انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: أتمنى يكون ولدي مثله..سيرته العطرة..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الموقع
    في البرزخ
    الردود
    1,417
    الجنس
    امرأة

    أتمنى يكون ولدي مثله..سيرته العطرة..

    أخواتي ..















    هل تتمنى أي أخت أن يكون ولدها شبيها بهذا البطل المغوار؟؟















    ربما يكون البعض قد نسيه ، لكنه في قلوبنا ؛ لأنه نادرة من نوادر هذا العصر ..
















    اللهم إجمعنا به في مستقر رحمتك..

    والآن أترككم مع هذا الملخص الذي تم نقله من أحد الأشرطة ..
    ولا تنسونا عند دعائكم..















    بسم الله الرحمن الرحيم

    أمة الإسلام : فلكل أمة أبطالها ، ولكل قوم أسيادهم ، ولكل جيل أئمته وسادته ، ولأمة الإسلام القدح المعلى في ذلك ، ففيها أئمة الفضل والخير والعز والسؤدد ، وفيها أئمة في كل جانب ، وفي كل نوع ، فأئمة في الزهد والعبادة ، وأئمة في العلم والسنة ، وأئمة في الحكم والسياسة ، وأئمة في الجهاد والشهادة ، ولها أئمة في كل باب من أبواب الخير .

    ويتكرر ذلك في كل جيل والأمة المسلمة ودود ولود تلد الأئمة في كل عصر ومصر ، وهي حبلى بكل خير وفضل وعز ، وهي صاحبة العز والنصر والتمكين في الأرض ، وإن أصابها ما أصابها من ضعف ونقص ] هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون [ ويقول سبحانه : ] ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا [

    وفي هذا العصر ينجلي للأمة أئمة في العلم والسنة والزهد والعبادة وغيرها من جوانب الخير ، إلا أنك تكاد تفقد أئمة الجهاد والشهادة ..مع أن الأمة أحوج ما تكون إليهم اليوم ، حيث تَسلُّط الكفار وظهورهم على المسلمين ، وحيث تحكم إخوان القردة والخنازير في مسرى رسول الله r ، وحيث استضعاف المسلمين في أنحاء الأرض ] وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا [ وحيث النظام العالمي الجديد ودولة الاستكبار العالمي تهدد وتتوعد لأهل الإسلام متهمة إياهم بالإرهاب ، فما أحوج الأمة اليوم إلى إعادة التاريخ المشرق لأئمة الجهاد والشهادة ، حيث تشرق في سماء المجد أسماء قادة غيروا مجرى التاريخ ، كان الرجل منهم يعد بأمة لا بألف..قادوا جيوش الإسلام ..وخاضوا معارك أغرب من الخيال ، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والاستبسال ، كانوا أسوداً تهابها الأسد في براثنها ، فلله در أبي عبيدة وخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص والمثنى بن حارثة والقعقاع بن عمرو التميمي وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وطارق بن زياد وقتيبة بن مسلم ، وصلاح الدين الأيوبي ، والمظفر قطز ،وغيرهم رهبان الليل وفرسان النهار ، ملأوا المحاريب خشوعاً وتبتيلا ، والميادين بطولة وتقتيلا .

    بكى الإسلام لغيبة فرسانه وافتقاده ليوث الوغى في وقت أحوج ما يكون إليهم ، ولكن أرحام النساء ما عقمت أن تلد الأبطال وتعيد مجد القادة وتأريخ ليوث الإسلام ، وعاد يسطع في سماء المجد والبطولة أئمة يحيون في الأمة روح الجهاد والاستشهاد ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ،فخرج عبدالله عزام رحمه الله الإمام المجدد في ميدان الجهاد والاستشهاد وغيره .

    أيها المسلمون : إذا علمتم منـزلة الجهاد من الدين وموقعه في حياة سيد المرسلين ، علمتم درجة قادة الجهاد في الأمة وحقهم عليها ..يقول الله تعالى : ] إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم [ ، ويقول سبحانه ] يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون . يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم [ ويقول سبحانه : ] يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل . إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوماً غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير [

    بالجهاد الذي فيه المشقة والعناء ، يذهب الهم والغم ، ولكنها المشقة البعيدة التي تتناحر دونها الهمم الساقطة ، والعزائم الضعيفة ، ولكنه الجهد الخطر الذي تجزع منه الأرواح الهزيلة ، ولكنه الأفق العالي الذي تتخاذل دونه النفوس الصغيرة ، والبِنْية المهزولة .

    يقول r :" والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل " رواه البخاري ، ويقول r : " عليكم بالجهاد في سبيل الله ، فإنه بابٌ من أبواب الجنة ، يُذهب الله به الهم والغمّ " رواه أحمد[1]

    ويقول r : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ،وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها ، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها "رواه البخاري ، ويقول r : "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة " رواه أحمد والترمذي ، ويقول r :" موقف ساعةٍ في سبيل الله ، خيرٌ من قيامِ ليلة القدر عند الحجر الأسود " رواه ابن حبان [2] ويقول r : " تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله ،وتصديق كلماته ، بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة " رواه البخاري ومسلم وقال r :" إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة" رواه الترمذي وصححه ،وقال r :" إن للشهيد عند الله سبع خصال : أن يغفر له في أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلة الإيمان ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه " رواه أحمد[3]

    أمة الإسلام : وحديثنا اليوم عن أسد من أسود الإسلام ، وعلم من أعلام الجهاد في هذا العصر ، عاش شطر عمره مرابطاً ومجاهداً في سبيل الله ، تغرب في سبيل الله تاركاً وراءه الأهل والأصحاب والدنيا التي تغري أقرانه ، خرج إلى الجهاد في زهرة شبابه ، وعنفوان صباه ، مبتغياً ذروة سنام الإسلام ، قاصداً نصرة المسلمين المستضعفين ، قد باع نفسه والله اشترى ، وبقي يتقلب في جفون الموت أكثر من أربعة عشرا عاما ، وأخيراً ترجل الفارس ليلحق بأصحابه الذين سبقوه إلى جنات الخلد بإذن الله بعد أن أنكى في أعداء الله حتى أصبح قادة الروس يفزعون عند ذكر اسمه ، وترعد فرائصهم حين يرد خبره ،وقد طارت بأخباره الركبان ، وسارت بها الرياح السوافي حتى بلغت الأمريكان فكانوا يتخوفون منه ومن إخوانه الأبطال ، لأنهم يعلمون أن هؤلاء لا يقاتلون لمغنم ولا لمكاسب دنيوية ، وإنما يقاتلون الكفر والظلم الماثل في الروس المعتدين ، وما عند الأمريكان من الكفر والبغي والظلم أعظم من ذلك ، ولسان حاله يعبر عن نفسه :

    قالوا سهرتَ وفي فؤادك حرقةٌ تدمَى وألفُ تساؤلٍ يتــــرددُ

    وعلى جبينك قصّةٌ مكلومـةٌ تروي المآسي للجميع وتـــسردُ

    ودموعك الملأى بألف حكاية رسمتْ على خَــدَّيْكَ ناراً تُوقــد

    أنا يا صِحَابُ قضيةٌ مسلوبةٌ لعــب الدعيُّ بها وغاب الســـيدُ

    أنا يا صِحَابُ مشاعرٌ موتورة للثأر تسعى والمســالك تُوصـــدُ

    أنا يا صِحَابُ مدامعٌ محمومةٌ تَهْمي من الألم الممــُيتِ فـــتبردُ

    أنا يا صِحَابُ من الجراح معذبُ في كل أرضٍ جرحــنا يتمـــددُ

    في كل أرضٍ تُستباح دمـاؤنا في كل أرضِ يُسـتباح المسجـــد

    هل هذه كشميرُ ضاع نحيبُها بين اللظى وبها الكـلابُ استأسـدوا

    أم هذه القدسُ الجريحةُ تشتكي مما يخططه القريــبُ الأنــجـدُ

    أم هذه أفغانُ تلعَقُ جرحها وتبيتُ تبحث عن صــديقٍ يُنجـدُ

    وأبِيتُ تلحقني معرَّةُ ذِلتي وبكاءُ أحبابي هناك استــنجــدوا

    إن دماء الشهداء دائما ما يصنع منها حبال و أطواق للنجاة ، فمن غياهب الظلمة يشع النور، و من رحم اليأس و القنوط يولد الأمل ،و أشياء كثيرة تتغير و الظلام لا يظل ظلاما فلابد أن ينساح النور ليغمر وجه الحياة ، وتلك حكمته سبحانه وذلك قضاؤه،والحمد لله على كل حال وما فقيدنا إلا واحد من أولئك الركب الطيب المبارك الذي جاد بنفسه في سبيل ربه ونصرة لدينه نحسبه كذلك والله حسيبه.

    أيها المسلمون : لقد كان هذا القائد من هؤلاء المضحين فقد كانت أمنياته في شبابه القصر الكبير والزوجة الحسناء ، والسيارة الفارهة ، نعم كانت هذه أمنياته ورغباته ، ولم يكن يخطر في باله أن الأيام ستكون حبلى له بالعجائب ، ومضت السنون حتى وصل الإيمان شغاف قلبه رحمه الله ، فبعد الأماني بسكن القصور إذا منزله رحمه الله الكهوف والخنادق وبين الصخور ، وبعد ما طَعِم ما لذ وطاب من الطعام والشراب صار يمكث المدة التي قد لا تجد فيها طعاماً مع جنده في بعض المعارك ، كان والده يتمنى أن يراه قبل موته ، وكلما هم بالرجوع تذكر آهات الثكالى وعويل اليتامى فبكت عينه حتى تبل لحيته ، تسأله أمه : متى الرجوع يا ولدي ؟ فيغص بدمعته حتى تظنه قد أقفل السماعة .

    أمَّــاه لا تبكـي علـيَّ فإننــي قد بِعتُ نفسـي واشتريتُ جِنَانـيا
    أَوَمـا ترَيْـن جِراح أمتنا وقــد سالت دماءًا ، من يُغـيث دِمائـيا

    فالمسجدُ الأقصَى يُدنَّسُ جَهــرةً ونَرَى كـلابَ الرُّوس في شيشانـيا
    أقسمـتُ بالله الذي رفع السَّمــا لن يرتـع الباغــي على أوطانـيا

    كان يحدث أخويه عن تضحيات الصحابة ، وكيف أن في الشيشان توجد قبور يقال إنها لصحابة رسول الله r ، وما علم رحمه الله أن قبره سيصف إلى جانبهم ليكون شاهداً على تضحيات هؤلاء العظام .

    أيها الأخوة في الله : ولد هذا البطل خطاب عام ألف وثلاثمائة وتسعة وثمانين للهجرة ، وينتمي لعائلة خيّرة طيبة اشتهرت بالشجاعة والشهامة ، وكان رحمه الله يتحدث بأربع لغات ، فيتحدث العربية والروسية والإنجليزية والفارسية ، واستشهد رحمه الله في أوائل صفر من عام ألف وأربعمائة وثلاثة وعشرين من الهجرة النبوية ، وله من العمر ثلاثة وثلاثون ، نسأل الله تعالى أن يرفع قدره ، ويعلي درجته،وأن يتقبله شهيدا في سبيل الله .

    لقد كانت بداية شبابه يحلم كأي شاب بالوظيفة والرتبة العالية ، كان حلمه الذي يحدث به أقرانه أن يكون لديه قصر فسيح ، نعم هذه أمنياته عندما كان شاباً في الثانوية ، وسبحان الله ..ترك هذه الأحلام والآمال وترك القصور والحبور واتجه إلى الكهوف يسكنها، وأرض يفترشها ، وسماء يلتحف بها ، وترك والديه وإخوته وأهله وهاجر إلى بلاد صار كل من فيها هم إخوته وأهله ، تزوج الإخوة والأخوات ومات الأب الصالح ومازال هو في غربته ؛ إنها غربة المجاهد الذي قدم أغلى ما يملك وكأنها أرخص ما يملك، قدم روحه وأمانيه وأحلامه لله ، لم يرد مالاً ولا حظاً من الدنيا .

    ويعجب الواحد منا لما يراه ، فجنوده متعلقون به تعلقاً شديداً ، وتزيد غرابتك لما تعلم أنه حازم في تعامله ، ولكن الخطب يهون عليك عندما ترى مزحه معهم ، وترى فيه خفة الظل ، ورحابة النفس وحسن الخلق ، عجيب أنت أيها البطل الأشم ، رأيناك وأنت تقتل العدو بقلب بارد ، رأيناك وأنت تجهز على ملاحدة الروس ، ، ظننا قلبك مملوءاً بالغلظة ومكسواً بالقسوة ، فإذا جئت على معسكر إخوانك انقلب ذلك الأسد الضرغام إلى حمل وديع يحب المزاح ، بسيطا بإخوانه .

    لقد كانت نفسه تحدثه بالبقاء أو الانصراف عن الشيشان إلى طاجكستان ، ولكنه لما رأى الجهاد بدأت نفسه تراوده في البقاء ، ولكن الموقف الذي هز شعوره ، وحرك عواطفه هو لقاءه مع عجوز طاعنة في السن حيث سألها : ماذا تريدون من قتال الروس ؟ فقالت العجوز له بلغة الواثقة : نريد أن نخرج الروس حتى يرجع إلينا الإسلام ، فسألها هل عندك شيء تقدمينه للجهاد ؟ فقالت وقد كُسِر خاطرها : ليس عندي سوى هذا الجاكيت ( المعطف ) أجعله في سبيل الله،فجعل خطاب يبكي بشدة وتبتل لحيته بدموعه .

    لقد كان رحمه الله سلفي العقيدة والمنهج ،ويصرح بذلك أمام الخاصة والعامة ، وله علاقة قوية بشيوخ المجاهدين من أمثال ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى ، وكان يستشيرهم في قضايا الجهاد والعلم والدعوة ، ولهذا لم يعهد على مجموعته الجهادية في الشيشان بدع أو انحرافات أو خرافات ، ورأى رحمه الله أن الشيشان بلد خصبة للدعوة ، فعمل محاضن دعوية لتكوين مجموعات دعوية جهادية على الخط الصحيح ، فأنشأ معهد القوقاز لإعداد الدعاة ، حيث يلزم كل شخص بالانضمام إليه قبل قبوله في الجهاد فيخضع لدورة علمية مكثفة تقارب الشهرين ، ثم ما لبث أن تكاثر الناس عليه يريدون العلم والجهاد حتى وصل عددهم إلى أربعمائة طالب ، جاءوا من التتر وداغستان وطاجكستان وأزوبكستان والأنجوش وغيرهم ، وهذا هو الذي أفزع روسيا ، ثم تطور العمل فأنشأ رحمه الله داراً لتحفيظ القرآن ، ووضع برنامجاً لإعداد الدعاة، وبرنامجاً آخر لإقامة محاضرات في القرى ، ودورة للتعليم الأساسي ، ودورة لرفع مستوى الدعاة ، وكما قال رحمه الله : رأينا أثر هذا العمل على المجاهدين في تضحياتهم وبذلهم.

    أيها الأخوة في الله : لقد رزق الله تعالى هذا القائد عقلا واعيا ، وفهماً سليما ، وفكراً حاذقا ، فقد كان يرفض فكرة تدويل القضية الشيشانية ، لأنه يعلم أن الغرب الكافر لن يأتي إلا بشر ، حيث أخذ دروساً مهمة من الجهاد في البوسنة وكيف أن ثمرة الجهاد دمرت من خلال اتفاق دايتون الأمريكي الظالم ، وكان يرفض أي تدخل للأمم المتحدة في شؤون هذه الجمهورية خاصة وأنه يعلم أن هذه المنظمة أداة طيعة في يد أمريكا ، والتي لا يشك أي مسلم في بغضها وعداوتها للإسلام وأهله ، وقد جعل رحمه الله القيادة العسكرية بيد الشيشانيين مع أنه أكثر رجل مؤهل لها ، والسبب في ذلك أن الشعب الشيشاني عرف بحميته لأرضه وعرقه ، فخشي أن يكون ذلك مدخلا لخلخلة الجهاد من خلال العملاء والخونة الذين يجيدون هذا النوع من المكر ، وقد أحيا الله تعالى بهذا القائد العظيم حب الجهاد والاستقلال في نفوس الشعوب المسلمة في آسيا الوسطى من سيطرة الحكومات الشيوعية العميلة ، وكان يكره المواجهة مع المخالفين ممن ينتسبون إلى الإسلام حتى لا يُنشغل بالمسلمين عن عدوهم المشترك .

    أيها المسلمون : لقد التحق خطاب رحمه الله بالجهاد الأفغاني عام ألف وأربعمائة وثمانية للهجرة بعد رمضان مباشرة ، وله من العمر سبعة عشرا عاما ، ثم انتقل بعد ذلك إلى طاجكستان لمدة سنة واحدة، حتى أصيب في معركة من المعارك ، ثم ذهب إلى الشيشان ، واستقر به المقام والجهاد هناك ،وكان يقول عن سبب انتقاله للشيشان : ( عندما رأيت المجموعات الشيشانية مرتدية عصابات مكتوباً عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويصيحون صيحة الله أكبر علمت أن هناك جهاداً في الشيشان وقررت أنه يجب عليّ أن أذهب إليهم)

    أيها الأخوة في الله : لم تكن رحلة الموت أو البحث عن الشهادة مفروشاً بالورود والرياحين، وإنما هي جراحات ومعاناة وبطولات أدهشت الأبطال أنفسهم .

    فرحمك الله يا خطاب ..كلما رأيت صورتك وأنت مسجى على فراش الموت تذكرت مصعب بن عمير وهو مسجى أمام رسول الله r ، ولئن بكى رسول الله r من رؤية مصعب فإن الأمة كلها من شرقها وغربها بكت لما رأتك صريع فراشك مسموماً وشهيداً بإذن الله ، وقد مت مجاهداً في غير أهلك ووطنك .

    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم



    الخطبة الثانية

    أيها الأخوة في الله : لقد علمنا موت القائد الهمام والبطل الأشم والفارس المقدام ، دروساً مهمة ، يجدر بنا أن نتوقف عندها :

    أولاً : أن الأمة لا تفقد كل أحد ..فهي لا تفقد الغني الذي أنفق ماله رئاء الناس وبطرا ..ولا تفقد المغني الذي كان ينعق بصوته المنكر في المحافل والمجامع ..ولا الممثل الذي ربما أضحك الناس ، ولا تفقد لاعبي الكرة الذين أصبحت قيمتهم بأقدامهم لا بعقولهم وأذهانهم ،وإنما تفقد الأمة الأبطال ..الذين نقلوها من غبرائها ، لتعيش في عليائها ، ووضعوها في محل الصدارة والريادة بعد أن كانت في مؤخرة الركب ..تفقد الأمة الرجال العظماء الذين ناموا في الخنادق لا في الفنادق ..تفقد الأمة الرجال الذين تركوا لذيذ الحياة وجمالها ..ليعيشوا في الجبال والكهوف وبين صخورها..ليرفعوا الظلم عن إخوانهم ، ويوقفوا الأعداء عند حدهم .

    شباب ذللوا سبل المعــالي وما عرفوا سوى الإسلام دينا

    إذا شهدوا الوغى كانوا كماة يدكون المعاقل والحــصونا

    وإن جن الظلام بهم فلا تراهم من الإشـفاق إلا ساجـدينا

    كذلك أخرج الإسلام قـومي شباباً مخلصاً حراً أميـــنا

    ثانياً : ولقد علمنا موتك أيها القائد خطورة النفاق والمنافقين في الأمة ..فكم أفسدوا من عبادة ، وكم قتلوا من علماء وقادة ، وكم كانوا سبباً في سقوط دول وانهيار أمم ، كم أفسدوا من أخلاق ؟ كم نشروا من رذيلة؟هم العدو فاحذرهم قاتلوهم الله أنى يؤفكون .

    ثالثاً : علمنا موتك أيها البطل المغوار ..أن الإعلام في بلاد المسلمين لا يمثل المسلمين ولا يتحدث بلغتهم ، ولا يعبر عن نبضهم ، يموت رجال و نساء لا خلاق لهم ..فتسود الصفحات لأيام عديدة بتاريخهم الأسود ،امرأة كافرة يبكي عليها إعلام المسلمين دهرا ، وتقطر أقلام الصحفيين دما ، وتبعث التعازي فيها من الصغير والكبير ، وآخر يموت على أنغام الموسيقى فيبكيه الشعراء ، ويرثيه الكتاب ، وتتابع الصحف على الكتابة عنه ، ويموت بطل من أبطال الأمة ، ورمز من رموز الجهاد وإمام من أئمته ومع ذلك يتجاهل الإعلام أن يكتب عن بطولاته وانتصاراته ؟

    رابعاً : لقد علمنا موتك أيها الفارس الضرغام أن الإقدام لا يقدم أجلاً ، وأن الجبن لا يؤخره ،وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ،وأن الجهاد في سبيل الله لا يقدم أجلا ولا يؤخره ، فقد خضت المعارك ، وتعرضت للمهالك ، وطلبت الموت مظانه ، ثم تموت غدراً ألا فلا نامت أعين الجبناء !

    أيها المسلمون : إننا لا نعزي أهل هذا الجبل الأشم ولا ذوي رحمه وإنما عزائنا في نفوسنا التي لم تفعل مثل فعله ، ونعزي بيوتنا التي لم تخرج أمثاله ..

    خطاب يا شيشانُ كان مهندًا .. وغدا أثرْ ..

    خطاب يا شيشان مات .. بسُمِّ خوّانِ .. غدرْ ..

    مات الهِِزَبْرُ.. فهل تموت كتائبُ المجدِ الأغرْ ؟

    هل تُغمدُ الأسيافُ..أم هل تنثني الهممُ العليةْ؟إن مات خطابٌٌ لنا..راياتُ نصرٍ خالديةْ!

    رحمة الله على القائد خطاب ، وتقبله في الشهداء ، ماذا لو كان هذا الأسد الضرغام لدى اليهود أو النصارى أو الهندوس ، فماذا سيصنعون عند فقده ؟ لا شك أنهم سيجعلون من موته تاريخاً يسجل في صفحاتهم ،وسيضعون له نصباً تاريخيا ، وسيطلقون اسمه على معالم بارزة في ديارهم ، تخليداً لذكره ، وسيدرسون أبناءهم ترجمته ، ويتداول إعلامهم سيرته ، وستخرج عنه المؤلفات ، وتعقد الندوات واللقاءات للحديث عن حياته ومواقفه . ونحن لا نريد أن نصنع صنيعهم ؛ لكننا نريد أن نستفيد من قادتنا ونقدر لهم قدرهم ، ونربي الأمة على بطولاتهم ومواقفهم ، وننشأ أبناءنا على سيرتهم ، نريد أن نستثمر طاقاتنا وكوادرنا بحيث إذا ذهب أسد وغادر بطل ومضى قائد خلفه ألف قائد ، يسيرون سيرته ، ويرتسمون هديه الصالح .

    اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الموقع
    في البرزخ
    الردود
    1,417
    الجنس
    امرأة

    إلى أمي أم خطاب ..


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الموقع
    في البرزخ
    الردود
    1,417
    الجنس
    امرأة

    نظرات في وصية خطاب


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الموقع
    في البرزخ
    الردود
    1,417
    الجنس
    امرأة

    صور للقائد البطل


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    ღ♥ღ .. وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَار ღ♥ღ
    الردود
    34,635
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    10
    الروس تحفر قبرها بشمالها ....فيمينها قد شلها خطاب

    رحمك الله ياخطاب ....

    رحمه الله رحمة واسعة وتقبله ورفقاه عندهُ من الشهداء ...اللهم آآآمين

    أثابك الله أختي مريم
    ..
    الرجاء الرد من الأخوات فقط

    قريباً .... تجربتي مع الـ ديرم إميلان Dermamelan Mask بـ..الصور

مواضيع مشابهه

  1. أتمنى يكون مسموح أو يحذف
    بواسطة هدوءءءءءءء في الملتقى الحواري
    الردود: 4
    اخر موضوع: 11-09-2010, 06:43 PM
  2. أتمنى يكون وزني 100كيلو
    بواسطة zabarjd في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 8
    اخر موضوع: 24-08-2008, 06:38 PM
  3. *·~-.¸¸,.-~*أتمنى أن يكون ذاك هو قلبـي *·~-.¸¸,.-~*
    بواسطة نورة الجزائرية في الملتقى الحواري
    الردود: 10
    اخر موضوع: 11-04-2007, 10:22 PM
  4. الردود: 1
    اخر موضوع: 26-10-2006, 09:26 AM
  5. كم أتمنى أن يكون طفلى مثلى!
    بواسطة أم فيصل في الأمومة والطفولة
    الردود: 9
    اخر موضوع: 27-09-2005, 12:05 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ