،،،،،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم ))،،،،،،،

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أمابعد

ذكرت الرجل الأول وهو الصحابي الجليل ( عبد الله بن عمر ) رضي الله عنه

والآن مع عالمنا الثاني من رجال لم يذكرهم الإعلام :-
نترك إلى قائد هذه السلسلة يقدمه هو الإمام الذهبي في كتابه ( سير أعلام النبلاء ) ماذا قال الذهبي عن عالمنا الثالث :-
قال الإمام الذهبي :- هو عطاء بن رباح بن أسلم ، الإمام شيخ الإسلام ، مفتي الحرم ، أبومحمد القرشي مولاهم المكي ، يقال : ولاؤه لبني جمع ، كان من مولدي الجند ( بلدة مشهورة باليمن ) ونشأ بمكة ، ولد في أثناء خلافة عثمان رضي الله عنه .
حدث عن عائشة ، وأم سلمة وأم هاني وابي هريرة وابن عباس وصفوان بن أمية وابن الزبير وعثمان بن عفان والفضل بن عباس وغيرهم الكثير
وحدث عنه :- مجاهد وابوإسحاق السبيعي وأبوالزبير وعمرو بن دينار والأعمش وقتادة وغيرهم الكثير .

قال علي بن المديني :- سمعت بعض أهل العلم يقول : ( كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي ، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث ، وهذه صفته الخلقيه لكنها لم تنزل من قدره عند أهل العلم لأن الأمر ليس بالهيئة والشكل أنما بما في القلب من الخشية لله سبحانه وتعالى

إشتهر هذا الإمام بمزيا كثيرة فنذكر أبرزها ولولا الإطالة لذكرناه كلها :-

أولا :- إشتهر بسعة علمه خاصة في مناسك الحج إسمع إلى كلام أهل العلم في ذلك :-
روى أسلم المنقري عن أبي جعفر قال : ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء
عن عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه قال : ما أدركت أحدا أعلم بالحج من عطاء بن أبي رباح , بل أنه كان لا يفتي في الحج إلا عطاء .
روى إبراهيم بن عمر بن كيسان قال : أذكرهم في زمان بني أمية يأمرون في الحج مناديا يصيح : لا يفتي الناس إلا عطاء بن أبي رباح .

ثانيا:- اشتهر رحمه الله بكثرة عبادته وورعه :-
قال ابن جريج : كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة ، وكان من أحسن الناس صلاة
وقال ابن عيينه عن إسماعيل بن أمية قال : كان عطاء يطيل الصمت فإذا تكلم يخيل لنا أنه يؤيد
وقال محمد بن عبدالله الديباج : ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون فإن تكلم أو سئل عن شيء أحسن الجواب
وعن ابن جريج قال : لزمت عطاء ثماني عشرة سنة وكان بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة ، فيقرأ مئتي آية من البقرة وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك .

ثالثا:- اشتهر رحمه الله بشجاعته في الحق فكان لا يدخل على الأمراء إلا على وجه المناصحة ، واسمع إلى هذه القصة التي تدل حقا على شجاعة هذا العالم :

قال الأصمعي : دخل عطاء بن أبي رباح على عبدالملك وهو جالس على السرير وحوله الأشراف وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته ، فلما بصر عبدالملك بعطاء قام إليه فسلم عليه ، وأجلسه معه على السرير وقعد بين يديه وقال : يا أبامحمد ( كنية عطاء بن رباح ) حاجتك ، قال : يا أمير المؤمنين اتق الله في حرم الله وحرم رسوله ، فتعاهده بالعمارة ، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور فإنهم حصن المسلمين وتفقد أمور المسلمين ، فإنك وحدك المسؤول عنهم ، واتق الله فيمن على بابك ، فلا تغفل عنهم ، ولا تغلق دونهم بابك ، فقال أفعل ثم نهض وقام فقبض عليه عبدالملك وقال : ياأبامحمد إنما سألتنا حوائج غيرك وقد قضيناها ، فما حاجتك ، قال مالي إلى مخلوق حاجة ، ثم خرج فقال عبدالملك : هذا وأبيك الشرف هذا وأبيك السؤدد )
الله وأكبر عندما يطلب المسلم العلم الشرعي بإخلاص لله كيف ينال الرفعة في الدنيا قبل الأخرة هذا عطاء بن رباح أسود وأعرج وأفطس ومع ذلك يقوم له الخليفة ويرحب به إنه الشرف في الدينا قبل الأخرة

هذا قليل من كثير من سيرة هذا الإمام ولولا الإطالة لذكرنا كل مايتعلق به والله لن نفيه حقه مهما تكلمنا ، فياليت الإعلام يذكر هذا العالم مثل ذكره للاعب الكرة أو المطرب أو الممثل
فرحم الله هذا الإمام وجعل الجنة مثواه ، والله يحفظكم ويرعاكم
وإلى ( الرجل الثالث من رجال لم يذكرهم الإعلام ) عما قريب إن شاء الله
ملاحظة : بالنسبة لسير الصحابيات فسوف نضع هذه السير في المنتدى الخاص بالمرأة المسلمة وذلك لأن وضع هذه السير هناك أفضل .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


12-19-2000 06:52 PM