تلقى موقع على الانترنت خصص لفتاة خميس مشيط في السعودية، ملايين الريالات من التبرعات لدفعها كدية لأسرة القتيل وآلاف الرسائل التي تناشدهم العفو، وذلك قبل اسبوع واحد من تنفيذ حكم بالقصاص منها الخميس القادم 18-8-2005.

وكان هذا الحكم قد تأجل تنفيذه من قبل لمنح الفرصة لمساعي أهل الخير لإقناع أسرة آل قليص وهم أهل الدم بالعفو، وقد رفضوا ذلك عدة مرات كان آخرها الاجتماع الذي كان مقررا الخميس 11-8 مع شيوخ القبائل والأعيان في منطقة عسير لإقناعهم بالعفو عن القاتلة.

وكانت الفتاة الموجودة في السجن منذ 6 سنوات قد بررت فعلتها بأنه ظل يطاردها بعد زواجها مهددا بكشف علاقة قديمة بينهما، فأوهمته بالاستجابة لطلبه، ثم قتلته ومثلت بجثته.

وبرغم رفض الاجتماع وهو ما يعني إصرار أسرة القتيل على القصاص إلا أن المساعي لازالت مستمرة وحتى اللحظة الأخيرة للعفو عنها خاصة أنها حفظت القرآن الكريم كاملا طيلة وجودها في السجن منذ 6 سنوات كما تقول جريدة "المدينة" السعودية.

وقد نالت هذه الفتاة استعطاف المجتمع وتم تخصيص موقع لها على الإنترنت زاره أكثر من 300 ألف زائر من أكثر من 75 دولة، ويتداول سكان منطقة عسير رسائل الجوالات التي تدعو لإنقاذ فتاة خميس مشيط، حيث يناشد أصحاب هذه الرسائل أهل المقتول بالصفح عن الفتاة، وتحمل الرسائل نداءات متكررة للمشاركة في طلب العفو من أسرة القتيل.

وفى اتصال أجرته "المدينة" بالدكتور وليد ابو ملحة المشرف على موقع سجينة خميس مشيط على شبكة الإنترنت، قال إن المساعي مستمرة لإقناع أسرة القتيل بالتنازل ولم ترد حتى الآن على تلك المبادرات، وانه يشعر بالأمل في استجابة آل قليص لما عرف عن تلك الأسرة من التسامح والعفو.

ونفى أن تكون أسرة ال قليص قد عفت عن القاتلة كما ورد ذلك فى بعض المنتديات، ووجه رساله لأهل الدم قال فيها : "أشعر بمأساتكم واشعر بمعاناتكم ولكننا نخاطب فيكم روح العفو والرحمة ونلامس مكارم أخلاقكم وأذكركم ببعض من مزايا هذا العفو المنتظر، الثواب العظيم والأجر الكبير من لدن الخالق سبحانه وتعالى، والذي سيكون من أسباب سعادة ابنكم رحمه الله فى داره الاخرة، وستعتلى الرايات البيضاء فوق منازلكم المنيعة وتعتلون سنام العز و الشرف فى قبيلتكم والمجتمع السعودي بصفة عامة.

كما ستنالون رضى وتقدير من توسطوا وسعوا للصلح من مسؤولين وأعيان ومشايخ، وكل هذه مكاسب عظيمة بالمنظور القريب والبعيد. ايضاً ستكون هذه البادرة باذن الله سبباً فى عودة هذه المرأة الى مجتمعها، وقد اصبحت باذن الله عضواً صالحاً داعياً الى الخير مستفيدة من هذه التجربة، والتي اصبحت بفضلها حافظة لكتاب الله الكريم متعمقة فى علومه الشرعية، وكل ما ستجنيه من ثواب بإذنه تعالى ستنالون وفقيدكم رحمه الله نصيباً منه باذنه تعالى" .

ووجه محافظ خميس مشيط عبد العزيز بن مشيط نداء لاهل الدم قال فيه "قال تعالى : '' إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون'' . وأضاف : اعرف ويعرف الجميع ما تعانون من الحسرة على ما حدث، ولكنها مشيئة الله سبحانه وتعالى. كما اعرف جيداً أصالة معدنكم وطيب أخلاقكم وتأصل معاني الرحمة والعفو والجود في أنفسكم، فلهذا أدعوكم أن تكونوا كما عهدناكم رجالاً في مثل هذه المواقف. وتمنوا على هذه الفتاه بعتق رقبتها لتفوزوا وميتكم رحمه الله بالأجر والثواب العظيم".

من جانبه قال عبد العزيز ابو ملحة عضو مجلس الشورى ''سابق'' : نحمد الله سبحانه وتعالى أن من علينا بنعمة الإسلام، وجعل منه دستور البلاد الطاهرة فكان من ثمراته تحكيم شرع الله في كل أمور حياتنا، ونجد أنفسنا اليوم في موقف تتجسد فيه كل معاني النبل والشهامة، وتلوح في افقه بوادر العفو والرحمة من اناس عرف عنهم الجود والكرم والتضحية و نصرة الملهوف، فما هو منتظر منهم ان يفعلوه لن يكون غريباً عنهم، فهذا ديدنهم وما فطرت عليه نفوسهم الكريمة، فنسأل الله سبحانه وتعالى في هذا الموقف المهيب ان يكرمهم بعتق هذه الرقبة ويجعلها في ميزان حسناتهم وأن يرحم ميتهم إن الله لا يضيع اجر من احسن عملاً".

وقال شيخ شمل بلاد شهران حسين بن مشيط : بقلوب محبة ونفوس يملؤها الأمل وثقة في عظيم خلق وسمو روح من نقصدهم، نتوجه بهذه الرسالة نطلب العفو والرحمة بهذه المرأة من أناس نثق في عظيم اخلاقهم ونبل مشاعرهم وسماحة انفسهم، داعين الله سبحانه وتعالى أن يكلل الجهود وأن يجعل فضل عملهم المنتظر في ميزان حسناتهم وحسنات ميتهم رحمه الله تعالى.

وقالت مصادر خاصة إن الفتاة التي قتلت الشاب حفظت القرآن الكريم داخل سجن النساء بأبها، واصبحت داعية للخير من داخل اروقة السجن، وقد كتبت قصيده مؤثرة موجهة لأسرة القتيل توضح فيها ملابسات القضية وتطلب العفو من رب العالمين.

اما اسرة القتيل آل قليص فاكتفت بتأكيدها على تنفيذ حكم الاعدام والقصاص من القاتلة لبشاعة الجريمة التي ارتكبتها الفتاة، حيث أكد ذلك عبد العزيز قليص في الاجتماع الأخير، ولا تزال الأسرة مصرة على رأيها .

المصدر