السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



نهر من العطاء يتدفق ..وشلال حب وود يسر الناظرين..
وحديثنا اليوم عن موضوع نحتاج إليه جميعا..
يحتاج إليه الشباب كما يحتاج إليه الشيوخ..
ويحتاجه الرجال كما تحتاجه النساء..
انه نبع الحياة النابض بالحيوية..
بل هو ريح الحياة العبق حين يعبق ريحها ..
وبلسمها الشافي لأدوائها ..
وظلال وارفة تظلل من لهيب الامهاواكدارها..



موضوعنا اليوم هو
*( كيف نكسب محبة الآخرين)*
تجارب وتوجيهات






يتبع

إن الحب بلسم النفوس حينما تلهبها سياط الآلام..
وماؤها العذب الرقراق حينما تلفحها سموم هواجر الهجر..
انه عش النفوس وعشق الأرواح....
من منا يستطيع أن يعيش وحده دون أن يكون له أنيس يبثه شكواه..
ويخصه بنجواه.. ويألفه ويوده..
إن الله لما خلق الإنسان اشتق اسمه من الأنس.. فهو يأنس بغيره ..
ولما خلق الله ادم خلق له حواء.. ليسكن إليها ..
والإنسان السوي شغوف بكسب مودة الآخرين.. والتقرب منهم..
وكل يبذل جهده بحسبه ما يتمكن به من تحقيق ذلك...
فمن الناس من يبذل من ماله..
ومنهم من يبذل من جهده ووقته..
ومنهم من يبذل جاه..
وجماع ذلك ورأسه ما وجهه إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله
(من طلب رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس..
من طلب رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس..)
أو كما قال عليه الصلاة والسلام
فطلب مرضاة الله أولا جماع المحبة
وإذا أحب الله العبد أحبته الملائكة
وجُعل له القبول في الأرض..






يتبع

إن الدنيا لا تسير على وتيرة واحدة ..
ففيها ما يكدر صفو المرء ..وفيها ما يجلب الهم والحزن ..
فيلجا ذلك الإنسان إلى الله ويشكو إليه همه ..
ومن ذلك قول يعقوب عليه السلام
(إنما اشكوا بثي وحزني إلى الله)
ثم يلجا إلى ذلك الصديق الوفي المخلص ..
فيتضح لنا أن المرء لا يستطيع العيش بدون صديق ..
يشاركه أفراحه واتراحه ويقابله بوجه بشوش ..
ويخاطبه بكلمة طيبة ويعينه على ما فيه صلاح دنياه وأخرته ..
فتشرق بينهما شمس الإخاء والمودة على تقوى من الله وتعاون على الخير..
ولا يكون ذلك الابحسن التعامل مع الآخرين ..
حتى تكسب ودهم ومحبتهم ..
وفيما يلي أهم الأسباب المعينة على إكسابك محبة الآخرين
1- كن على تقوى من الله ومراقبه له في السر والعلن..
حتى تكسب حب الله لان من أحبه الله أحبه الناس..
لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل أن الله يحب فلان فأحبه..فيحبه فينادي جبريل في أهل السماوات أن الله يحب فلان فأحبوه ..فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)
2- عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به فأنصت لحديثهم وتواضع لهم..
وكن عونا لهم على الخير ..قال صلى الله عليه وسلم
(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا)
3- تعهده بالخير وكن ناصحا وموجها له وحاول فهمه..
واترك له الفرصة لإبداء الرأي والمحاورة ولا تبخل عليه بالهدية النافعة القيمة ..
لقوله صلى الله عليه وسلم
(تهادوا تحابوا)
ونختم بقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
(ثلاث يبقين لك الود في صدر أخيك أن تبدأه بالسلام،
وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب الأسماء إليه)






يتبع

إن مما يعين على زيادة المحبة والأخوة الأمور التالية
1- المصارحة بالمحبة بان يقول له(إني احبك في الله)
فيقول أخوه(احبك الله الذي أحببتني فيه)وأنا احبك في الله أيضا..
2- الزيارة في الله
3- السؤال عن حاله وحال والديه وأقاربه وتفقد أحوالهم ..
4- مناداته بأحب الأسماء إليه كان يختار له الكنية والاسم المحبب..
5- وصفه بوصف الأخوة كمناداته يااخي..
6- التبسم في وجهه فان هذا من الصدقة..
7- تشميته إذا عطس ..وعيادته إذا مرض..وتعزيته في المصيبة ..وتهنئية فيما يسره..
فرحك لفرحه حزنك لحزنه..والإفساح له بالمجلس ..
والقيام له ومعانقته عند قدومه من السفر..والسؤال عنه إذا غاب ..
وقضاء حوائجه ..والنصح له عند طلب الاستشارة..
ونصره بالمعروف إذا رايته على معصية..






يتبع

موضوع رائع.. وكلمات أكثر من رائعة...
بوركتي عزيزتي نبض الحنين
وكثر الله من أمثالك

إن كسب محبة الناس مهمة وهي يسيرة على من يسره الله له..
وان من الأشياء المعينة إلى الوصول إلى محبة الناس أن يقابل المسلم أخاه المسلم بوجه يشوش وابتسامة الرضا..
فهذا من أوليات التقرب إلى قلوب الناس ..ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
(لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)
وليختار المسلم من كلامه وألفاظه أجمل العبارات والألفاظ.. فهي مفتاح لكسب محبة الآخرين ...
فاللسان وسيلة قد تقربك وقد تبعدك عنهم بعد المشرق والمغرب...
لذلك إذا عطر اللسان.. وفاح على من حوله ومحدثيه بعطر الدعاء الخالص من القلب..
والثناء وإفشاء السلام وان تكالبت المشاغل عليك.. فهو عند الله عظيم..
ومفتاح إلى الدخول لقلوب الآخرين التي قد تجد منهم الآذان الصاغية.. ومن ثم الإقتداء ..
وليجعله المسلم من أبواب الدعوة ..ولاسيما إن صاحب تلك المعاملة الحسنة فهي من أقوى الوسائل لنشر الإسلام.. فبآدابه وتعاليمه إن تمسكنا بها.. وعملنا بها ..جلبت الآخرين..
وهي وسيلة نضعف بها جهود أعداء الدين.. وقد يثمر ذلك بتقبل الحق..
وبذلك نسد أبواب أهل الباطل.. فلا يستطيعون النيل من الإسلام وأهله..
وقد لاتثمر محبة الآخرين حتى ترى محبة الاقربين من حولك قد اينعت..
ولا يكون ذلك بتقصيرك في حقوق الوالدين والزوجة والأولاد والأقارب والجيران..
ومن أصناف الناس الذين نكسبهم من نقابلهم في العمل..
فكسب قلوبهم من خلال تقديمك لأقصى ما تستطيع من جهد..
ولنعمل بما امرنا به صلى الله عليه وسلم ..
أحب الناس إلى الله انفعهم ..وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن..
ولكن كيف يكون تدخله ؟؟
قال تكشف عنه كربا أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا..
ولئن امشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلى من اعتكف شهرا في المسجد ..
ومن كف غضبه ستر الله عورته.. ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ..
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول فيه الأقدام..
وان سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ..
وهكذا يا من أحببت أن تكسب محبة الآخرين...
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك سبيلا إلى قلوب الناس إلا وسلكه ما لم يكن حراما...
فإذا كان ذلك كذلك فان ابعد الناس عنه صلى الله عليه وسلم هو من لم يسلك منهجه ولم يسلك طريقه..






يتبع

الإنسان مدني بطبعه يؤسس علاقاته مع الآخرين بطرق عديدة
فان كان التعامل مع الآخرين فن من الفنون فان الحديث عنه أيضا ذو شجون ..
فهاك مفاتيح تفتح بها قلوبا غلفا ومصابيح تضيء أمامك الطريق
فان مهمة المسلم الداعية تقديم الإسلام في صورته النقية الصافية
وتصوير الالتزام في حلته البهية الرائعة بالخلق السمح والوجه الطلق
لذا قال ربنا الكريم لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
(فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)..
فاللغة العالمية والعملة الذهبية للتعامل هي الأحاسيس والمشاعر
والعواطف والتعرف على طبقات البشر وأصناف الناس
ثم انه من طرق كسب القلوب ومحبة الآخرين
إفشاء السلام وعيادة المريض وتشميت العاطس والسؤال عن الغايب
وتفقده وإماطة الأذى عن الطريق تهدي الأعمى
وتدل المستدل على حاجه له قد علمت مكانها
وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث
وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف وتصير على أذى الناس
وتحلم عنهم وتعلمهم ما ينفعهم ..
أما عن أفضل الطرق لكسب محبة الآخرين وانفعها وأروعها
بها تنفذ إلى القلب كالسهم وتلتقطها القلوب فتنجذب
عدها النبي صلى الله عليه وسلم صدقة
(تبسمك في وجه أخيك صدقة)
فالابتسامة الصافية المطبوعة غير المتكلفة كصفحة القلب
تنتشر على قسمات الوجه يقراها كل ناظر
أما المفتاح الجامع لكل خير الجالب لكل مودة
أساس الإسلام أثقل ما يوضع في الميزان
فهو حسن الخلق وما يبنى عليه
الاستماع إلى الأخر واحترام شعوره وتحريك رغبته
وتقدير مجهوده وتدريبه وإرشاده والاتصال به وإكرامه
ولم ولن تكسب محبة الناس ورضائهم إلا بتوثيق العلاقة بخالقك
فهو الموفق والمسدد والمعين والمؤيد ..




يتبع

الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيد الخلق
بداية هو موضوع جميل وشيق بل هو أساس التعامل مع الآخرين..
ينبغي على الإنسان المسلم أن يحمل المودة والحب لأخيه المسلم
الرابط بينهما عظيم الاوهو الدين..
أيضا ينبغي على المسلم أن يسعى جاهدا لبذل الخير والمساعدة والنصح للآخرين
ويحمل همومهم ويسعد بسعادتهم ويتألم لألمهم ويمنحهم غرفا من الحب في قلبه..
الله سبحانه وتعالى يقول(إنما المؤمنون إخوة)
وهذه الإخوة تستلزم المحبة والتقدير والاحترام
وهي قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام الخالدة
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
(المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ....)إلى أخر الحديث
ونلاحظ أن ديننا الحنيف وضع قواعد التعامل مع الآخرين على أحسن طريقة
بل تعدى الاهتمام إلى التعامل مع الكفار وهناك بعض التوجيهات لزرع المحبة والمودة بين الآخرين:ـ
1- إظهار الاهتمام بالآخرين من ذلك مشاركتهم الأفراح ومشاطرتهم الاتراح ..
2- إفشاء السلام لان ذلك مفتاح من مفاتيح المحبة بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ربط ذلك بالجنة ..
3- التبسم في وجه الآخرين لزرع الثقة والاطمئنان..والبسمة طريق مفروش بالورد والحب إلى قلوب الآخرين..
4- التواصي بالحق والصبر والنصح والإرشاد..
ويكفينا من ذلك نزول سورة العصر التي قال عنها تحد العلماء والله لو لم تنزل الاهذه السورة لكفت الناس..
5-إحسان الظن بالآخرين وحملهم عليهم محل العذر
6- كف الأذى عن الآخرين وستر عيوبهم وتلمس الاحتياجات..
7- المغفرة والعفو عن الآخرين ..
8- اخذ ارائهم واستشارتهم في الأمور الحياتية وهذا يشعرهم بأهميتهم..
9- القول الحسن للآخرين وهذا توجيه جميل من رب العالمين
(وقولوا للناس حسنا)..

والمسلم الذي يسعى إلى احترام الآخرين ويقدرهم
سوف يعيش بإذن الله حياة هانئة سعيدة كيف لا وهو جزء لايتجزأ من هذا المجتمع
وسينعكس ذلك على بناء لمجتمع الإسلامي المتماسك يحترم بعضه البعض..






يتبع

الحمد لله الذي جعل المحبة بين الناس أساس للتواصل والتراحم والتعاطف..
وجعل لها أسس وضوابط متى ما طبقها الإنسان في جميع الدروب اسر القلوب وكبل المشاعر..
ولو لم تكن المحبة لانقطعت العلاقات وتنافرت المجتمعات وسادت الأحقاد وكثر من الناس الحساد ..
فالمحبة شعور لا يذوق طعمه ولا يجد حلاوته سوى من أحب في الله ولله
وهي رحمة عظيمة وفضل من الله يمن به على من يشاء ..
والإنسان سيء الخلق لا يستطيع أن يعيش مرتاح هادي البال إذا كان منبوذ من المجتمع
لا تقبل رؤيته ولا يحتمل الإصغاء إليه
كما أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش سعيدا إذا كان فيه من الميوعه والسذاجة ما يجعل الناس يستخفون به..
وكسب محبة الناس لها طريق مستنير بهدي كتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم
لا يسلكه سوى من تدبر ما جاء في الكتاب والسنة ..
ففيهما الطريق الواضح الصحيح في كسب القلوب ..
ولعلي أولى الطرق التي توجب قبول الناس للإنسان ومحبته
هي إخلاص العمل لله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة
ورد ذلك في قوله تعالى
(إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)..
وثاني الطرق هي الابتسامة في وجه أخيك المسلم
فهب أخي في الله وأختي في الله انك قابلت شخصين
احدهما قابلك بابتسامة ينبعث منها السرور بلقاءك وبشاشة تعلو محياه
والآخر استقبلك ولم يبديء لك ابتسامة ولا عبوس
قل لي بربك إلى ايهما يميل قلبك وينشرح صدرك وتنجذب مشاعرك..؟؟
ولعلي أوجز بقية الطرق لعدم الإطالة عليكم منها المعاملة الطيبة
انطلاقا من قوله عليه الصلاة والسلام (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به)..
والأسلوب المهذب والأدب الرفيع في الحديث والمعاملة متى خدمت ..
وأيضا خدمة الناس وقضاء حوائجهم إن استطعت إلى ذلك سبيلا
وعيادتهم إذا مرضوا وإعانتهم ماديا ومعنويا إن احتاجوا إلى ذلك..
والحلم والاناءة وعدم الغضب والتلفظ بألفاظ لا تليق بعاقل..والتماس العذر لهم ..
والنصح بأسلوب تنبعث منه المحبة والثناء عليهم إن صنعوا لك معروفا
والدعاء لهم والاعتذار إليهم إن اخطات أو اخطاؤا عليك
وهذا ليس عيبا ولا خدشا للكرامة كمايظنه البعض وإنما يزيد من المحبة والصفاء..




وأخيرا هذه سطوري قد أوشكت على الانتهاء وقبل أن تنتهي
أوصيكم بأهل بيوتكم ذكورا وإناثا عاملوهم بالحسنى
فوالذي نفسي بيده لو أننا عاملنا أهلينا كما نعامل الغريب عنا
ما حدث ما نراه من منازعات وتفكك اسري..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وتمّ بحمد الله وفضله موضوعي
الذي قمت بكتابة أجزاءه
من برنامج كان في إذاعة القرآن الكريم
اسمه(من قضايا الشباب)
يقدمه الدكتور الشيخ /عبدالله الخرعان
وكان موضوع الحلقة
(كيف تكسب محبة الآخرين..تجارب وتوجيهات)
وقد نقلتها لكم نصاً بتعديل بسيط عليها..
وقد تلاحظون أن بعض الكلام متكرر..
ولكن لم يسعفني الوقت للتعديل

لا تنسوا ..
أختاً لكم بذلت جهدا كبيراً
ليرى هذا الموضوع النور
جمعنا الله بكم في دار كرامته
وجعلنا من المتحابين فيه
اللهم آمين..
ودمتم بنقاااااء كنقاء ماء الزلال....
24/5/1426هـ
الجمعة..
وهديتي هي دعوة في ظهر الغيب
في هذا اليوم المبارك