهادته مما حمل إلىً مؤشرا خطير.

8- بعد انصرافى، بدأت الأخبار تصلنى بأن ما حدث فى دائرة الدقى فى المرحلة الأولى، سوف يتكرر هنا، و أنه من المستحيل ترك مصطفى الفقى ليخسر أمام جمال حشمت ( أنا هنا لا أتحدث عن رأى الناخبيين و لكننى أتحدث عما سمعته من رجال القضاء المشرفين على الإنتخابات، و قد طلبت منهم قول الحق و ها أنا أدعوهم ثانية لشهادة الحق).

هذه شهادتى أدلى بها أمام الرأى العام، و أنا أعلم تماما ما سوف تسببه لى من متاعب، و لكن ماذا لو كسب الإنسان العالم كله و خسر نفسه؟



و لكى لا يزايد علىً أحد أبادر بالقول صادقة: إننى أخالف الإخوان المسلمين فى الكثير جدا من أرائهم و توجهاتهم و على المستوى الشخصى أعلم أن الدكتور جمال حشمت شخص محترم و كنت أتمنى لو لم يكرر تجربة خوض الإنتخابات مرة أخرى بعد ما حدث له فى الدورة الماضية أما و قد فعلها فعلينا ان نحترم إرادة ناخبيه و أن نحمل الأمانة التى كلفنا بها.

و أنتم يا رجال القضاء ..!!!



يا أملنا فى عالم أفضل, لقد صدعتم رؤوسنا بالحديث عن القضاء الجالس و القضاء الواقف و بالتشكيك فى ذمم الناس على أساس من الجلوس و من الوقوف ، و لكنكم نسيتم نوعا ثالثا أخشى أن يزداد انتشارا و أن يسود و هو (( القضاء المنبطح)) و لن أعتذر للكلمة، و لن أسحبها فانتم تعلمون أنها كلمة حق لقد خرج القضاه من مذبحة 1969 متطاولى القامة شامخى الهمة، لم يزلزلهم اغتيال حصانتهم و قطع أرزاقهم بل ظلوا خير سياج للعدل و الحق، غير أنه مع الأسف من لم يرهبهم سيف المعز تراخت إرادتهم أمام ذهبه و بلادته و مكافأته و انتداباته فى السلطة التنفيذية، حيث يتحول الجميع جالسين وواقفين إلى مرؤسيين لورزاء تنفيذيين منبطحيين أمام توجيهاتهم حريصيين على عدم ضياع مكتسبات مادية مغرية استبدولها باستقلالهم و شموخهم و ترفعهم عن الشبهات.

إننى و من خلال هذا المنبر أدلى بشهادتى ، و بما علمته فى واقعة تزوير نتيجة انتخابات الدائرة الأولى بدمنهور ، و أوجه نداء إلى من شهد الواقعة و شارك فيها للإدلاء بشهادته أيضا .. قال لى أحدهم لاحقا أنه لا يستطيع أن ينام بعد ما حدث .. و أستصرخ همة القضاه الأحرار أن يتوقفوا عن المشاركة فى ألإشراف على الإنتخابات، حتى ينالوا استقلالا حقيقيا يمكنهم من السيطرة الحقيقة و الكاملة على العملية من أولها لأخرها و لأن ينسب التزوير إلى غيرهم خير من أن ينسب إليهم.

أقول قولى هذا و استغفر الله لى ولكم، و لكننى لن استغفره للذين فعلوها و شاركوا فيها و حضروها، حتى يثوبوا إلى رشدهم و يقولوا قولة الحق و يعلموا أنه لن يصيبنى و لن يصيبهم إلا ما كتب الله لنا.


المستشارة الدكتورة/ نهى الزينى

نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية
منقول

عذراً أختي الفاضلة

يمنع مناقشة الأمور السياسية في المنتدى