لماذا يعامل المسؤلون المرأة البحرينية كمواطنة من الدرجة الثانية ؟وأين الحل

بقلم : سلوى المؤيد

إذا كنا نريد فعلاً أن نكون دولة ديمقراطية ..فإن ذلك يتطلب أن يتمتع كل مواطن في البحرين بنفس الحقوق والواجبات .. فأين ذلك من الأسلوب الذي تعامل به دائرةالهجرة والجوازات بوزارة الداخلية المرأة البحرينية اليوم ؟ .. ولماذا لا تطبق عليها نفس القوانين التي تطبق علي الرجل ؟.

هل من العدل أن يحصل الرجل على رخصة لإقامة زوجته في البحرين ؟ بمجرد أن يتزوج من امرأة غير بحرينية بل وغير عربية ومن ثم يستطيع في ظل التغييرات التي طرأت مؤخراً بعد صدور الميثاق أن يحصل على الجنسية البحرينية لها في مدة لا تقل عن خمس سنوات .. بينما تعاني المرأة البحرينية المتزوجة من زوج عربي أو غير عربي ومسلم أشهر طويلة في سبيل أن تحصل على رخصة إقامة لزوجها .

لماذا يشترط المسؤلين على هذه الزوجة البحرينية أن يكون زوجها تحت كفالة شركة أو شخص بحريني لكي يقيم ويعمل في البحرين ؟ بينما يسمحوا للرجل البحريني أن يأت بزوجته ولا يطلب القانون منه أن تقيم وتعمل تحت كفالة أحد غيره في البحرين ؟

ماذا إذا كان الزوج رجل أعمال محترم يعمل في دولة خليجية أخرى .. كيف يقبل أن يعمل لدى شركة أو تحت كفالة أحد ؟. و ماذا تفعل الزوجة البحرينية لو أن الشركة قررت فصل زوجها وترحيله؟ هل يرضي المسؤلين تشتيت عائلة بحرينية فقط لإن الزوجة أختارت أن تتزوج من عربي غير بحريني ؟ وهل من العدل أن تعاني زوجة أخرى .. متزوجة من زوج عربي ومسلم منذ ثمان سنوات من عدم قدرتها على الحصول لزوجها على حق العمل دون كفيل .. ؟ لماذا لا يعطى زوج البحرينية إقامة طويلة حتى يسمح لزوجها الحصول على الجنسية البحرينية ؟ .. بدل أن يضطر إلى دفع رسوم تجديد إقامته هو وأولاده كل عا مين أي مثل العاملين في البحرين الذين يدفع كفلائهم رسوم إقاماتهم كل سنتين .. ما ذنب أطفالها الذين لا يحصلون على الجنسية البحرينية إلا إذا حصل زوجها على هذه الجنسية..؟ وإذا أرادت هذه المرأة زيارة أهل لها في بلد خليجي فإن أبنائها لا يلحقون بها في جوازها وإنما يظلوا على جنسية أباهم العربية..أي عليهم في كل مرة تزور أهلها أن تستخرج لهم تأشيرة خروج ودخول .. فأي احترام نجده في معاملة المسؤلين للمرأة البحرينية .. وهم يعاملون زوجها وأبنائها بهذا الأسلوب الذي يزعزع الأمان والإستقرار في أسرتها ؟ ..ولماذا لا يطلب نفس الطلب من الزوج البحريني بالنسبة لزو جته الأجنبية أو العربية .. ؟ لماذا تعمل زوجته في ظل كفالته و تمنح إقامة دائمة وحق العمل بحرية وحق الحصول على جنسية بعد خمس سنوات من زواجها ..ولا تتمتع المرأة البحرينية بهذ ه الحقوق .. مثلها مثل الرجل خصوصاً وأنها متساوية معه في حقوقها السياسية التي وفرها لها العهد الجديد في ظل الميثاق الوطني ؟ وماذا يقول المسؤلون في وزارة الداخلية عن مأساة هذه المرأة البحرينية التي مضى عليها إحدى عشر عاماً وهي تسعى من جهة رسمية إلى جهة رسمية أخرى حتى تسللت المرارة ومعها اليأس والإحباط إلى نفسها لكي تحصل لزوجها العراقي حق العمل في البحرين ؟.. هل يمكن أن نتصور أن دائرة الهجرة والجوازات كتبت على جواز هذا الزوج ( غير مسموح له العمل ) ؟ هل يمكن أن تجيبني هذه الدائرة من أين سيعيش أبناء هذا الزوج إذا لم يعمل الأب ولديه ثلاثة أبناء ؟ ..هل يتحمل الزوج العراقي البريء ذنب حاكم بلاده وتفكيره الإجرامي اللامسؤول عندما غزا الكويت عام 1990 التي كان يعيش على أرضها هذا الزوج منذ عشرون عاماً .. حياة مسالمة كريمة يحصل عليها من عمل خاص له يدر عليه دخلاً لا يقل عن 2000 دينار كويتي ..ليتشرد هو وزوجته وأبنائه ..؟

وبدل أن تحتضنه البحرين لإنه زوج لإمرأة بحرينية رفضت دخوله في الأشهر الأولى ..مما اضطره للجوء إلى أراضي المملكة العربية السعودية ليقيم حياة ذليلة بائسة في مخيم للاجئين العراقيين ..و بعد محاولات زوجته البحرينية المستميته مع وزارة الدخلية البحرينية للحصول على تأشيرة دخول له ..وبعد جهود مضنية قام بها الزوج مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين ..سمحت السلطات بوزارة الداخلية منحه تأشيرة دخول وإقامة في البحرين لكنها اشترطت عليه أن لا يعمل ..ومنذ إحدى عشر عاماً وحتى اليوم وزوج هذه المرأة البحرينية عاطلاً عن العمل بأمررسمي .. ولا أدري سبب منعه عن العمل ؟ رغم أن أسرته تعيش وضعاً مأساوياً بسبب ضعف دخل الزوجة وعدم السماح للزوج بالعمل ..لقد انفقت الزوجة كل ما لديها من مال على أسرتها ولا زالت مشكلة زوجها لم تحل ..وهاهي تتوسل إلى المسؤلين أن يرحموا أبنائها ويمنحوا زوجها حق العمل والإقامة الطويلة ..حيث يدفع زوجها كل عام عشرون دينار في ظل ظرفهم المادية الصعبة ..رغم أن بقية المقيمين يدفعون هذا المبلغ كل عامين .. تقول الزوجة " لقد تسرب الأمل إلى نفسي بحل مشكلتي مع القفزه النوعية والمميزة التي تعيشها مملكة البحرين في ظل صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ..خصوصاً ما يتعلق منها بالحقوق الإنسانية للمواطن والمقيم ..فقام زوجي بالإتصال برئيس الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان ..وبعد انتظار أجابه أن هذا الموضوع ليس من اختصاص لجنته وإنما من اختصاص وزارة الخارجية..لكن هذه الوزارة قالت له أن قضيته من اختصاص وزارة الداخلية ..وهكذا ضاع وقته واهدرت كرامته وهو يتوسل في سبيل حل مشكلته المستعصية ليتمكن من العمل وأن يكون مواطناً منتجاً صالحاً للمجتمع .فهل يعامل زوج المرأة البحرينية مثلما تعامل زوجة الرجل البحريني ..شتان بين المعاملتين ..رغم أن الزوج يسمح له الدين الرسلامي بالزواج من أربعة زوجات ..والمرأة لا يسمح لها الدين إلا الزواج من زوج واحد ..أي أن مشكلتها أخف وطأة من الرجل . كما أن الزوج هو الذي ينفق على أسرته ..بينما المرأة غير ملزمة بالإنفاق على أسرتها مما يجعل حصول زوج المرأة البحرينية على تأشيرة الدخول وحق العمل والجنسية أهم من حصول زوجة الرجل البحريني .. وهاهم الأزواج البحرينيون ملئوا البحرين بالفلبينيات والهنديات ومختلف الجنسيات ..بينما نسبة المتزوجات البحرينيات من أزواج عرب وأجانب لا يقاس بما يفعل رجال البحرين ..فأي حق وأي عدل في هذه القوانين ..؟ وإذا كان الرجال البحرينيون يتجهون للزواج من عربيات وأجانب ..فهل نلوم الرأة البحرينية من الزواج من زوج عربي أو غي عربي ومسلم ..وهل نعاقبها لإنها أرادت أن تمارس حقاً شرعه لها الدين الإسلامي ؟

إنني لم أجد ما أنهي به القضايا التي أطرحها أفضل من مأساة هذا الشاب الذي تزوجت أمه من والده الذي ينتمي إلى دولة إسلامية غير عربية منذ81 سنة والذي يعيش اليوم في دولة الإمارات ولا يستطيع زيارة البحرين إلا بصعوبة شديدة رغم أنه زوج لإمرأة بحرينية تمت بصلة قرابة له .. فيضطر إبنه أن يستخرج تأشيرة للخروج ليزور والده كلما اشتاق إليه ..وهاهو اليوم معرضاً لفقدان هذا الإمتياز لإنه يجب أن يستخرج جوازاً له تابع لوالده الغير بحريني ..ولا يستطيع استخراج جوازاً بحرينياً حسب جنسية والدته ..وونتيجة لدلك فإن هذا الشاب سيحرم من زيارة موطن طفولته والدولة التي ينتمي إليه بما تضمه من أحبائه وأهله .. كيف يحل المسؤلين مأساة هذا الشاب التي عبر عنها بنفسه لي ؟ "أحمل معظم الوقت هماً ينوء به ظهري يزداد تعقيداً كلما مر الزمن ..لقد أصبت بحالة ربو شديدة لما أعانيه من شوق لإبي وأخوتي ..فأنا حائر بين البحرين بلدي الذي تربيت فيه بين أحضان جدتي وجدي البحرينين وبين والدي الذي لا يستطيع أن يزور البحرين فاختار أن يعمل في إمارة عجمان لكي يكون قريباً مني ولكي تكون زوجته قريبة من أهلها ..يا رب كم أحب أبي ..لكنني لا أستطيع العيش خارج البحرين ..ماذا أفعل ؟ لقد تعبت ..هل من المعقول أن جنسية والدي وعدم قدرته على أن يكون بحريني هو السبب في تعذيبي ..وما ذنبي وذنب أخوتي ..لا بد أن يكون هناك حل " لقد ا ضطرت والد ة هذا الشاب أن تذهب إلى أمريكا وتحملت مصاريف مادية كثيرة لكي تنجب إبنها الثاني ليكتسب بها الجنسية الأمريكية ليستطيع الدخول بسهولة إلى البحرين لزيارة أهله من أمه .

وأخيراً ..إن كل ما أرجوه أن يولي صاحب العظمة الشيخ حمد ببن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الذي رفع شأن المرأة ومنحها الكثير من الحقوق وأعلى مكانتها.. هذه القضايا وغيرها اهتماماً خاصاً ..حتى تتمتع بنفس حقوق الرجل دعماً للروح الديمقراطيه التي تميز بها حكم سموه منذ توليه سدة الحكم في البلاد .