للخير مواسم ٌ ... ُترصد . . . . .
إن الحمد لله ، أحمده و استعينه واستغفره وأتوب إليه ، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا ً مرشدا ً ، وأشهد أن لا إلا إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا ً عبده ورسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) .
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) .
ثم أما بعد : ـ
فحين يطغى الانشغال ... وتسيطر المادة ... وتضعف الهمم ... و ُتسقى بكأس الكسل والعجز ... حينا ً بعد حين ... ويقل الصاحب المعين ... و ُتشغل النفس بمشاغل شتى ... متفرقة تفرق أودية الحياة الدنيا ... ساعتئذ ... الأولى بالمسلم أن يتفحص كوامن نفسه ... يفتش فيها ... يلمس حواشيها ... ُيحي فيها معاني اندرست ... وأحوال أدبرت ... يتربص بكل حادث يربطه ... وُيوصله بربه ... فيفر منه إليه ... ُملتمساً القرب والقبول ... رافعا ً من ثم َ لواء التوفيق والسداد .
فالمسلم الصادق الحريص على أمر نفسه ... الطالب لنجاتها ... المجاهد لها ... لحري ٌ به أن يلتمس مواسم الطاعات ليعمل فيها ... ولا يترك للأيام أن تعمل فيه ... فيرتقي بنفسه ، ينميها ... يزكيها ... ُيعدها ليوم تشخص تشخص فيه القلوب والأبصار ... وما ثمة غير أصحاب البصيرة ينعمون برحمة الله ... وهو فيها خالدون .
فاقبل أخي ـ أختي ـ على هذا الخير الكبير ... واعمل فيه وبه ... واغتنم ساعة بساعة ... فإنك اليوم في سعة من أمرك ... وبحبوحة من وقتك ... فاقبل أيها الحبيب ... وتذوق معي ما سأخطه لك من معان ... وجدد عبيرها في نفسك ... واعمل ... فإن الله يناله التقوى منك ... وادع الله تعالى أن نكون جميعا ً من الغانمين ... الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ...
وكن على شوق .... وردد معي ....
يا سائرين إلى البيت العتيق لقد ـــــــــــ سرتم جسوما ً وسرنا نحن أرواحا ً
إنما أقمنا على عذر وقد رحلوا ـــــــــــ ومن أقـام عـلى عـذر كـمـن راحـا
لا تبتعد ....
إلى اللقاء ....
أمير المعالي *
الروابط المفضلة