هنا من اسلام اون لاين تحت باب مشاكل وحلول وجدت كلاما مهما كإستشارات في هذا الشأن يرد عليها خبراء وارجو المعذره من الجميع إن كان في الاتي مايخدش الحياء ولكنه واقع
المشكلة
السلام عليكم.. أما بعد فالرجاء الإجابة عن هذه الاستفسارات بكل دقة وإحكام.. ما ماهية المرض النفسي الذي يعرف بالجنسية المثلية؟ وهل هو أن يولد العبد ذكرًا لكنه يحس ويشعر أنه فتاة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى؟.. وما هي حقيقة هذا المرض اجتماعيًا ونفسيًا ودينيًا.. وهل له علاج وكيف؟.. وما هي المدة القصوى؛ ليسترد فيها المريض طبيعته؟.. وما موقف الدين الإسلامي من هذه الحالة الغريبة.. الرجاء إشراك الأطباء والحكماء والعلماء للرد على هذا الاستفسار، وبارك الله فيكم.
اسم الخبير
الحل
الأخ الكريم، نحن لا نرد على الأسئلة العامة في المعتاد، ولكننا سنرد على سؤالك؛ لأنه متكرر بكثرة..
الأصل هو أن يميل كل جنس للجنس الآخر، هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، ولكن أحياناً يحدث انحراف لهذه الفطرة، فيميل الشخص إلى نفس جنسه عاطفياً (ويشعر الذكر أنه أنثى وتشعر الأنثى أنها ذكر) وسبب هذا الانحراف هو أن (الجنس) جزء حساس ودقيق جداً في بناء الإنسان، وسرعان ما يتأثر هذا الجزء الحساس تأثراً موجعاً بأي خلل تربوي يتعرض له الإنسان، أو أي خلل في المجتمع عموماً، وللأسف يحدث الخلل الجنسي للشخص في تدرج وفي صمت شديد، كما أنه يأخذ صوراً وأشكالاً عديدة تختلف من حالة لحالة، ويلعب الاستعداد الشخصي دوراً هاماً في الاستجابة لهذا الخلل، فهناك أشخاص لديهم استعداد هرموني وجيني (للمثلية)، وهناك أشخاص عندهم استعداد لصور أخرى من الخلل الجنسي مثل السادية أو الخوف المفرط من الجنس… وغيرها أي أن الموضوع باختصار هو أن هناك عوامل خارجية تلتقي مع استعداد خلقي لينتج عنها صور مختلفة من الانحراف الجنسي، و(المثلية) هي إحدى هذه الصور، وليست الصورة الوحيدة، وإن كانت الأغلب تقريباً.
والسؤال: ما هي إذن قواعد التنشئة الجنسية السليمة التي تمنع حدوث هذا الخلل؟! وما هو النظام الذي وضعه الإسلام فلما ابتعد الناس عنه حدث للفطرة ما حدث من نسخ وانحراف؟
أولاً: أن يتعرف الشخص على الجنس ويكتسب ثقافته الجنسية في الوقت المناسب، وبالتدريج، وبالطريقة المناسبة، ومن المصدر المناسب، ومن خلال مداخل غير مباشرة أحياناً أو مباشرة مع الإيغال في الأمر برفق كما علمنا الإسلام أن نفعل مع أبنائنا وكيف نرشدهم إلى موجبات الغسل مثلا أو كيف نربيهم على الاستئذان على الأب والأم في الأوقات الثلاثة التي حددها الشرع.
ثانياً: شعور الإنسان بالرضا عن جنسه، فالذكر ينشّأ على الرضا بأن الله خلقه ذكراً، والأنثى كذلك، كما يعلمنا الإسلام العدل بين الأبناء، وأن نوضح لهم أن الاختلاف بين الذكر والأنثى اختلاف وظائف وليس اختلاف درجات، ولكن عندما تعامل الأنثى على أنها جنس من الدرجة الثانية لا رأي لها، مسلوبة الحرية في بيت أبيها ثم في بيت زوجها، فإنها تسخط على أنوثتها وترفضها، وكذلك الإفراط، فيتحمل الولد الذكر ما لا يطيق من مسئوليات؛ لأنه (رجل) فهذا أيضاً يجعله يتمرد على جنسه، ويتمنى الانسلاخ منه.
ثالثاً: الجو الأسرى الصحي الذي يمارس فيه الأب دوره كرجل، وتمارس فيه الأم دورها كأنثى مهم جداً. ولكن عندما تختلط الأدوار فنجد المرأة تعمل والأب عاطل، أو نجد المرأة قوية الشخصية والرجل مقهور، أو نجد الخلافات بينهما لا تنتهي.. هذا أيضاً يؤثر في التنشئة الجنسية للأطفال، فتختلط عندهم معاني الأنوثة والرجولة.
والإسلام أيضاً وضع لنا صورة نموذجية لعلاقة الزوج والزوجة داخل الأسرة، ووضع لكل من الطرفين حقوقاً وواجبات، وحدد وظيفة كل طرف بما يناسب ما خلقه الله من أجله دون احتقار لوظيفة الطرف الآخر.
حدوث الخلل في هذه القواعد التربوية الثلاث يؤدي إلى اضطرابات كثيرة منها (المثلية) وهذه المثلية تأخذ صوراً وأشكالا عديدة:
1- من حيث الشعور بالجنس: أحياناً يكون لدى الشخص شعور واضح بأنه ينتمي للجنس الآخر، وربما يسعد الرجل بوقوفه أمام المرآة مرتدياً ملابس النساء، وأحياناً يشعر بمجرد الميل العاطفي لنفس النوع مع الاحتفاظ بشعوره الجنسي.
2- من حيث توقيت ظهور الخلل: غالباً ما يبدأ منذ المرحلة السابقة للبلوغ (أي في سن التاسعة أو العاشرة للفتاة والثانية عشرة للفتى). وأحياناً يطرأ كحالة في سن متأخرة قليلاً عن هذا.
3- من حيث حدود الميل: يبدأ (بالعشق العاطفي) ويمتد للمستوى الجسدي بكل درجاته.
4- من حيث الشفاء: البعض قابل للشفاء تماماً، والبعض قابل للشفاء في وجود استعداد كامن فتظل هناك بعض المحاذير والضوابط التي يجب أن يلتزم بها ولا يتجاوزها مدى الحياة عند تعامله مع نفس الجنس، والبعض غير قابل للشفاء أو نستطيع أن نشبه هذا النوع الثالث بمرض (السكر) فهو مرض مزمن لا شفاء منه حتى الموت، ولكن المريض يستطيع أن يتعايش معه إذا التزم بنظام معين يمنعه من التعرض للوقوع في المحظور.
5- ويبقى السؤال الأخير: ما هو موقف الدين؟
الدين في الأصل ومن باب "الوقاية خير من العلاج" – وضع قواعد للتنشئة السليمة للمجتمع – والتي ذكرناها – أو تلك القواعد تجنبنا لحدوث هذا الخلل، ولكن نحن الذين ابتعدنا عن هذه القواعد؛ فأصاب الويل الجميع ظالماً ومظلوماً، والكل يشترك في دفع الثمن. يقول تعالى: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".
ولكن حدوث خلل لا يكون مبرراً لخلل آخر، فالذي سرق لا يكون هذا مبرراً ويبيح له أن يسرق، والذي أدت ظروف نشأته إلى هذا الانحراف فليس هذا مبرراً يبيح له أن ينحرف، عليه أن يشترك في دفع ضريبة انحراف المجتمع وحسابه على الله يوم القيامة، يوم يقتص الله للمظلوم من الظالم.
وأكرر أن أي ممارسة أو اتباع لهوى النفس والانقياد وراء هذا الميل هو حرام شرعاً، والمقام هنا يضيق عن ذكر عشرات الآيات والأحاديث التي تحرم (اللواط) أو (السحاق)
والنصيحة الأخيرة في هذا الموضوع:
1- الاكتشاف المبكر للخل منذ الطفولة.
2- المتابعة والرعاية للشخص وخاصة في سن ما قبل البلوغ.
3- لجوء الشخص إلى الطبيب النفسي فوراً؛ ليخضع لنظام معين لتنمية شعوره بجنسه الحقيقي أو تنمية ميله للجنس الآخر، ووضع الحدود والضوابط التي يجب أن يلتزم بها مؤقتاً أو إلى الأبد – مع بني جنسه حتى لا يقع المحظور.
4- كما نحذر من الشعور المفرط بالذنب وتوبيخ النفس لوجود هذا الخلل، فإننا أيضاً نحذر من أن يشعر المرء بأنه عديم الحيلة، وأنه لا ذنب له إذا ارتكب الخطأ، فهذا كلام غير مقبول، لقد خلقنا الله تعالى على هذه الحياة ووضع في طريقنا سلسلة من الاختيارات تؤهلنا – بإذن الله – للجنة إذا اخترناها بنجاح، ولو استسلم كل شخص للخطأ لما نجح أحد في الاختبار.
5- حسن الصلة بالله (والتفاؤل، والرضى، والأمل في الشفاء، كل هذه عوامل لها أبلغ الأثر من أجل حياة طيبة ناجحة).
المشكلة والاستشارة
الميول المثلية.. خبرة علاجية
بسم الله الرحمن الرحيم، إني أرسل هذه الرسالة، وكلِّي أمل بأن تجيبوني الإجابة الشافية في أسرع وقت ممكن. أنا مدرس في أحد مراكز التحفيظ في .... وعندي طالب(عمره 13سنة)، قد تعرَّض للاغتصاب قبل عامين، وهو الآن يعاني من شعور الموقف، ويبحث عن الأشخاص أصحاب الأجسام الممتلئة لكي يفعلوا به تلك الفعلة مجددًا، وللعلم هو شاب وسيم جدًّا، ونحن نعيش في منطقة يكثر فيها التحرش بالمرد.
الحل
الأخ السائل، تختلف النظريات في تحليل أسباب الميول الجنسية المثلية، وإن كان يفيد مراجعة التاريخ الجنسي لهذا الولد منذ الميلاد والنشأة في الوقوف على موطن الخلل، وردًّا عليك نقول: إن هذا نوع من السلوك الشاذ، وهو درجة من درجات الشذوذ الجنسي، حتى ولو لم تتم الممارسة الكاملة، الفيصل في التخلص منه هو الدافع والرغبة الداخلية لدى المبتلى به في التخلص منه، ودعني أوضِّح لك هذا الأمر بما حدث في الغرب، فأهل الغرب لمَّا عجزوا عن التعامل مع هذا الشذوذ؛ لعدم وجود الدافع لديهم للتخلص منه، حيث لم تنجح الدوافع الاجتماعية أو الرفض الاجتماعي في الحد من ذلك الشذوذ.. أراحوا أنفسهم واعتبروه نوعًا من الاختلاف في الميول الجنسية، وأصبح تكاملهم مع هؤلاء الشواذ ينصب على طمأنتهم على أن ما يفعلونه شيء طبيعي، ويجب ألا يشعروا بالخجل منه!!
وتجربتي في التعامل مع هؤلاء الشواذ من خلال الطب النفسي أثبتت لي هذه الحقيقة، بمعنى أن الذين حضروا إلى مركز الاستشارات النفسية راغبين في العلاج بدافع ديني قوي، ورغبة في التخلص من هذا السلوك الشاذ، حيث علموا بحرمته، وأنه يوردهم نار جهنم.. هؤلاء نجح العلاج معهم بالرغم من طول المدة والمجهود الضخم الذي بُذِل معهم.. أما الذين يأتون لأسباب اجتماعية، بمعنى أنهم واقعون تحت ضغط اجتماعي يدعوهم للزواج، أو يخافون أن ينكشف أمرهم فعلاً وهم يطلبون العلاج تحت ضغط الفضيحة والرغبة في إظهار حسن النوايا في التخلص من هذا الشذوذ.. هؤلاء لم ينجح معهم العلاج ولم يصبروا عليه، ولم يستمروا فيه؛ لأن هذه الدوافع لا تكفي وحدها للتخلص من هذا الشذوذ.
وحقيقة.. تركيزي على الدافع الديني، وربطه بالحرمة والمصير في نار جهنم، باعتباره كبيرة من الكبائر، له علاقة بأسلوبي في العلاج، والذي يعتمد على ربط هذه الرغبة الشاذة أو التفكير فيها، أو النظر إلى الرجال، أو ممارسة العادة السرية في اتجاههم.
ربط كل ذلك بشيء مؤلم، اخترت أن يكون النار، بمعنى أن أطلب من الشخص أن يحمل معه دائمًا "ولاعة غاز" مما تستخدم في إشعال السجائر، وبمجرد تحرك الشعور أو التفكير أو الرغبة أو النظرة أو… تجاه هذا الشذوذ، فإنه يُشعل الولاعة ويضع أصبعه فيها حتى يكاد يحترق، فينصرف تفكيره ورغبته عن هذا الشذوذ أولاً، ثم يرتبط هذا الشعور الشاذ – مع تكرار ذلك - بالألم الناتج عن حرق أصبعه، فيبدأ في رفض هذا الشعور، وعدم الرغبة في تكراره، حيث يؤدي به إلى الألم، ثم أطلب منه أن يفكِّر في نار جهنم، وهو يرى نار الولاعة، ويتذكر كيف أنه لم يستطع تحمَّل نار الولاعة البسيط والألم الناتج عنها في أصبعه، فكيف له أن يتحمل نار جهنم التي ستشوي جسده، وكل موضع للرغبة الشاذة فيه؟ وكيف أن الله سبحانه سيبدِّل جلده جلدًا غيره حتى يتكرر الألم.
وتتكرَّر الفكرة والتذكر مع كل مرة يفكر فيها في هذا الرغبة الشاذة، فتتوقف الفكرة ولا يرغب في الوصول إليها، ويتواكب مع ذلك دعوته إلى التفكير في الطريق السليم للعلاقة الجنسية الطبيعية، ومحاولة إحياء الشعور ناحية المرأة فيه؛ حتى يعود إلى الطبيعية السوية.
وبعض هؤلاء يكون ثنائي الميل؛ بمعنى أنه يميل للمرأة أيضًا، ولكنه يفضّل الرجال، وهذا النوع نركِّز معه على العلاج بالطريقة الأولى، ونقوِّي رغبته وعلاقته في الاتجاه الثاني، ويحتاج العلاج إلى جلسات نفسية مستمرة قد تزيد عن العام، وفي الحالات التي نجحتُ في علاجها احتاج الأمر إلى فترة وصلت إلى عام ونصف مع إحدى هذه الحالات، ولكنه نجح في النهاية في التخلص من هذا الشذوذ، واستطاع أن يمارس حياته الطبيعية، ولكن مع صبر طويل، ودأب على الاستمرار في العلاج.
سيدي الفاضل.. أردت أن أوضح لك من كل ما سبق أمرين:
الأول: طبيعة هذا البلاء، وأساس علاجه.
والثاني: إن علاج هذا الأمر يحتاج إلى العرض على متخصص، ويحتاج إلى برنامج علاجي قد يطول وقد يقصر؛فهذا الفتى يعاني من نوع من الانحراف السلوكي، ويحتاج إلى العلاج النفسي السلوكي لدى الطبيب النفسي المختص
وبالتالي فإن الدور الهام الذي يمكن أن تقوم به هو توصيل معنى الحرمة إلى هذا الفتى، فيُوجد هذا في نفسه الدافع إلى الإقلاع عن هذا الأمر، وكذلك حثُّه على اللجوء لطبيب مسلم أمين مختص لمساعدته في الوصول إلى موطن الخلل، ووضع برامج العلاج المناسبة
العنوان
اللواط.. مواجهة الحقائق
المشكلة الأولى:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في البداية أتقدم بالشكر الجزيل والاحترام التام لكل من ساهم في هذا المنبر، أما بعد، أنا شاب من ....أبلغ من العمر 21 سنة، بدأت مشكلتي منذ سنة، عندما بدأت أمارس عمليات جنسية "اللواط" مع صديق لي، لكنني بعد ذلك ندمت على ما فعلت، وتبت إلى الله، وبدأت في القيام بواجباتي الدينية، والمشكلة هي أن صديقي يعمل معي في نفس العمل، وعندما أراه أحس بشيء داخلي يجذبني إليه، المرجو منكم أن تَدُلُّوني على طريقة تجعل علاقتي به عادية كعلاقة أي صديق عادي بصديقه، أرجوكم أن تساعدوني، كما أرجو أن تسامحوني على الموضوع وتتفهموا الموقف. وجزاكم الله كل خير.
المشكلة الثانية:
بسم الله، والصلاة والسلام على الحبيب سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ معلم البشر ومنتشلهم من الظلمات إلى النور، أما بعد، فأنا مشرف اجتماعي على إحدى المدارس الإسلامية في بيروت، وقد وجدت أن تلميذًا يعاني من الشذوذ الجنسي، وقد تكلمت معه حول الموضوع، فتبين أنه أصبح هكذا نتيجة اعتداء عليه في الصغر، وهو يرفض فكرة الطبيب النفسي، وهو بالتالي يثق بي، فهل بإمكاني مساعدته أو حتى بالإنابة عن الدكتور النفسي وخصوصًا أنها مشكلة عصيبة ؟
المشكلة الثالثة:
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد، فأنا أعرف شابًّا ملتزمًا وعلى خلق، ولكنه يعانى من شذوذ (لواط) ولكنه والحمد لله لا يمارس هذا الموضوع؛ لخوفه من الله، ولكنه دائم التفكير فيه ونفسه تسول له دائمًا أن يمارسه، وهذا الموضوع يؤثر عليه في حياته لشعوره بالنقص عن الآخرين، علمًا بأنه متزوج ومعه أولاد، صرح لي بهذا الموضوع لكي أساعده على حل هذه المشكلة، فقلت له: داوم على كثرة الطاعات والاستغفار والدعاء؛ لعل الله أن يشفيك من هذا، فقال لي: إنه يفعل هذا فعلًا، ولكن التفكير في الموضوع لا ينقطع، وهو يريد أن يكون شخصًا طبيعيًّا، أود من سيادتكم أن تساعدوني في حل هذه المشكلة، وأريد الإجابة عن بعض التساؤلات: ما سبب هذا الموضوع؟ ومن أين يأتي؟ وكيفية علاجه العلاج الفعال والعملي؟ وهل هناك أماكن لعلاج مثل هذه الأمراض؟ أرجو سرعة الرد لضرورة الموضوع، وجزاكم الله خيرًا.
المشكلة الرابعة:
أنا فتى شهوتي الجنسية تميل للفتيان والرجال! لا أدري ماذا أفعل؟؟ فقد تسببت في مشكلات كثيرة..وفضائح عدة!! وأنا أمارس العادة السرية بشراهة؛ مما أدى إلى تدهور صحتي ومستواي التعليمي، علمًا بأن عمري 16 عامًا... أرشدوني للحل... وجزاكم الله كل خير..
الـــــــــــــــحل
الإخوة الأعزاء: آثرت أن أضم مجموعة الأسئلة التي جاءت متزامنة "قدراً" لأرد عليها جميعاً بعد أن أقول: إن لدينا بالفعل يا إخواني وأخواتي مشكلة جنسية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، فالفوضى الموجودة في بلدان الغرب موجودة لدينا، ولكن على نحو مختلف.
ودون استطراد طويل أقول: إن المجتمع الذي لا يكون فيه الزواج سهلاً وميسوراً، وكذلك الطلاق، يكون عرضة لانحرافات هائلة في سلوكه الجنسي، فإذا زاد على صعوبة الزواج اضطراب النظرة للفطرة التي فُطر الناس عليها من حيث احترام الغريزة التي أودعها الله في الإنسان، والتعامل معها بتوازن دون إفراط أو تفريط، دون إباحية أو مصادرة، دون انحلال أو كبت، إذا اضطربت هذه المساحة في حياة مجتمع من المجتمعات كان طبيعيًّا أن نرى ما نرى حولنا.
وكما قلت من قبل: إن الشباب ليس مسئولاً عن هذه الفوضى، بل ربما كان هو الضحية الأولى لها.
الشباب ليس مسئولاً عن غلاء المهور، أو عن التحكمات السخيفة للأسر بشأن الماديات، والاعتبارات الشكلية، الشباب ليس مسئولاً عن شيوع المهيجات والمثيرات، وضغطها على الأعصاب هائل، الشباب ليس مسئولاً عن ضعف الاقتصاد، وسياسات التشغيل الفاشلة، وبرامج التنمية المتعثرة.
والشباب ليس مسئولاً عن مزاج الكبار المختل، هؤلاء الكبار الذين يرون الجنس عيباً، والزواجَ بالتالي أداء واجبًا، والأسرةَ مجرد مؤسسة تقليدية عتيقة.. إلخ.
ألم يَحِن لنا أن نتأمل في حياتنا، ونتعامل بواقعية وجدية مع مشاكلنا، ونكف عن دفن الرؤوس في الرمال، وتخدير النفوس بالآمال الكاذبة، والأساطير الخادعة عن مجتمعات وهمية تحافظ على الفضيلة، وتتمسك بالأخلاق في مقابل مجتمعات غربية منحطة ومفككة!!
السوس ينخر في صلب البنيان، والأمر يحتاج إلى شجاعة ربما تستطيعها الأجيال الجديدة بعد أن استسلمت الأجيال الأكبر لقدرها أو لكسلها في مواجهة مشاكلها.
هذه هي الجذور والبيئة المسمومة التي ينبت فيها الانحراف الجنسي، و"اللواط" هو أحد هذه الانحرافات.
والقرآن وصفه بأنه "شهوة": "إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء".
وفي العلم الغربي الحديث يعتبرونه تنوعاً طبيعيًّا بين البشر!! والحق أنه انحراف جنسي تتعدد روافده المحتملة، ويزداد وزن كل رافد أو يقل من حالة إلى حالة.
فمن الروافد التعرض للتحرش الجنسي بدرجاته في سن صغيرة، ومنها التنشئة المنحرفة التي تسبب اضطراباً في إدراك الهوية الجنسية، ومنها البيئة الاجتماعية المحيطة التي تضطرب فيها - أحياناً - الأدوار الاجتماعية المرتبطة بالجنس.
فعندما ينشأ الإنسان في ظل أسرة تعمل فيها المرأة، وربما الرجل عاطل عن العمل، وقد تدخن المرأة "والتدخين مرتبط بالرجال عندنا" وتخرج في استرجال واضح ملبساً وسلوكاً، وربما تخلت عن بقية الأدوار التقليدية للمرأة في الأسرة العربية من طبخ، ورعاية أطفال… إلخ.
في البيئة الاجتماعية التي تضطرب فيها الأدوار يكون الإنسان أكثر عرضة لهذا البلاء، وهناك رافد آخر هو الاضطراب الجنسي الحادث في سن المراهقة ليس في تحديد الهوية الجنسية فحسب، ولكن في تحديد الاختيارات النفسية والاجتماعية والدراسية، وهناك الرافد البيولوجي، فهناك إحصاءات وأبحاث تقولك: إن للجينات الوراثية ثم الهرونات واضطراباتها دورًا في إحداث هذا المرض.
ويبقى عامل لم أجعله الأخير لقلة أهميته، ولكن ليكون ذلك أدعى للانتباه له، وهو الكبت الجنسي الذي تعيشه مجتمعاتنا، ولا أقصد بالكبت هنا ما يشير إليه البعض ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ولكني أقصد به تلك القيود الحديدية، والاحتياطات العسكرية التي تضعها بعض مجتمعاتنا على العلاقةالشريفة المنضبطة بين الفتى والفتاة بدعوى سد الذرائع إلى الفساد، فيقعون في فساد أكبر، وانحراف أشد.
والتجربة الواقعية تغني عن الاستطراد، وهذه المجتمعات التي تعتبر نفسها "محافظة" تهرب من مصارحة الذات بحقائق الاضطراب، الأمر الذي لا يخفى على من يعمل هناك في مجال الطب النفسي، أو التوجيه الأسري والاجتماعي.
أقول: إن المجتمع المسلم الأول في بواكيره حول النبي المصطفى كان منفتحاً ومتفاعلاً أشد الانفتاح والتفاعل بين الجنسين في إطار ما حدده الله سبحانه لا ما أضافته الأهواء المضطربة أو الأمزجة المنحرفة.
فحين تصبح العلاقة المنضبطة بين الجنسين في إطار الأسرة والمجتمع وقيم الشرع جريمة يحاسب عليها المجتمع حساباً عسيراً، عندما يحدث هذا نصل إلى حالة يصبح فيها الممنوع مرغوباً ثم متحققاً على نحو منحرف، وقد تصل رسالة القمع إلى البعض؛ فيتجاوب معها بالانحراف إلى طريق "اللواط"، و"اللواط" بالتعريف: هو اشتهاء الجنس المثلي بدلاً من الجنس الآخر، وهو سبيل – مثل الزنا – يبدأ بالتفكير، وينتهي بالممارسة وهو انحراف في الرغبة، وانحراف في الإرادة يجعل الإنسان، ولو كان يتحرى الحلال – متورطاً في عشق الرجال بدلاً من أن يعشق النساء اللائي زين الله حبهن في القلوب.
وبالجملة فهو مرض يحتاج إلى علاج للرغبة المنحرفة، وللإرادة المنحرفة، وأنا هنا أريد الخروج من هذه الثنائية التي ترى في المبتلى بهذا المرض شخصاً يستحق الشفقة، أو مجرماًشيطانًا يستحق العقاب، فالحقيقة أن كلا التصورين مغلوط، ويحتاج المريض إلى عون متخصص وعون غير متخصص.
أما العون المتخصص فنتوقعه من الطبيب النفساني أساساً، ويتمثل في برامج متدرجة ومتنوعة تناسب حالة المريض، وهذه الصفحة التي بين أيديكم ليست عيادة إكلينيكية، ولا يمكن أن تحل محل المناظرة والمباشرة الطبية، فإذا أراد أحد - من غير المتخصصين - أن يتعاون يلزمه أن يراجع طبيباً نفسانيًّا قريباً، ويحيطه علماً بتفاصيل الحالة، ويبدأ في تنفيذ توجيهاته، ونقل ردود الفعل إليه بأمانة، وإن كنا نرى - رغم صدق النية - أن المناظرة الإكلينيكية المباشرة، ولو على فترات لازمة، وعلى المريض أن يوازن بين ضرر الاستمرار في هذا البلاء الذي سيتطور معه، ويتواصل إلى ما بعد الزواج "كما تذكر إحدى الحالات المعروضة هنا"، وضرر مراجعة الطبيب النفساني مما يسبب له حرجاً اجتماعيًّا ونفسيًّا.
نحن بين ضررين هنا:
الأول: استمرار المرض واستفحاله.
الثاني: البعد الاجتماعي والنفسي.
وأرى أن الثانية يمكن التغلب عليها بمراجعة طبيب من مدينة أخرى غير مدينة المريض، أو حتى بلد آخر إن توافر ذلك.
أما العون "غير المتخصص" فيستطيع حتى المريض تقديمه لنفسه بمحاولة مقاومة الشهوة المنحرفة، ودفع الميل إلى الاتجاه الصحيح، وله أن يستعين في ذلك بكل ما يستطيع إلا سبيل الزناوالحرام، فإنه يكون عنده كالمستجير من الرمضاء بالنار، ومن قبل ومن بعد فإن تقوية وازع التقوى، ومراقبة الله ـ عز وجل ـ من ناحية، والزواج القائم على الحب والمودة، والمستقر بإشباع للطرفين من ناحية أخرى؛ من شأنه أن يساعد البرامج العلاجية المتخصصة، هل يمكن أن يتم الشفاء دون مراجعة الطبيب؟!
هل يمكن أن يتم الشفاء فقط بمراجعة الطبيب؟!
يتوقف هذا على شدة تمكن المرض واستفحاله، والعلاج في السن الصغيرة أسهل، والجهد غير المتخصص يعين على سرعة الشفاء، وصحبة الأصدقاء، والأسرة المتفهمة تدعم كل هذا وتقويه، والله سبحانه يرى كل هذا ويباركه إن علم من الجميع صدق النية وجدية التوجه، فهو بيده مفاتيح القلوب والرغبات ندعوه أن يحبب النساء لهؤلاء المرضى وأن يزين لهم الرغبة فيهن، وأن يوجه قلوبهم تجاه الاختيار الذي فيه كمال المتعة السوية، وبقاء النوع الإنساني، وأن يجعلنا جميعاً على قدم الحبيب المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ نتبع خطاه ونلتمس هديه، وهو القائل: "حبب إليّ من دنياكم: الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة" والله أعلم.
العنوان
الشذوذ الجنسي
غموض وحيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله كل خير على هذا العمل، وأدعو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، أريد أن أعرف الأسباب التي تؤدي إلى الشذوذ الجنسي، وجزاكم الله كل خير، والسلام عليكم ورحمة الله.
اسم الخبير
الــــــحــــل
بالرغم من أنه ليس من عادتنا الإجابة عن الأسئلة العامة، فإننا نورد هذه الإجابة؛ نظرًا لكثرة الأسئلة حول هذا الموضوع.
اختلف علماء النفس في تحديد أسباب الشذوذ الجنسي، حتى إن البعض منهم لما أعياه علاج هذا الأمر اعتبره صورة من صور الممارسة الجنسية العادية لا تختلف عن الاستمناء في شيء!!.
وهكذا وتحت وطأة الضغوط الاجتماعية، تم إلغاء مرض الشذوذ الجنسي من التقسيم الحديث للأمراض النفسية، والبعض الآخر قال بأن للشذوذ الجنسي أسبابا عضوية يريدون بذلك تغييرات في المواد الكيميائية (الرسل) التي تنتقل بين مراكز وخلايا المخ والجهاز العصبي، وقال البعض الآخر بأنه نوع من الاستعداد الخلقي والوراثي.
ولعل الأحاديث النبوية التي تقول بضرورة ألا ينظر الرجل إلى عورة الرجل والمرأة إلى عورة المرأة في الثوب الواحد، وألا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، وكذلك المرأة والمرأة - تعضد ذلك الرأي، وكأن هذه الأحاديث تغلق الباب أمام رغبة داخلية قد تكون كامنة بداخل الإنسان، وتقاوم استعدادًا قد يكون موجودًا للوقوع في الشذوذ والانحراف.
وآخرون يقولون أيضًا بأنه نوع من السلوك المتعلم الذي اكتسبه الإنسان في وقت الصغر، ويربطون في ذلك بين حدوث الاعتداء الجنسي للطفل في الصغر وممارسته اللواط في الكبر في عدد غير قليل من الحالات.
وقال آخرون: إنه ناتج من وجود خلل في شخصية الإنسان، والطريقة التي تربّى بها وضعف عملية التقمص مع الوالدين لوجود نوع من الاضطراب في العلاقة معهما.
والقول الفصل في هذا الأمر: إن كل هذه الأسباب لا تعفي الإنسان من المسئولية الكاملة عن الوقوع في هذا الذنب والقدرة على محوه وتغييره، والدليل على ذلك هو الدعوة الدائمة لقوم لوط ومن هم على شاكلتهم في القرآن الكريم بالانتهاء عن هذه الأعمال.
والحقيقة الهامة أن سعي الإنسان إلى إشباع غرائز النفس ورغباتها بلا ضابط ولا رقيب يؤدي به إلى التدني المستمر الذي قد يصل إلى الانحراف من المزاج الطبيعي في آخر الأمر، وهذا هو ما حدث في بلاد الغرب، والنفس كلما ألفت موطنًا من مواطن الشهوة تطلعت إلى غيره، وهي لا تبالي عند ذلك باقتراف الآثام وانتهاك المحارم.
العنوان
الحب المرضي
الميول المثلية وحدود الصداقة
مشكلتي هي أنني معجب بشاب في نفس عمري، وأنا متعلق به بشكل كبير، ولا أخفي عليكم أنني أحبه؛ فهو شاب وسيم، ذو خلق حسن، ومن شدة حبي له انخفض مستواي الدراسي؛ فأنا أفكر فيه باستمرار، علمًا بأننا من نفس الجنس؛ فأرجوكم، أفيدوني.. ماذا أفعل؟
اسم الخبير
الــحل
"الإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس "- كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم- ونحن في الطب النفسي نسأل سؤالاً فلسفيًّا يقول: ما هو الطبيعي؟ أي ما هو الشيء من سلوك أو عاطفة أو فعل… إلخ، يمكن أن نسميه طبيعيًّا؟ فتكون الإجابة الطبيعي هو الطبيعي؛ أي أن الطبيعي من سلوك أو عاطفة أو فعل، أو أي شيء آخر، هو ما اتفق الناس على اعتباره طبيعيًّا.. والآن لننطلق إلي رسالتك، وإلي سطورها، وإلي كلماتها؛ لنرى فيها الطبيعي وغير الطبيعي..
إن إرسالك للرسالة في حد ذاته دلالة على شعورك أن هناك خطأ ما في علاقتك وشعورك ناحية هذا الشاب، وإلا فما الداعي إلي التساؤل والبحث؟! خاصة وأن هذا الشعور والعلاقة أدَّيَا إلي انخفاض المستوى الدراسي لك، وهذا مؤشر أثبته أنت في رسالتك، ونعتبره نحن دلالة على تجاوز الحد بصورة مرضية؛ حيث إن أي سلوك يكون مقبولاً طالما لم يؤثر على حياة الإنسان ووظيفته؛ فإن أثر دل ذلك على وجود مَرض؛ حتى لو كان يبدو في صورة حب أو تعلق بشخص..
والآن، لنرى تعبيرك عن هذه العلاقة، وهل هو تعبير طبيعي لصداقة عادية بين شابين في نفس السن والجنس أم أن هناك شيئًا آخر يحتاج للوقوف والحذر؟ الكلمات الواردة في رسالتك هي : معجب – متعلق – أحبه – وسيم – أفكر فيه باستمرار. هل تعتقد أن هذه الكلمات تصلح للتعبير عن علاقة طبيعية بين شابين في نفس السن ومن نفس الجنس؟ الأمر المؤكد أن الإجابة هي لا.. والحد الأدنى في عدم طبيعية هذه العلاقة هو ما نسميه بالحب المرضي، وحَدَّه الأعلى هو العلاقة الجنسية المثلية بين الطرفين، والتي قد تكون هناك مؤشرات بسيطة لها في البداية، ولكن الأمر يصبح خطيرًا بالذات إذا كانت الوسامة وألفاظ الحب التي لا تستخدم إلا بين الحبيبين من جنسين مختلفين هي أحد أدوات التعبير عن هذه العلاقة..
نحن لا نتهمك بشيء، ولكن نقول: إن ما تشعر به ناحية هذا الشاب هو مرض لا بد من العلاج منه.. مرض قد يكون في بدايته، ولكنه يحتاج إلي العلاج المبكر؛ حتى لا يتفاقم، ويصبح مرضاً عضالا، لا علاج منه، وهنا سيكون السؤال: ما العلاج ؟! إن أول العلاج أن تدرك خطورة هذا التعلق، خاصة وأنه قد أثر على دراستك، إذن فالأمر ليس محل نقاش أو خلاف في كون هذه العلاقة مرضية أم لا ؟! الأمر الثاني هو ضرورة قطع هذه العلاقة تمامًا مع هذا الشاب، وهو العلاج الوحيد الناجح لمثل هذه الحالات؛ حيث إن الرؤية واللقاء والحديث، حتى لو كان حديثًا غاضبًا أو لقاءً عابرًا، يؤدي إلى تفاقم هذه العاطفة؛ فلا حل لها إلا قطعها من جذورها. سيؤدي ذلك إلي بعض الألم أو كثير من الضيق، ولكن مع مرور الوقت ستستعيد توازنك النفسي، وتدرك مدى خطورة هذه العلاقة على صحتك النفسية؛ حيث سترى نفسك وقد استعدت علاقاتك الطبيعية مع باقي زملائك، وقد عدت إلي كتابك ومذكراتك ومستواك الدراسي، وعدت لترى الدنيا مرة أخرى بعد أن كانت قد تحولت إلي عالم محدود لا يوجد فيه إلا هذا الشاب..
إن الشباب في مثل سنك يكونون عاطفيين، وفي بعض الأحيان لا تنضبط هذه العواطف بالضوابط الشرعية أو حتى العرفية المتعارف عليها بين البشر.. وإن الصداقة بين شابين أمر مقبول، ولكن في حدودها الطبيعية؛ فتجد أن الصفات الطيبة والمشتركة في كل طرف هي محور هذه العلاقة، وأنها قابلة للزيادة والنقصان، وللاتزان والابتعاد بدون تأثير على حياة أي من الطرفين؛ حيث يعتبر كل طرف الآخر عونًا له، ولكن لا يعتبره كل الدنيا أو كل الحياة.. فالصداقة تتسع لتشمل آخرين، حتى إذا ما ابتعد أو سافر أو غاب أحدهم وجدنا السلوى في الآخرين بهدوء وبدون تشنج أو انهيار.. إن الصديق يحب صديقه، ولكن في حدود أن يتصارحا ويتعارفا ويتشاركا، ويظل لكل حدوده وحياته الخاصة.. إن الفهم المبكر والتطبيق الصارم لهذه المعاني لهو العاصم من هذه التجربة..
توقف تمامًا عن هذه المشاعر، وستعود لحياتك الطبيعية، ونحن بجانبك إذا احتجت إلي أي عون.
ليس قدرًا…
ضائعون بين الجهل والهلع
نحن مجموعة شباب نعمل معًا في نشاط طلابي، وهذا النشاط يقوم على توجيه الطلاب بالأسلوب السليم وإعطائهم الزاد الإيماني، ومن أنشطتنا كذلك القيام بالرحلات وحضور بعض المحاضرات، وأنا المسئول عن هذه المجموعة، وأعمار الطلاب الذين نقوم بمتابعتهم ما بين سن 13-18 عامًا، ونحن طلاب جامعيون، ونضع مع كل طالب منا من ثلاثة إلى خمسة طلاب بحيث يقوم بمتابعتهم.
مشكلتنا أن واحدًا من أفراد مجموعتنا ممن يتابعون الطلاب لوحظ أنه يرتاح لأحد أفراد مجموعته حيث يتسم ببعض الوسامة، ويرتاح بالمرور عليه، وإذا كان غير موجود في أحد الأنشطة يقل عمله وما إلى ذلك من ضعف.
والرجل لا نظن به أي ظن سوء أبدًا فهو من أكثر الطلاب الجامعيين الموجودين تميزاً ، ويتفوق في جوانب كثيرة ، ولكن لا نريد أن نكون نحن السبب في وضعه في هذا المكان ومن ثم نندم على ما ينتج من ذلك. مع العلم أننا وجدنا أن من الحلول نقل هذا الشخص مع شخص آخر ولكن لا يوجد أي سبب واضح لنقله، وبالطبع لا نريد أن يعلم أحد بأي شيء عن هذه المشكلة، فنود حلها بداية من النقل، ومن ثم معالجة هذا الطالب الجامعي من هذا المرض، فكيف نقوم بحل هذه المشكلة؟
الـحل
الأخ الكريم، لم نكن نتصور حجم رد الفعل الذي قوبلت به هذه الصفحة ممن زاروها جميعًا، ونحن نتعمّد ترك أغلب تعليقات القراء الواردة في بداية أسئلتهم لتدركوا معنا مدى النقص الذي تحاول هذه الصفحة سده، ولكننا نشعر أن الإجابات التي قدمناها حتى الآن قد نقلت أحبابنا الزوار من مربع عدم الإلمام بكثير من الأساسيات إلى مربع الطموح إلى معرفة الحقائق الفطرية والعلمية من منظور إسلامي، وتحاول صفحتكم أن تضع بعض المعالم الأساسية على سبيل هذه المعرفة، دون أن ندعي أننا الباب الوحيد لها، أو القول الأخير فيها.
المشكلة أننا في رحلتنا للتعلم انطلقت بداخل البعض مخاوف كان الجهل أو التجاهل سابقًا يسترها، ونقص المعرفة كان يبقيها بعيدة عن بؤرة الاهتمام والمعالجة، وبدلاً من مواصلة السير لتبديد مخاوف "نصف المعرفة" باكتساب المزيد منها نخشى أن البعض قد تسرّب منا إلى مربع "الهلع"، ونخشى أن يبقى هناك.
الأمثلة كثيرة، ومنها الخوف الشديد على الأطفال من الاعتداء الجنسي، ومنها زيادة الحساسية في التعامل مع بعض الانحرافات الجنسية مثل: الميول المثلية. ونتمنى أن تكون هذه المخاوف الزائدة مجرد مرحلة تنتهي بالحكمة المتوافقة مع المعرفة الأكثر، وسبيلنا إليها النقاش الحر، والرغبة في الوصول إلى الحقيقة، قيامًا بواجب طلب العلم الذي جعله الإسلام فريضة على كل مسلم ومسلمة.
مفهوم إذن أن ينتقل البعض من طمأنينة من لا يرى، إلى قلق من يفهم، ونرجو أن نساعده في الانتقال إلى اطمئنان جديد يصل إليه من استوعب أهم حقائق الحياة وسنن الله في العلاقات والمعاملات، وفي النفس والمجتمع، فتنضبط ممارسته على مقصود الله من البشر في الفهم والفعل.
أقول هذا بمناسبة سؤالك يا أخي الذي قد يرى فيه البعض إفراطًا في الحذر، بما يخالف أصل حسن الظن بالناس، والاتهام دون بينة أو دليل، والاستسلام لهواجس قد تصح، وقد لا تصح، وهي ملاحظات تقال.. ودعني أجمل القول في مسألة الجنس المثلي التي أود أن نعالجها بحكمة العالِم لا برهبة الخائف المضطرب:
الأبحاث العلمية الموضوعية تؤكد أن الميل للجنسين موجود في تكوين الإنسان الأصلي، وهذا مفهوم ومقبول مثلما نعرف أن الله أوجد الاستعداد للخير والشر بداخل كل منا "وهديناه النجدين" " إما شاكرًا وإما كفورا" ثم تأتي عوامل تجعل أحد الميلين هو الراجح، ويتنحى الآخر، ويُضمر "بدرجات" حتى يكاد ينعدم الميل لنفس الجنس عند البعض، وتبقى بعض آثاره عند الآخرين، ولعل هذه بعض حكمة تحريم النظر إلى العورة "المغلظة" فلا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة.. حتى لا توقظ أمثال هذه النظرات كوامن الجنس المثلي لديه، وهناك أحكام كثيرة يمكن فهمها في هذا السياق أذكر منها مثلاً تحريم تشبه الرجال بالنساء، والعكس.
وحسم الهوية أو الذاتية الجنسية للإنسان نتيجة تتضافر للوصول إليها عدة مقدمات وروافد منها: الوراثة، ومنها التربية الجنسية داخل الأسرة، ومنها السلوك الجنسي في المجتمع والبيئة المحيطة بالإنسان، ومنها الاستسلام للهوى الفاسد، والشهوة المنحرفة أو مقاومتها، ومنها تأثيرات الثقافة بمعناها الواسع.. وتنعكس كل هذه العوامل في التطور والنمو "النفسجنسي"، وإذا اختلت لدى البعض بعض هذه المقدمات فعاش في أسرة فاسدة أو مجتمع مضطرب أو خضع لتأثيرات ثقافية منحلة -يظل جانب الإرادة هو خط الدفاع الأهم الذي تعتمد عليه كل العلاجات بأنواعها لتعديل مسار التطور حين ينحرف.
وكنا قد فرّقنا في إجابات سابقة بين عدة مستويات للاضطراب الجنسي المثلي؛ فتحدثنا عن مستوى الهواجس، وتحدثنا عن مستوى الميول، وعن مستوى الممارسة، ونحسب أن التحريم إنما ينصبّ على المستوى الأخير "إنكم لتأتون الفاحشة" بينما تبقى الهواجس والميول في دائرة العفو مثل أية خواطر أو ضلالات ترد على ذهن المؤمن، فيستغفر الله معرضًا عنها بوصفها طائفًا من الشيطان، أو وساوس من حديث النفس الأمّارة بالسوء، نتجاوزها ونسير.
ويكون هدف أنواع العلاج والتوجيه والإرشاد:
أولاً: الوقاية من تدعيم الميل المثلي الذي هو هنا بمثابة نزعة الشر في تكوين الإنسان، وثانيًا: رد المريض المبتلى بممارسة هذا الفعل المنحرف إلى مستوى الميل أو الهواجس العابرة التي تَرِد فيعرض المرء عنها، ولا يتوقف عندها فتعوقه عن المسار الطبيعي لحياته، ليس في الأمر ألغاز إذن ولا أسباب رعب.
مطلوب فهم لأبعاد الأمر، وتعامل رشيد معه: تربية سليمة في الأسرة، وبيئة صحية في المجتمع، واحترام للرغبات الفطرية الطبيعية وتشجيع لإنفاذها بالحلال، وثقافة أصيلة متماسكة ومتفاعلة، واستهداء بنور الله، واستعانة بحوله وقوته من قبل ومن بعد.
هذه الصورة البسيطة الواضحة تبدو مهدَّدَة في أوطاننا من اتجاهات شتى؛ فهناك ثقافة الغرب، الذي وصل ـ نتيجة لعوامل كثيرة ـ إلى اعتبار الشذوذ مجرد تنوع ينبغي القبول به، بوصفه كذلك، وهناك الفوضى الاجتماعية والجنسية في المفاهيم والممارسات الشائعة لدينا، وهناك غياب الوعي السليم والتوجيه الصحيح داخل الأسرة، وكلها حلقات متصلة لا يقوم بناء في إحداها، والهدم مستمر في الباقيات!
هذه المقدمة الطويلة نسبيًا أردت أن تكون بمثابة مدخل وسياق أضع فيه إجابة أخي د. عمرو، وخبرته في التعامل مع هذه المسألة أوسع مني، حيث خشيت أن يؤدي حديثه إلى تفاقم وتكريس الهلع بدلاً من إضاءة مساحات جديدة من المعرفة، خاصة وواقعنا مليء بأنواع وألوان من "الخوف"، وهو أشد المشاعر الإنسانية تدميرًا للنفس في ظني.
ويا أخواتي وإخواني زوار هذه الصفحة، نأسف لأننا لا نستطيع منحكم أكثر من الحرية التي يتيحها الفضاء الإليكتروني، وتعرفون أن الحرية في الواقع لا تمنح، وإن كنا نرجو أن يكون عوننا في فتح آفاق المعرفة زادًا لكم في هذا السبيل، ومعًا ـ بإذن الله ـ نبدد ظلام الجهل بنور المعرفة، وهواجس الرعب، ببصيرة الحكمة، ونبددهما معًا "الجهل والهلع" بمناخ الحرية، تلك النعمة الكبرى من الله القدير.
يقول د. عمرو:
إن الحرائق الكبرى تبدأ بشرارة صغيرة لا يلقي لها أحد باله أو يهملها.. وإن الجبال هي مجموعة من الحصى الصغيرة، .. هكذا التصرفات الصغيرة، ولكنها لافتة للانتباه، خاصة بين الطلاب، في هذه السن الصغيرة والخطيرة "سن المراهقة" التي يجب الوقوف أمامها وعدم تمريرها بسهولة، خاصة أن هذه السن هي سن حسم "الذاتية الجنسية" بحيث يحسم الطالب إحساسه النفسي بكونه رجلاً مكتمل الرجولة، أي ذكرًا مكتمل الذكورة، ويكون جزءًا أساسيا من مظاهر ذلك هو الميل ناحية الجنس الآخر، أو يهتز الأمر ويغيم ويختل الإدراك الذاتي الجنسي إذا تعرض الشاب لتجربة مثل التي تذكرها في خطابك من إحساس بالميل ناحية زميل له أو صديق يشعر بميل شديد إليه، ويتجه لاضطراب العاطفة في مثل هذه السن، ويمكن أن تُترجم هذه العاطفة وهذا الميل الشديد إلى تغييرات جنسية مثل الارتياح للوسامة أو "المرور عليه"، وهي تعبيرات تبدو بريئة في مبدئها ثم تتطور في اتجاه أخطر.. وهذا الأمر ينطبق أيضًا لمن يتعرض لهذا التأثير وهذه العاطفة وهذه التصرفات، خاصة إذا كان في نفس السن؛ حيث يمكن أن يحدث عنده نفس الخلط والارتباك، وحتى لو وقف الأمر عند حدود العاطفة المَرَضية، والارتباط غير الطبيعي، ولم يُتَرْجم إلى إيماءات جنسية، فالأمر أيضًا يحتاج إلى التدخل والتعامل معه؛ لأن هذا الارتباط المرضي يؤدي –كما ذكرت في رسالتك- إلى نوع من التعطيل، والارتباك في وظائف الأشخاص الواقعين تحت وطأتها، وفي وظيفة المجموعة أو المؤسسة التي بها هؤلاء؛ حيث ينخفض مستوى أداء الفرد لو لم يكن "حبيبه" حاضرًا أثناء العمل… وهكذا.
كل التوضيح السابق كان من أجل إظهار أن التدخل المبكر والسريع والحاسم في مثل هذا الموقف الذي ذكرته في رسالتك أمر مهم جدًا بالنسبة للطرفين معًا. ومسألة إبعادهما عن بعضهما مسألة حيوية لا يجب التأخر عنها، حتى ولو لم توجد المبررات الظاهرة أو المنطقية لهذا الفصل أو الإبعاد.. وإن كنا نرى أن الأمر ليس بالصعوبة التي تظهر في رسالتك؛ فتغيير المسئولين في المجموعات الطلابية، بل وتغيير المجموعات نفسها أمر معتاد، ولا يثير الاستغراب أو التساؤل أو يحتاج إلى البحث عن منطق.
وبعد الفصل بين الطرفين سيختلف التعامل بالنسبة لهما؛ فالمسئول يجب مراقبة تصرفاته بذكاء وحكمة، مع التوجيه غير المباشر بصدد تصرفه مع أقرانه، وضرورة الحذر من الوقوع في المحظورات الشرعية.. بحيث إذا "تكرر" منه ذلك "بصورة يقينية" فإنه يجب إبعاده عن المسئولية وإسناد أعمال أخرى له لا علاقة له فيها بالأفراد أو التعامل معهم.
ويجب ملاحظة أن هذا الطالب المسئول لو صحت هواجسكم ربما لا يردعه إبعاده عن هذا الطالب الوسيم حيث يمكن أن يحاول أن يقيم علاقة معه خارج إطار المجموعة، فيجب أيضًا متابعة ذلك بهدوء، ومواجهته بحسم بالتنبيه الخفيف اللطيف في أول الأمر، ثم إذا قاوم هذا المسئول وهو أمر متوقع ومتكرر إذا كان مبتلى بالميل المنحرف فلا بد من المواجهة الصريحة، ولكن بحكمة وبدون أن نكسره نفسيًا فنفقده أو نعين عليه الشيطان؛ لأن الأمر في هذه السن لا يعدو أن يكون مجرد ميول تحتاج إلى اليقظة في توجيهها، وتعديل مسارها قبل أن تصل إلى الانحراف الحقيقي، ويكون التوجيه في إطار الحديث عن العاطفة الضارة غير الصحية، ومخظوراتها الشرعية من تصرفات وإيماءات وضرورة التحرز من ذلك، وإذا كان هناك تصرف لا خلاف عليه فأيضًا تكون المواجهة والعلاج بالحكمة والموعظة الحسنة؛ لأن التخلص من هذه العادات في مثل هذه السن أسهل، إن صح وصلح التوجيه.. أعانكم الله. وفي انتظار النتيجة الموفقة بإذن الله.
العنوان خبرة مهمة
فصل الرباط بين التحرش واللواط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد...
فأنا في الحقيقة قرأت مشكلة الأخت عن التحرش الجنسي، والتي كانت بعنوان :
وهذا ما أعطاني الشجاعة بأن أخرج هذا السر من قلبي لأول مرة في حياتي..
كنت وقتها في السادسة من عمري، وكنت وقتها أعيش مع أسرتي في إحدي البلاد العربية ، وفي أحد الأيام تعرضت لمحاولة اغتصاب بشكل عنيف، وقد كان ذلك الرجل من البدو الرحّل، وأوقفته عندما رميت التراب على وجهه، وبعدها تعرضت لمحاولة ثانية من ابن خالي وكان يعيش معنا ، ولكن ليس في البيت نفسه ولكن كنت أنا وأهلي في سهرة عندهم، وبعدها مرة أخرى من رجل ولكن الله كان معي والحمد لله ، ثم انتهت قصة التحرشات ومحاولات الاغتصاب، ثم بعد ذلك عدنا إلى بلدي الأصلي ...
كنت على علاقة حميمة أنا وابن خالتي، وكنا نمارس العادة معا، وأحيانا كنا نمارس اللواط أيضا، وبعدها بدأت أعرف أمور الدين والالتزام، وابتعدت عن هذه العادات بفضل الله، ولكني لست أشعر بأي انحراف، فلست أشتهي شبابا أو ما شابه ذلك، ولكن شهوتي الغريزية تكمن كلها بالجنس اللطيف فقط، وأسأل الله أن يجمعني مع واحدة منهن بالحلال..
أنا الآن مؤذن في مسجد أثري عمره أكثر من 500 سنة تقريبا، فهل من تفسيرات لما حصل معي في هذه الأوقات العصيبة ؟ ملاحظة: لم أقل لأي شخص؛ لأنه بفطرتي كنت أشعر أن ما حصل معي هو عيب، وأنا الآن خجول جدا؛ فهل خجلي أثر من آثار تلك الحوادث ؟
ولكم جزيل الشكر.
الحل
الأخ المرسل ، بعد التحية، لم أستطع أن أُحدد أين تكمن المشكلة ؟ وهل هذا الخجل الزائد كان سببًا، أم نتيجة لوقوع هذه الحوادث ؟
عمومًا، فكلا الأمرين وارد؛ فقد يكون طابع الموجود عندك منذ الصغر، مع بعض الوسامة والجاذبية، سببًا في وقوع هذه الحوادث وتكرارها، ومن ناحية أخرى فهذه الحوادث قد تؤدي بصفة عامة إلى إحداث بعض التغيير في شخصية الإنسان، أما أن تؤدي إلى الخجل – غير القابل للعلاج – نتيجة لها فلم يثبت ذلك، ومثل هذه الحوادث تتكرر، وبخاصة في بيئات معينة، وفي غياب متابعة الأهل.
وإزاء مسألة الخجل هذه علينا أن نحدد أولاً: هل يصل هذا الخجل إلى الدرجة المرضية أم لا؟ بمعنى: هل يؤثر هذا الخجل مثلا على معاملتك مع الآخرين، ومحيط عملك، وسعيك لاختيار شريكة الحياة أم لا؟ فإن كان الأمر كذلك؛ فهو يرتبط بحدوث تغيير في الشخصية، وقد يكون سمة من سمات الشخصية الموجودة منذ الصغر، نتيجة هذه الممارسات والتحرشات، وكلا الأمرين يحتاج في علاجهما إلى برنامج تحليلي وسلوكي متدرج ومدروس، يُفضَّل أن يكون تحت إشراف متخصص طبيب أو معالج نفسي.
أما عن مسألة الارتباط بين الاعتداء والتحرش الجنسي في الصغر، وممارسة الزنا واللواط في الكبر، فهذه القصة تتكرر كثيرًا، وإن كان هذا ليس ارتباطًا لازمًا، وبالتالي لا يعفى الشخص الممارس لذلك من تحمل مسئولية التغيير، والسعي إلى طلب العلاج الممكن.
وعمومًا؛ فإن تجربتك هذه تعطي بصيص أمل ونور، وهي نموذج يدل على إمكانية التغيير وتجاوز الماضي، والتخلص من براثن الشذوذ، وهي تُدحِض الوهم الشائع بأن هناك تلازمًا حتميًا بين تحرشات وعبث أيام الصبا من ناحية، والميل الجنسي أو الممارسة المنحرفة في الكبر من ناحية أخرى.
الاخت رواد ارجو ان اكون وفقت في بحثي هذا لانني ليس لدي خبرة او اطلاع كافي لمناقشة مثل هذه الامور
ولكن الذي متأكد منه انها
حرام وعيب وكبائر وعقوباتها في الدنيا والاخرة حرق ونار وسواد وجه
وعفوا على اطالة الموضع وعفوا لما ورد في اضافتي لخدش حياء القراء ولكنه الواقع
وشكرا
الروابط المفضلة