السلام عليكم و رحمةالله و بركاته
بينما يترقب العالم محاكمة الممرضات البلغاريات المتهمات في قضية الايدز بليبيا والطبيب الفلسطيني في 15 تشرين ثاني/نوفمبر) القادم، يرقد علي سرير الموت طفل جديد من أطفال كارثة الإيدز التي حصدت أرواح 50 حالة حتي الآن، منهم 49 طفلا وأمّ قضت نحبها في أوائل عام 2005.
ويقبع زيدان عاشور هارون، وهو من مواليد عام 1997 من مدينة طبرق الواقعة في أقصي شرق البلاد، في غرفة العناية الفائقة بمركز الأمراض السارية ببنغازي (شرق ليبيا) في انتظار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في أي لحظة بعد أن أعلن موته سريريا.
قصة اكتشاف المرض عند زيدان وإن كانت جديدة، الا أن اصابته كانت مبكرة وتعود الي أكثر من 8 سنوات. ففي إحدي ليالي الشتاء الباردة من عام 1998 دخل زيدان مستشفي بنغازي وعلي الرغم من أنه لم يمكث سوي بضع ساعات في عيادته الخارجية للمراجعة العادية، تسلل الفيروس الي جسمه الطري الهش الذي لم يكمل حينها عامه الأول. وظل الطفل زيدان يعاني من آلام هذا المرض ومضاعفاته علي مدي ست سنوات كاملة قبل أن تشخص حالته ويتضح أنه ضمن قافلة الأطفال المحقونين بالفيروس.
ونقلت صحيفة ليبيا اليوم الإلكترونية التي أوردت الخبر أن الطفل زيدان ذو الثماني سنوات يعاني حاليا من موت سريري ونزيف داخلي في الرئتين ولم يعد جسده المنهك يتقبل الدم، مما يعني أن إعلان وفاته سيكون متوقعا الجمعة.
وكان هذا العام (2005) قد شهد رحيل عدد من أطفال كارثة الإيدز. ففي 20 شباط/فبراير ودع أهالي مدينة بنغازي في جنازة مهيبة الطفل عاشور جمعة الشيخي (8 أعوام) بعد صراع أليم مع المرض.
وفي 13 نيسان/أبريل، وبمستشفي الأطفال ببنغازي، رحل الطفل سعد عمار الجازوي (8 أعوام) ليلحق به بعد خمسة وعشرين يوما، وتحديدا في 4 أيار/مايو محمد عبد الهادي عركة الذي هزت صورته عبر الإنترنت مشاعر الكثيرين وهو يرقد في إحدي مستشفيات الفاتيكان الإيطالي الذي تبني علاجه بعد محاولات بذلها الأب مع السفارة الليبية في روما باءت جميعها بالفشل.
ومن أكثر مشاهد الحزن التي شهدها هذا العام وفاة والدة طفل مصاب بالإيدز في 25 شباط/فبراير 2005 وهي هدية عمر عبدالرازق (30 عاما) بعد أن ثبت انتقال المرض اليها بسبب رضاعتها لطفلها صالح الفرجاني (7 سنوات) الحامل للفيروس. وهي واحدة من بين 19 أم انتقل اليهن المرض بسبب رضاعة أطفالهن منهن.
وبموت هدية ووفاة زوجها قبلها صالح الفرجاني، لم يعد لطفليهما اليتيمين صالح المصاب وأخته إلا رحمة الله عز وجل وعطف الجيران. ويبلغ عدد ضحايا قضية الايدز التي يتهم فيها طبيب فلسطيني وممرضات بلغاريات حتي الآن 50 من بين 400 مصاب.
منقول (خدمة قدس برس/طرابلس)
*****************************
لا نقول الا حسبنا الله و نعم الوكيل
و لا حول و لا قوة الا بالله.
الروابط المفضلة